أكد وزير الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري خلال ترؤسه الوفد المغربي المشارك في اجتماع مجلس التعاون الخليجي لبحث انضمام المغرب والاردن الى المجلس, أن المملكة المغربية التي ترتبط بأوثق العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي تجدد «صادق اعتزازها وعظيم تقديرها لبعد نظر وتبصر قادة البلدان الخليجية للارتقاء بمسيرة تعاوننا والدفع بها نحو آفاق أرحب» ، وأضاف الفاسي أن هذه المبادرة تعكس في العمق «تمسكنا بقيمنا المثلى وثوابتنا الاصيلة وحرصنا على مواجهة تحدياتنا الملحة حاضرا ومستقبلا بروح مقدامة تجعلنا أكثر تحكما في مصائرنا وأكثر فعالية في التعامل مع أوضاع منطقتنا وفضاء جوارنا الموسع وأكثر مناعة وتأهيلا للتفاعل القوي مع قضايا العصر في زمن العولمة والتكتلات».
يضيف السيد الفاسي الفهري, أن هذه المبادرة ستكون عاملا مهما في الدفاع عن مواقفنا العربية والإسلامية وصون هويتنا الروحية وإعلاء كلمتنا وتسريع جهودنا لإرساء اندماج عربي شامل ، وقال «ومن هنا فإن هذه الخطوة بقدر ما تحمل من دلالات عميقة باعتبارها تجسيدا للمصالح المشتركة مع دول الخليج العربي, فإنها إشارة سياسية واضحة لتأسيس نموذج تشاركي جديد ذات مضمون ملموس ومتميز يسهم بأوفر نصيب في تحقيق التنمية المستدامة والاستقرار لأوطاننا وشعوبنا ومن ثم احتواء المخاطر المهددة لسلامة دولنا وأمنها ووحدتها الترابية وتأمين مصالحها العليا».
ودعا الفاسي لوضع تصور متناسق وشمولي لا يستثنى أي مجال ويذهب الى أبعد الحدود الممكنة يشمل الجوانب الاستراتيجية والسياسية والأمنية والاقتصادية والبشرية ، فعلى المستوى الاستراتيجي والسياسي, يضيف السيد الفاسي, يتطلع المغرب لتكثيف الحوار والتشاور على كافة المستويات طبقا لدورية منتظمة بشأن مختلف القضايا وخاصة ما يمس المصالح الحيوية لدولنا ووحدتها الترابية والعمل على إحكام تدبير انشغالاتنا الأمنية كمحاربة الإرهاب والتطرف ومكافحة الجريمة المنظمة.
أما على المستوى الاقتصادي والاستثماري, فإن المغرب يسعى لاستغلال كل الطاقات والكفاءات والفرص والامكانيات التنموية المتاحة لدى بلداننا جميعا على أساس التبادلية في المنافع ووتيرة معززة لتيسير تنقل رؤوس الأموال وانسياب السلع والخدمات في ظل مشاركة نشطة من جميع الفاعلين الاقتصاديين ، وأشار وزير الخارجية والتعاون من جهة أخرى الى أن المغرب تمكن خلال السنوات الأخيرة رغم الصعوبات الإقليمية والإكراهات الدولية من اتخاذ سلسلة من الإصلاحات الهيكلية ضمن رؤية استراتيجية ساهمت بصورة فعالة في الحفاظ على التوازنات وتحسين مناخ الأعمال, كما أن المغرب دخل في شراكات منفتحة مختلفة كرست موقعه كبوابة جاذبة للاستثمرات والإنتاج والتصدير.
من جهته ، قال الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني ان دول المجلس تعتزم تمويل برنامج لتقديم معونات للتنمية على مدى خمس سنوات للمغرب والاردن ، وقال الزياني عقب الاجتماع ،ان ثمة دعوة لانشاء برنامج للتنمية الاقتصادية للاردن والمغرب وستقدم توصية بحجم المعونة وسيتخذ زعماء دول المجلس القرار في قمتهم المقبلة فيدجنبر القادم ، وفي داخل المجلس قدمت الدول الاكثر ثراء عشرة مليارات دولار من كل دولة في صناديق تنمية للبحرين وعمان اللتين خرجت فيهما احتجاجات هذا العام للمطالبة باصلاحات.
www.nuqudy.com/نقودي.كوم