تقوم الشركات الفرنسية بعمل مجموعة من الإستثمارات بالمغرب حيث تعتبرها "جنة صغيرة" لها، وتفضل الإستثمار بها عن الجزائر، و من بين الشركات الفرنسية، المصنع رونو، الذي اختار المغرب لإنشاء أول مصنع له في إفريقيا، و بالمقابل، يبقى مشروعه بالجزائر، محل تفاوض في الوقت الراهن.
ويشهد المغرب بناء أول قطار فائق السرعة في إفريقيا والعالم العربي، ويظهر المغرب الذي طاله "الربيع العربي" لكن بدرجة أقل من جاراته في جنوب المتوسط، ورشة واسعة تبحث عن مشاريع استثمارية، ويتوجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، اليوم (29 سبتمبر 2011) إلى المغرب لإطلاق أشغال بناء القطار الفائق السرعة "تي جي في" الرابط بين الرباط وطنجة.
وستتكفل شركة "ألستوم" الفرنسية بهذا المشروع . ومن المنتظر أن يجري ساركوزي خلال هذه الزيارة مباحثات مع العاهل المغربي تتناول الإصلاحات في المغرب والربيع العربي والحرب في ليبيا، وبذلك يعطي ساركوزى الضوء الأخضر لمشروع سيكون الأول من نوعه في أفريقيا وقد يفتح بابا جديدا للاستثمار أمام الشركات الفرنسية، لاسيما شركة " آلستوم" التي ساهم ساركوزي شخصيا في إنقاذها عندما كان وزيرا للاقتصاد.
ومما هو جدير بالذكر أن سكة الحديد هذه تشكل استكمالا لشبكة الطرق التي يبلغ طولها حوالى 1500 كلم في المملكة التي بدأت منذ سنوات ورشة واسعة لتطوير بناها التحتية، ومن بين هذه المشاريع "طنجة المتوسط" المجمع الصناعي والمرفئي الكبير الذي تشارك فيه بويغ الفرنسية في اطار كونسورسيوم. ويفترض ان يؤدي هذا المشروع الى زيادة الطاقة الاجمالية لطنجة لتبلغ اكثر من ثمانية ملايين حاوية.
وهذا المشروع سيكون أساسًا فى تحويل طنجة الى واحدا من اكبر المرافىء المتوسطية والافريقية، وفرنسا هي الشريك التجاري الاول للمغرب الذي يفترض ان يبدأ قريبا مفاوضات حول اتفاق للتبادل الحر مع الاتحاد الاوروبي. وهي تؤمن 15 % من احتياجات السوق بقيمة اربعة مليارات يورو وتستورد 25 % من صادراته.
وتعتبر اسبانيا الشريك الثاني فقد ارتفعت قيمة استثماراتها الصناعية خصوصا بنسبة 76 % في 2009 و2010، ويحتل المغرب المرتبة الثانية في الاستثمارات الفرنسية المباشرة بعد الصين وقبل الهند، إذ بلغت قيمة هذه الاستثمارات 1,8 مليون يورو العام الماضي، أي 60 % من إجمالي الاستثمارات.
وهبطت الاستثمارات الى 1.14 مليار يورو وانخفضت بنسبة 13.6 % للفترة الممتدة من يناير إلى يوليو بالمقارنة مع الفترة نفسها من 2010، حسب الارقام المغربية الرسمية، وشهد النشاط تباطؤا في النصف الاول من 2011 تحت تأثير الربيع العربي.
ومن جهته قال فيليب كونفي المدير العام لغرفة التجارة والصناعة الفرنسية في المغرب لوكالة فرانس برس إن "الأمور تسير بشكل أفضل على ما يبدو"، واليوم تعمل 750 شركة فرنسية في المغرب مقابل 500 قبل سنتين أو ثلاث سنوات مما يجعلها اكبر جهة أجنبية توظف أجانب في المغرب ويعمل فيها مئة ألف شخص من المملكة.