تندرج قطر تحت أكبر اللاعبين الكبار في انتشال اليونان من أزمة الديون السيادية، حيث تتمتع بقاعدة استثمارية ضخمة في مشاريع يونانية. وتتكرر زيارة المسؤولين الكبار إلى أثينا سواء بهدف عقد صفقات أو تمضية عطلاتهم.
الاستثمارات القطرية الجديدة في البلد المتعثر اقتصاديا :
فمؤخرا صرح الرئيس التنفيذي لصندوق الثروة السيادية «قطر القابضة» إن الشركة ستستثمر مليار دولار في «يوروبيان جولدفيلدز» منها 600 مليون دولار لتمويل العمليات في اليونان حيث تملك الشركة التي مقرها لندن ترخيصا لاستخراج الذهب. وقال الرئيس التنفيذي أحمد السيد عقب اجتماع بين مسؤولين يونانيين وقطريين في أثينا إن «قطر القابضة» ستشتري حصة 10% في «يوروبيان جولدفيلدز» من شركة البناء اليونانية «الاكتور» وستملك خيارا لشراء 5% أخرى. وأبلغ الصحافيين: «إجمالا سنستثمر في الشركة نحو مليار دولار». وأضاف أن قطر تدرس فرصا مختلفة داخل البلد.
وأعلنت المجموعة التي تقع معظم أنشطتها المنجمية في أوروبا ولكن مقرها في لندن وكندا، ان الصندوق السيادي القطري سيقوم بتطوير انشطة استخراج الذهب من المواقع المنجمية في سكوريز واوليمبياس شمال اليونان.
وكان لقطر دور رئيسي في إتمام صفقة اندماج في قطاع البنوك اليوناني المتعثر أواخر أغسطس/آب. وسيملك البلد العربي الخليجي نحو 17 بالمائة من البنك الذي سيتمخض عن اندماج بنك ألفا ويوروبنك.
وعلى أثر هذا الاتفاق، التقى أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مساء السبت رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو في اثينا, وأعلن باباندريو أثر الزيارة "لقد اقمنا علاقة وثيقة جداً قائمة على الاحترام المتبادل، ونحن اليونانيين سعداء لأن هذه العلاقات تؤدي إلى استثمارات في بلادنا".
ومن جهته، شكر أمير قطر اليونان على مساعدتها في انقاذ واستضافة مسؤولين قطريين في جزيرة كريت خلال الازمة الليبية.
وبحسب وكالة الانباء اليونانية، يتضمن الاتفاق في الاجمال استثمارا بقيمة 1,2 مليار يورو وسيسمح لاحقا بايجاد 1500 فرصة عمل في اليونان.
وحصة ال9,9% في مجموعة يوروبيان غولدفيلدز اشترتها قطر من اثنين من ابرز المساهمين اليونانيين هما مجموعة "بي تي بي اكتور" و"ديمتريس كوتراس" .
وياتي ذلك بعد عام على توقيع اتفاق اطار بين قطر واليونان يقضي بتسهيل الاستثمارات. وفي مطلع ايلول ، استثمر الصندوق السيادي القطري "قطر هولدينغز" 500 مليون يورو في القطاع المصرفي اليوناني عبر السماح بدمج ثاني وثالث اكبر مصرفين في البلاد، الفا ويوروبنك، الامر الذي سيكتمل بحلول نهاية العام وستصبح المجموعة القطرية اول مساهم في البنك الجديد.
وابدت قطر اهتمامها ايضا بالاستثمار في القطاع العقاري اليوناني وخصوصا في موقع مطار اثينا السابق هيلينيكون المدرج على لائحة الاصول القابلة للتخصيص.
وكشفت صحيفة "جريك ربورتر" اليونانية عن زيارة ترفيهية يقوم بها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى جانب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، إلى اليونان، متوقعة أن عقد صفقة لشراء أحد الجزر في البحر الأيوني.
ووفقا للصحيفة فإن أمير قطر والوفد المرافق له وصلا صبيحة يوم الاثنين إلى مطار "يواني كابوذيستيرياس" في جزيرة "كيركيرا" غرب اليونان، وعلى الفور صعدا إلى يخت فاخر وغادروا الجزيرة باتجاه البحر الأيوني لقضاء عطلاتهم على أحد الجزر اليونانية.
وأضافت أن العائلة الحاكمة القطرية أمضت مرارا عطلاتها في اليونان على مدى السنوات الماضي، وتخطط لشراء جزيرتين: الأولى هي جزيرة "سكوربيوس" التي كان الملياردير اليوناني اريستوتل أوناسيس قد اشتراها من الدولة اليونانية عام 1963، والثانية تبعد ثلاثة أميال بحرية إلى الجنوب من "سكوربيوس".
وتعد "سكوربيوس" واحدة من أجمل الجزر على الأرض، ويقدر سعرها حالياً بـ 200 مليون دولار.
ومنذ عامين، كشفت أثينا أوناسيس حفيدة امبراطور الشحن اليوناني المعروف أوناسيس عن خطط لبيع جزيرة سكوربيوس التي تمتلكها أسرتها والتي شهدت إتمام مراسم زواج أوناسيس من جاكلين كيندي، أرملة الرئيس الأمريكي الراحل جون كيندي.
وقالت تقارير إخبارية بريطانية إن الجزيرة الواقعة في البحر الأيوني والتي تبلغ مساحتها 80 هكتارا معروضة للبيع مقابل نحو 120 مليون يورو. ورجحت التقارير أن تذهب الجزيرة لمؤسس شركة ميكروسوفت العملاقة، بيل غيتس الذي سبق وزار الجزيرة في يوليو/تموز 2009. ولم تقابل خطط بيع الجزيرة بحماس اليونانيين الذين يرون في أملاك أوناسيس ملكية وطنية لبلادهم.
ومن خلال كل هذه التحركات النشطة للدوحة في الملف الليبي, وفي الربيع العربي, واخيرا في انتشال اليونان من ازماتها, ويضاف الى ذلك ايضا استضافة قطر لكأس العالم لكرة القدم سنة 2022, كل هذه تعتبر مؤشرات على الدور المتنامي للدوحة سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا ايضا وجرأة قطرية في الخوض في ملفات احجمت عن الخوض فيها دول عربية واقليمية اخرى أكبر من قطر.
يبدوا ان قطر من خلال سعيها إلى تعزيز قدراتها الدبلوماسية و الاقتصادية في المنطقة تريد ان تلعب دور القائد الاقليمي الجديد في الشرق الاوسط .