كشف وزير الاقتصاد الإماراتي سلطان بن سعيد المنصوري أن الإمارات ستستثمر على مدى السنوات العشر المقبلة نصف تريليون درهم إماراتي (135 مليار دولار) في البنية التحتية للطيران، مؤكداً أنها تعمل على تطوير قطاعات السياحة والطيران، وتتطلع الى استقطاب نحو 15 مليون سائح بحلول عام 2020 بفعل امتلاكها بنية تحتية نموذجية لقطاع الطيران المدني وأسرع المطارات وشركات الطيران نمواً عالمياً.
وتوقع الوزير أن يحقق الاقتصاد المحلي نمواً ملحوظاً يتراوح بين 3 و3.5% هذه السنة. وأشار المنصوري إلى أن الإمارات احتلت المرتبة الثالثة عشرة من بين أكبر الدول المصدّرة، إذ بلغ حجم الصادرات منها 235 مليار دولار، أي 2% من الصادرات العالمية من السلع، متجاوزة دولاً مصدّرة كبرى، مثل الهند وأستراليا والبرازيل وماليزيا، وفقاً لأحدث تقرير صادر من منظمة التجارة العالمية.
حجم الاستثمارات الحالية :
قدرت جوليا لورانسيني نائبة مدير شركة المواصلات العالمية حجم الاستثمارات الحالية في تطوير قطاع الطيران بالإمارات بنحو 66.24 مليار درهم ( 19 مليار دولار). و تستحوذ دولة الإمارات على ثلث قيمة استثمارات قطاع الطيران بالشرق الأوسط
وقالت لورانسيني في مؤتمر صحفي عقد أمس للاعلان عن تفاصيل استضافة أبوظبي لفعاليات مؤتمر تطوير ادارة المطارات في الشرق الاوسط الذي سيقام في الخامس والعشرين من شهر اكتوبر الجاري قالت إن معظم هذه الاستثمارات الجارية تتم في تطوير مطارات ابوظبي ودبي لتصبح من اكبر واهم المطارات في العالم واكثرها تطورا.
و تستحوذ الامارات على أكثر من ثلث اجمالي الاستثمارات في قطاع الطيران في منطقة الشرق الاوسط بأكملها البالغة 50 مليار دولار والتي تستهدف تطوير مطارات المنطقة وتعزيز قدراتها الاستيعابية وتحسين الخدمات المقدمة للمسافرين.
وبلغ اجمالي الاستثمارات المخصصة لتطوير مطار آل مكتوم بدبي الى نحو 36.8 مليار درهم ( 10 مليارات دولار) بينما تم تخصيص نحو 24.94 مليار درهم (6.8 مليارات دولار) كاستثمارات لتطوير مطار ابوظبي الدولي و4.04 مليارات درهم (1.1 مليار دولار) لتطوير مطار دبي الدولي مشيرة الى ان عمليات التطوير قد بدأت بخطى متسارعة وستستمر خلال السنوات المقبلة بدون ابطاء.
ومن الجدير بالذكر ان مطار أبوظبي يحتل مكانة بارزة ضمن أكبر المطارات من حيث نمو حركة المسافرين بمنطقة الشرق الأوسط، حيث شهد أغسطس من العام الجاري نمواً في حركة المسافرين بنسبة 14 بالمئة، مقارنة بالفترة نفسها من العام المنصرم، ليصل عدد المسافرين إلى 1.09 مليون مسافر، وذلك حسب التقرير الصادر عن شركة (أبوظبي للمطارات).
وتوقعت شركة «أبوظبي للمطارات»، مؤخراً، أن يشهد جدول الرحلات في مطار أبوظبي لموسم الشتاء المقبل نمواً بنسبة قدرها 8 بالمئة، من إجمالي عدد الرحلات الأسبوعية المقدمة، مقارنة بجدول الرحلات لموسم الشتاء في العام الماضي، والذي من خلاله سيتم توفير 900 رحلة أسبوعية للمسافرين عبر مطار أبوظبي الدولي إلى وجهات مختلفة تتوزع على 5 قارات حول العالم، مع زيادة في عدد الرحلات وشركات الطيران والوجهات.
ويعتبر مطار أبوظبي الدولي كواحد من أكثر المطارات نمواً في المنطقة، حيث بلغت نسبة هذا النمو خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري 12 بالمئة.
وكذلك ايضا, يشهد مطار دبي نمواً غير مسبوق في أعداد المسافرين وحجم الشحن بعد التحسن الاقتصادي المتواصل في الإمارة، متوقعة ارتفاع أعداد المسافرين إلى 52 مليون مسافر بنهاية العام الجاري، حتى مع حدوث اتجاهات نمو معتدلة للاقتصاد العالمي، فإن حجم الشحن عبر مطار دبي سيصل إلى طاقته الاستيعابية القصوى البالغة 2.5 مليون طن خلال العام الجاري.
التوقعات المستقبلية :
كما ذكرنا سابقا , أعلنت الإمارات أنها خصصت نحو نصف تريليون درهم إماراتي (135 مليار دولار) للاستثمار في البنية التحتية للطيران خلال العشر سنوات المقبلة.
وفي تقرير لها اكدت شركة «غلوبال ترانسبورت» وجود أكثر من 50 مليار دولار تستثمر في قطاع الطيران في منطقة الشرق الأوسط، مطالبة بضرورة مناقشة الاستراتيجيات والخطط اللازمة للاستفادة من تلك الاستثمارات والمساهمة في الارتقاء بمستوى قطاع الطيران في منطقة الشرق الأوسط.
واوضحت ان هناك فرصا واعدة للاستثمار في قطاع الطيران في ضوء المشاريع الكبرى التي بدأتها دول المنطقة من اجل تطوير مطاراتها الا ان هناك العديد من التحديات التي تواجه قطاع الطيران في الامارات وباقي دول المنطقة وذكرت ان جميع التقارير العالمية التي صدرت مؤخرا تؤكد استمرار النمو في حركة النقل الجوي في مطارات دول الشرق الاوسط مشيرة في الوقت ذاته الى ان الاسواق الناشئة في افريقيا واسيا وأميركا اللاتينية تستثمر حاليا نحو 160 مليار دولار لتطوير مطاراتها، حيث تشكل الاستثمارات الشرق أوسطية الثلث منها, ما يعكس حجم اعمال التطوير في هذا القطاع الحيوي في العالم.