أكد بنك «أتش.أس.بي.سي» في تقرير نشره أمس حول توقعات التجارة العالمية، أن البلدان الآسيوية خاصة منها اليابان والهند وسنغافورة وكوريا، ستظل أهم شركاء قطر التجاريين على مدى الأعوام الخمسة عشرة القادمة، خاصة في مجال تصدير النفط، كما تستورد البلاد المنتجات الصناعية من الهند وفيتنام وبولندا والمعادن من تركيا. كما أن لدى قطر العديد من الشركاء الأوروبيين مثل فرنسا وبلجيكا والمملكة المتحدة، وتواصل قطر علاقتها التجارية مع هذه البلدان في الأعوام القادمة حسب ذات التقرير.
وتوقع التقرير أن يسجل أكبر خمسة شركاء تجاريين لقطر نموا في معاملاتهم مع البلاد خلال الأعوام الخمسة عشر القادمة، حيث من المنتظر أن يرتفع تبادل السلع مع اليابان من 18.94 مليار دولار العام الماضي إلى نحو 47.59 مليار دولار في أفق 2025، كما سيرتفع حجم التجارة بين البلاد وكوريا من 10 مليارات دولار إلى 29.35 مليار دولار، ومع الهند من 4.12 مليار دولار إلى 13.44 مليار دولار.
ولفت التقرير إلى أن صادرات قطر من النفط ستسجل نموا سنويا بنسبة %10.85 إلى السوق الفيتنامية، كما سترتفع صادرات البلاد من الوقود إلى الهند بنسبة %7.56 كل عام وعلى المدى الأعوام الخمسة عشر القادمة، وسيتطور حجم الأدوية المصدرة إلى بولندا بنسبة %12.96 سنويا، وستشهد تركيا نموا في وارداتها من النفط القطري بنسبة %11.03 كل عام.
وتوقع التقرير ان يصل حجم التجارة الخارجية لدولة قطر بنسبة %160 بحلول عام 2025، وذلك مقابل معدل نمو بنسبة %73 للتجارة العالمية خلال نفس الفترة.كما أشار البنك إلى نموّ بـ%15.82 على مدى الأشهر الـ12 المقبلة، مقابل نموّ بـ%9.77 خلال العام الماضي.
وافاد التقرير إن حجم المبادلات التجارية لقطر مع الخارج سيصل إلى نحو 204.2 مليار دولار (ما يعادل 743.65 مليار ريال حاليا) عام 2025، مقابل 67 مليار ريال العام الماضي، مشيراً إلى أن حصة قطر من التجارة العالمية ستتضاعف من %0.25 لسنة 2010 إلى %0.42، حيث سيتطور حجم المبادلات التجارية للبلاد بمعدل سنوي بـ%5.81 .
إلى ذلك، أوضح فرحان زيدي رئيس سلسلة التجارة والتوريدات لدى «أتش.أس.بي.سي»، أن البنك اعتمد في إعداد دراسته على المدى الطويل نظرا للاضطرابات المالية والاقتصادية التي تشهدها بعض دول العالم، ما يجعل من التوقعات على المدى القصير صعبة الإنجاز، لافتا إلى أن البنك قام باستفتاء آراء العديد من الناشطين في مجال التجارة العالمية لسبر آرائهم وتطلعاتهم حول مستقبل هذا القطاع على المدى الطويل.
من جهته قام تيم ريد الرئيس الإقليمي للخدمات المصرفية التجارية لدى «أتش.أس.بي.سي» الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بطرح نظرة عامة عن الدراسة أشار فيها إلى أنه سيتم إصدارها بشكل ربع سنوي، وأن حجم التجارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ستنمو بنسبة %84.7 بحلول عام 2025 ليتجاوز بذلك معدل النمو الوسطي لحجم التجارة العالمية الذي يبلغ %73 ، ولفت تيم إلى أنه رغم المناخ الاقتصادي الحالي، فإنه من المتوقع نمو حجم التجارة بنسبة %2 على أساس سنوي حتى عام 2015، وهذه تشكل زيادة في حجم التجارة الدولية بنسبة %8 تقريباً على نحو وسطي، وبما يقل عن المليار دولار سنوياً ما بين الفترة الحالية وعام 2015.