صرح يوسف حسين كمال وزير الاقتصاد والمالية إن حجم إنفاق قطر على البنية التحتية سيصل إلى 150 مليار دولار خلال الأعوام الخمسة القادمة, وقال وزير الاقتصاد والمالية خلال الكلمة التي ألقها أمام ملتقى الأعمال القطري - الإسباني الذي تستمر أعماله ليومين أن حجم الإنفاق في قطر على البنية التحتية في القطاعات غير النفطية سيتراوح ما بين 120 إلى 140 مليار دولار خلال الخمس أو الست سنوات القادمة إلى جانب إنفاق يقدر بـ 30 إلى 40 مليار دولار في قطاع النفط والغاز خلال نفس الفترة، اي بمعدل 30 مليار دولار سنوياً لكليهما معا، منوها أن نسبة نمو الاقتصاد الاسمي لقطر المتوقعة للعام الحالي تناهز 30 بالمائة.
من جهته قال ميغل سيباستيان وزير السياحة والصناعة والتجارة الإسباني خلال كلمته بالملتقى إن قطر تعد دولة صديقة تربطها بإسبانيا علاقات تاريخية و ثقافية، مضيفا أن النمو الكبير الذي يشهده الاقتصاد القطري والفرص الاستثمارية المتاحة هو الذي اجتذب هذا الكم الهائل من حضور رجال الأعمال الإسبان للملتقى والذي فاق عددهم 100 رجل أعمال. وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء القطرية اليوم.
ووصف سيباستيان زيارة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد لإسبانيا بالتاريخية وبأنها كانت مثمرة للبلدين. وأشار إلى أن دولة قطر تتصدر العالم حاليا فيما يتعلق بنسب النمو الاقتصادي مع ارتفاع الناتج المحلي قرابة 6 مرات خلال الست سنوات الأخيرة محققا نموا اقتصاديا حقيقيا في حدود 15 بالمئة غير آبه بالأزمة المالية العالمية الأخيرة والتي أثّرت في جميع الاقتصاديات العالمية.
وفي مجمل حديثه عن الاقتصاد الإسباني ومواطن القوة في شركاته، أشار السيد سيباستيان إلى أن هناك نحو سبع شركات إسبانية عملاقة مدرجة في مؤشرات عالمية منها بنكي سانتاندار و"بي بي في اي" اللذين يعتبران من أكبر 50 بنكا عالميا، و يقودان القطاع المصرفي في اميركا اللاتينية.
كما تحدث الوزير الإسباني عن قطاع الاتصالات في بلاده، قائلا إن شركة "تليفونيكا" الإسبانية تعد ثالث أكبر شركة اتصالات عالميا من حيث عدد العملاء الذين يزيد عددهم عن 300 مليون شخص، أما في مجال البترول فبين أن شركة ريبسول لديها استثمارات هامة وشراكات في الأرجنتين كما لديها مشاريع في الشرق الأوسط و إفريقيا. وأشار إلى أن حضور هذا الكم الكبير من الشركات الإسبانية هو للبحث في فرص الاستثمار في عدد من المشاريع منها البنية التحتية والنقليات والهندسة والسكك الحديدية والمياه وقطاع الخدمات.
من جانبه، قال الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر خلال كلمة له بالجلسة الافتتاحية بالملتقى إن الملتقى القطري – الإسباني يأتي تتويجا وتأييدا للعللاقات المتميزة والروابط القوية التي تجمع الشعبين الصديقين وقيادتهما الرشيدة، وتعزيزاً واستثماراً لما وصلت إليه العلاقات الاقتصادية من تطور ونمو خلال السنوات القليلة الماضية.
وأردف رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر أنه لم تعد العلاقات الاقتصادية بين الجانبين قاصرة على قطاع الطاقة واستيراد الغاز الطبيعي القطري بل تخطته إلى قطاعات أكبر وآفاق أرحب، وخاصة بعد أن قامت شركة قطر القابضة في أكتوبر عام 2010 بالاستحواذ على أسهم بقيمة 2.72 مليار دولار أمريكي من الاستثمارات البرازيلية من بنك سانتاندر الذي يعد أكبر بنوك إسبانيا، وتوقيع البلدين على مذكرة تفاهم لاستخراج الغاز من المكامن الناضبة في أوزبكستان.
على جانب آخر، اعتبر الشيخ نواف بن ناصر بن خالد ال ثاني عضو مجلس إدارة رابطة رجال الأعمال القطريين أن الملتقى خطوة مهمة في مسيرة التعاون بين قطر وإسبانيا، مشيرا إلى أن الوفد المشارك بهذا الحدث هو أكبر بعثة تجارية إسبانية رسمية قامت بزيارة دولة قطر، وهو ما يعكس جدية مجتمع الأعمال الإسباني في توسيع نطاق التعاون التجاري والعلاقات مع نظيره القطري.
وأضاف عضو مجلس إدارة رابطة رجال الأعمال خلال إلقائه كلمة الرابطة بالملتقى القطري الإسباني أن العلاقات بين البلدين حققت تحسنا واضحا على صعيد العلاقات الاقتصادية والتجارية حيث تضاعف حجم الصادرات القطرية إلى إسبانيا في عام 2010 ووصل الى نحو 1.3 مليار يورو، في الوقت الذي بلغت فيه واردات قطر من إسبانيا 133 مليون يورو خلال نفس العام.
نقودي.كوم/www.nuqudy.com