للمتابع للشأن الاقتصادي السعودي, سوف يجد أن المملكة خلال الفترة الأخيرة, كانت قد عزمت النية علي بناء اقتصاد قوي يقوم على أسس صلبة, و ذلك من خلال سن حزمة من القوانين التي تحمل الكثير من الامتيازات و التي تجذب قطاع كبير من المستثمرين الأجانب إلي توجيه استثماراتهم داخل المملكة.
و قد أتت حزمة الإصلاحات هذه, لتبعث برسالة غير مباشرة للمستثمرين الأجانب الذين فروا من المملكة إلي الدول المجاورة. لاسيما الاستثمارات الأمريكية التي ساهمت إلي حد كبير في نهوض المملكة العربية السعودية في مختلف المجالات, و خصوصا قطاع النفط.
وتأكيدا على ما سبق ذكره, فقد وجه أحد المسئولين البارزين في الولايات المتحدة الأمريكية الدعوة إلي المستثمرين الأمريكيين بإعادة توجيه أموالهم إلي الاستثمار داخل المملكة, مؤكدا علي أن المملكة لم تعد أرضا خصبة للاستثمارات في مجال النفط فحسب, بل اتسعت رقعة الاستثمار لتشمل مجالات عدة, منها علي سبيل المثال لا الحصر: السياحة و الصحة و الصناعة و التجارة. بالإضافة إلي مجالات أخري عديدة.
و جدير بالذكر أن وصول المملكة إلي هذا القدر من الجذب, لم يأتي وليد الصدفة, و إنما نتيجة السياسات المحسوبة للحكومة, إضافة إلي الارتفاع الملحوظ في أسعار النفط, و الذي زاد من مرونة الاقتصاد السعودي في مواجهة الأزمات الاقتصادية العالمية. و انتهاء بعمق العلاقات السعودية الأمريكية و التي استطاعت على مدار الفترة الماضية, من امتصاص أي شوائب قد تقلل عمقها و تعكر صفوها.
وعلي ضوء تصريحات المسئولين الأمريكيين, فانه من المنتظر خلال المرحلة القادمة أن تستقبل المملكة العديد من الاستثمارات الأمريكية في مختلف المجالات, و خصوصا مجال الصحة الذي تقدمت فيه السعودية بشكل ملحوظ. وتأتي تلك التوقعات بالتزامن مع تصريحات مديرو كبريات المستشفيات الأمريكية الذين أثنوا كثيرا علي قطاع الصحة في المملكة و ما شهده من انجازات خلال الفترة الماضية.
وعلي الرغم من الإصرار السعودي علي استعادة المستثمر الأمريكي تحديدا, إلا أن المملكة أيضا يسعي إلي تواجد الاستثمارات من الجنسيات الأخرى سواء العربية أو الأوروبية خلال الفترة القادمة.
نقودي.كوم/www.nuqudy.com