اقتربنا من نهاية الأسبوع عزيزي القارئ ويوم واحد يفصلنا عن ختام التداولات للأسبوع الجاري، واضعين بعين الاعتبار أن الأسواق تمكنت من الصعود بعض الشيء مع بداية الجلسة الأوروبية وذلك عقب الخسائر التي تكبدتها على مدار اليومين الماضيين، وشهد اليورو انخفاضاً كبيراً أمام الدولار الأمريكي يوم أمس خاصة عقب شهادة السيد برنانكي مساءاً.
حيث أكد برنانكي على أن معدلات البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال مرتفعة، على الرغم من التحسن الأخير الذي شهدته الأوضاع في قطاع العمل الأمريكي، مضيفاً بأن السياسات النقدية للبنك الفدرالي الأمريكي ستبقى "متكيفة" مع مستجدات الأوضاع في الاقتصاد الأمريكي، الأمر الذي أثار قلق المستثمرين بخصوص التطلعات المستقبلية بالنسبة للاقتصاد الأكبر في العالم.
ولكن بالعودة إلى السوق الأوروبي فيجب الإشارة إلى أن البنك المركزي الأوروبي أعلن أمس عن تقديمه قروضاً لثلاث سنوات إلى 800 بنك أوروبي بقيمة 529.5 مليار يورو بسعر فائدة متدني تصل إلى 1.0%، بأعلى مما توقّع المحللين عند 470 مليار يورو، هذا مع العلم أن 523 بنكاً أوروبياً اقترضوا خلال كانون الأول/ ديسمبر 489 مليار يورو، وذلك سعياً من البنك للحد من معضلة السيولة المحتملة ما بين القطاع المالي الأوروبي.
وفيما يتعلق بارتفاع الثقة نسبياً في الأسواق خلال اليوم، فقد طرأ ارتفاعاً في معنويات المستثمرين بفضل الجهود اليونانية لضمان الحصول على خطة الإنقاذ الثانية بقيمة 130 مليار يورو وذلك لتفادي الانهيار المالي، حيث أن اليونان تسعى لذلك من خلال سنّ قوانين تشمل مجموعة واسعة من التخفيضات التي تهدف بدورها إلى تقليص حجم المديونية.
إذ وافق البرلمان اليوناني اليوم على جولة ثانية من تخفيضات تستهدف معاشات التقاعد وقطاع الرعاية الصحية، هذا وسيقوم وزراء مالية منطقة اليورو بالاجتماع في تمام الساعة 13:00 بتوقيت غرينيتش لمناقشة الأوضاع اليونانية خاصة فيما يتعلق بشروط خطة الإنقاذ الثانية ومشاركة القطاع الخاص.
وبالنظر إلى أجندة البيانات الرئيسية الصادرة نجد بأن الصين كانت مصدر تفاؤل اليوم أيضاً، إذ صدر عنها مؤشر مدراء المشتريات الصناعي الذي ارتفع خلال شباط/ فبراير إلى 51.0 مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 50.5 وبأفضل مما توقعت الأسواق عند 50.9، وهنا يجب الإشارة إلى أن الاقتصاد الصيني يقف على أرضية ثابتة على الرغم من التذبذب نوعا ما، إلا أنه في المجمل في الطريق الصحيح بل أنه يعمل على تحفيز الاقتصاد العالمي و إنهاء الأزمة عن طريق عرضه الاستثمار بشكل أكبر في الدين الأوروبي في الفترة السابقة.
بينما صدر عن الاقتصاد الأوروبي القراءة النهائية لمؤشر مدراء المشتريات الصناعي الألماني لتعدّل القراءة خلال شهر شباط/ فبراير إلى 50.2 مقارنة بالقراءة الأولى التي بلغت 51.0 ولكن تبقى بأعلى من القراءة النهائية للشهر السابق التي بلغت 50.1، وبأعلى من التوقعات عند 50.1، في حين تم تعديل لتعدّل القراءة النهائية لمؤشر مدراء المشتريات لمنطقة اليورو إلى 49.0 بثبات من القراءة السابقة، ولكن تبقى بأعلى من القراءة النهائية للشهر السابق التي بلغت 48.8، وبتطابق مع التوقعات عند 49.0.
ولكن صدر عن اقتصاد منطقة اليورو معدل البطالة الذي ارتفع بشكل غير متوقع خلال شهر كانون الثاني/ يناير بنسبة 10.7% مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 10.4% والتي تم تعديلها إلى 10.6% وبأسوأ من التوقعات عند 10.4%.
والجدير بالذكر أن الأسواق حافظت على التفاؤل الذي تشكل مع بداية الجلسة على الرغم من ارتفاع معدل البطالة الأوروبي بأسوأ من التوقعات، حيث واصل اليورو ارتفاعه أمام الدولار الأمريكي بينما استمرت المؤشرات الأوروبية في الارتفاع.