الأقصر (مصر)، 22 سبتمبر/أيلول (إفي): قالت ماجدة واصف، رئيس مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية، إن مثقفي مصر "لن يقبلوا بهيمنة الإخوان المسلمين" الذين يحكمون البلاد، الأمر الذي بدا جليا في ندوة "حرية التعبير في مصر"، التي أقيمت في إطار فعاليات المهرجان، الذي تختتم فعالياته اليوم السبت وشارك فيها عدد كبير من النجوم والمثقفين، أبرزهم إلهام شاهين وعمرو واكد.
وأشارت ماجدة، في مقابلة مع عدد من وسائل الإعلام الأجنبية إلى أن الفنانين بشكل عام وصانعي السينما على وجه التحديد أكدوا أنهم "لن يستسلموا لأي ضغوط أو إهانة".
وأضافت أن المصريين "لن يتنظروا 30 عاما" أخرى، الفترة التي أمضاها في الحكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك قبل أن يخرج الشعب مطالبا بسقوط نظامه، مشيرة إلى أن الإخوان قد يسعون للبقاء في الحكم، وسيحدد الناخب المصري ذلك في انتخابات ديمقراطية استنادا إلى ما تم إنجازه من الوعود خلال فترة الحكم الأولى.
وأوضحت أن استمرار فكرة إقامة النسخة الأولى من المهرجان كانت بمثابة تحد أمام المنظمين "في ظل التوجهات السياسية للحكومة"، إلا أن القائمين عليه تمكنوا من تجاوز كل العقبات لتحقيقه، ومن أبرز تلك العقبات التمويل.
ويعد المهرجان باكورة أعمال مؤسسة "نون" للثقافة والفنون، التي تضم بين أعضائها المؤسسين الإعلامية سلمى الشماع والمخرج داوود عبد السيد، ويترأسها محمد كامل القليوبي بينما تشغل ماجدة منصب نائب الرئيس.
وتبرز من بين أهداف المؤسسة تنمية النشاطات الثقافية والفنية فى كافة أنحاء مصر وخاصة في المناطق التي تعانى من غياب تلك الأنشطة، وذلك من خلال تنظيم مهرجانات سينمائية ومعارض فنية وحفلات موسيقية متنوعة لإبراز المواهب الفنية المصرية، وتنمية التواصل في مجال الثقافة والفنون والسينما بين مصر وكافة شعوب العالم من خلال القيام بتنظيم مهرجانات سينمائية ومعارض فنية وحفلات موسيقية في مصر لأهم التجارب الفنية العالمية وإقامة نشاطات مصرية مماثلة في مختلف أنحاء العالم.
ولكنها أبرزت على الجانب الآخر إيجابيات المهرجان، وأهمها برنامجه "المتعدد والمتنوع"، حيث يشارك في فعاليات المهرجان 64 فيلما روائيا طويلا وقصيرا من 21 دولة، بينها أستونيا ومقدونيا وصربيا، التي لم تعرض لها أعمال في مصر قبل هذا المهرجان.
وأشارت كذلك إلى ترجمة كل الأفلام الأوروبية التي عرضت خلال فعاليات المهرجان إلى اللغة العربية والمصرية إلى الانجليزية كي يتمكن عشاق السينما من أبناء الأقصر من فهم الأعمال بشكل كامل دون أي صعوبات، فضلا عن وجود ممثل واحد على الأقل عن كل عمل يعرض.
وقالت لـ(إفي) إن السبب وراء اختيار الأقصر مقرا للمهرجان هو أنها تقع في صعيد مصر، الذي ترى أنه يحتاج لمزيد من الاهتمام بالجانب الثقافي، فضلا عن كونها عاصمة مصر القديمة في عصر المصريين القدماء، إلى جانب وقعها الرنان في آذان السائحين، ما يساهم في جذبهم متفرجين أو مشاركين أو ممولين.
وتنافس في المسابقة الرسمية للمهرجان للأفلام الروائية الطويلة عشرة أعمال، بينها "بعد الموقعة" للمخرج المصري يسري نصر الله، و"باربرا" لكريستيان بيتزولد وهو إنتاج ألماني، فضلا عن فيلم "ولاية"، للمخرج الإسباني بيدرو بيريز روسادو.
وتضم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة كلا من المخرج المصري سمير سيف، والمنتج الفرنسي جاك بدرو والناقدة السينمائية باربارا لوري والمخرجة البرتغالية تيريزا فيلافيردي، والمخرج الكرواتي برانكو شميدت.
ويحصل أفضل فيلم روائي طويل على "عمود الجد الذهبي" وجائزة مالية قيمتها 15 ألف دولار أمريكي مناصفة بين المخرج والمنتج، فيما تتمثل جائزة لجنة التحكيم في "عمود الجد الفضي"، وجائزة مالية قدرها عشرة آلاف دولار.
كما يخصص المهرجان جائزة "عمود الجد البرونزي" لأفضل عمل أول إلى جانب مكافأة مالية بقيمة خمسة آلاف دولار، مناصفة بين المخرج والمنتج.
وفي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة يشارك عدد كبير من الأفلام، من بينها المصري "كما في المرأة" للمخرج تامر سامي، والبريطاني "رجال بلا أقدام" للبريطاني كيم بيترسون، والإسباني "ما لا تراه العين" ناتاليا ماثيو.
وتمنح لجنة تحكيم هذا القسم "عمود الجد الذهبي" لأفضل فيلم روائي قصير وجائزة مالية قيمتها خمسة آلاف دولار، إلى جانب "عمود الجد الفضي" التي تمنحها لجنة التحكيم وتبلغ قيمتها المالية ثلاثة آلاف دولار. (إفي)