تعاود البيانات الاقتصادية الأوروبية إطلالتها على الأجندة الاقتصادية بعد طول غياب، فالمستثمرون اليوم على موعد مع بيانات العمل الألمانية، و بيانات الثقة الأوربية، نتائج شركات أوروبية عملاقة مثل رويال دوتش شل، هذا ما استمرار سيطرة حالة الترقب في الأسواق للقرار النهائي من البيت الأبيض على رفع سقف الديون العامة خاصة مع الجدال الكبير الدائر بين الديمقراطيين و الجمهوريين لتمرير خطة أوباما.
يسعى الديمقراطيون لرفع السقف القانوني دفعة واحدة مقترحين زيادة بمبلغ 2.7 تريليون دولار لتغطية حاجة البلاد من الاقتراض حتى تشرين الثاني 2012, في حين اقترح الجمهوريون رفعه على مرحلتين و بشكل مؤقت، هذا ما لقي رفض صارم من الرئيس الأمريكي الذي حذر من عواقب وخيمة على الاقتصاد إذا لم يتم رفع سقف الديون دفعة واحدة
على ما يبدو بأن الديمقراطيون لن يقوموا بتمرير خطة الجمهوريين في الكونغرس، و هذا قبل أيام قليلة من انتهاء المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق حول رفع سقف الديون العامة و البالغة 14.3 تريليون دولار أمريكي، و ذلك تجنبا لخفض تصنيفها الائتماني.
انخفض الشعور العام تجاه الاقتصاديات الأوروبية بشكل كبير خلال الأشهر القليلة الماضية متأثرا بشكل مباشر من تفاقم أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو، و خاصة مع المخاوف من اقتراب اليونان من خطر عدم القدرة على سداد الديون العامة، بالإضافة إلى خطر انتشار أزمة الديون إلى بلدان أوروبية أخرى.
من المتوقع اليوم أن يهبط مؤشر مناخ الأعمال في منطقة اليورو خلال تموز لمستويات 0.83 مقارنة بالقراءة السابقة 0.92، أما عن ثقة المستهلك فمن المتوقع أن تسجل ثباتا عند مستويات 11.4-، و يقدّر أن تهبط الثقة في الاقتصاد إلى 104.0 من السابق 105.1، أما عن الثقة بالصناعات فمن المحتمل أن تسجل 1.9 من 3.2، و الثقة بالخدمات أن تبلغ 9.2 من السابق 9.9.
سيطرت المخاوف على المستثمرين خلال الفترة الماضية من انتشار أزمة الديون السيادية إلى ايطاليا و أسبانيا ، خاصة مع ارتفاع الديون العامة في هذا البلاد، و عدم قدرتها حتى هذا الوقت من اتخاذ التدابير الكافية بنظر المفوضية الأوربية و المجتمع الدولي.
دفعت أزمة الديون السيادية الحكومات الأوروبية لإقرار سياسات تقشفية صارمة مما كان له أثر سلبي على مستويات النمو في المنطقة، خاصة مع تراجع مستويات الطلب العالمي، و هذا ما كان له الأثر السلبي الواضح على مستويات الثقة في المنطقة، و يتوقع أن تتحسن مستويات الثقة في المنطقة خلال الأشهر القادمة بعد أن أقر قادة منطقة اليورو خطة إنقاذ جديدة لليونان بقيمة 159 مليار يورو، بالإضافة توسيع نطاق صندوق الاستقرار المالي الأوروبي، و ذلك للحد من انتشار أزمة الديون السيادية إلى بلدان أوروبية أخرى تعاني من ارتفاع مطرد في الديون العامة.
نترقب اليوم أيضا بيانات العمل من الاقتصاد الألماني و انخفضت على مر الأشهر الماضية، و يتوقع اليوم أن تسجل ثباتا عند مستويات 7.0%، و أن ينخفض التغير في معدل البطالة إلى -13 ألف مقارنة بالقراءة السابقة -8 ألف.
كان انخفاض معدلات البطالة في ألمانيا الداعم الأساسي لمستويات الإنفاق الاستهلاكي لدى الأفراد مما سيكون له الأثر الإيجابي على مستويات النمو في البلاد خلال الفترة القادمة، و هذا ما أكده البنك المركزي الألماني ببداية الشهر الجاري عندما قام برفع التقديرات الأولية للنمو في ألمانيا إلى 3.1% خلال العام الحالي مقارنة بالتوقعات السابقة بنسبة 2.5%، و أكد البنك المركزي الأوروبي بأن متوسط معدلات النمو في المنطقة الأوروبية 1.9% خلال العام الجاري.
أخيرا، أننا اليوم على موعد مع نتائج أعمال بعض الشركات الأوروبية العملاقة، فمن المقرر أن تقوم شركة رولز رايس و فولوكس واجن ، و رويال دوتش شل ، بالإضافة إلى شركة فرانس تيلكوم ، و باسف ، دانون ، و مان و أخيرا دويتشيه بورصة بالإعلان عن نتائج أعمالها خلال الربع الثاني من العام، هنالك تباين واضح في أداء الشركات الأوروبية خلال الفترة نفسها بين تحسن و تراجع، فأداء الشركات الألمانية و الفرنسية يعد الأفضل مقارنة بالأداء الغير مرضي للشركات البريطانية و السويسرية التي صدرت مؤخرا.