مع بداية أسبوع جديد، يعود الوضع الحساس إلى الأسواق مجددا، و ذلك على غرار تزايد حدة القلق حيال أزمة الديون الأوروبية و الخوف من انتقالها من اليونان إلى دول أوروبية أخرى، خاصة تلك التي تعاني من ارتفاع نسبة الديون.
هذا و يعود التركيز خلال هذا الأسبوع على سبل توسيع خطط الإنقاذ، خاصة أن برلمان بلدان منطقة اليورو سيصوتون على برنامج الاستقرار المالي الأوروبي.
المفوض الأوروبي أولي رين أكد أنه يتوجب على منطقة اليورو توسيع برنامج صندوق الاستقرار المالي الأوروبي و زيادة شفافيته لتصبح الأدوات التي يتضمنها أكثر قوة و قادرة على حماية دول الأعضاء التي تتخذ قرارات مالية سليمة.
التصويت سيجري في ألمانيا، فنلندا و سلوفينيا لتمرير هذا البرنامج، إلا أن التركيز بالتأكيد سينصب على التصويت الألماني، بما أن الدولة تمتلك أكبر اقتصاد في القارة الأوروبية، بالتالي لها النصيب الأكبر من الأصوات.
في حال فشلت الخطة في الحصول على الأصوات من ألمانيا فهذا من شأنه أن يعرض الحزمة الثانية من خطة الإنقاذ التي من المُفترض أن تحصل عليها اليونان. حيث لم تعد المستشارة ميركل في موقف قوي كما في السابق بعد خسارتها للانتخابات في عدة ولايات، بما أن دولتها تتحمل تكاليف غالية بسبب هذا البرنامج.
من جهة أخرى، تدور المخاوف من احتمالية فشل اليونان بالحصول على الدفعة المقبلة من خطة الإنقاذ العام الماضي بقيمة 110 بليون يورو و ذلك بسبب فشل وزير مالية منطقة اليورو من اتخاذ قرار حيال ذلك في ضوء تأخر تقرير صندوق النقد الدولي و البنك المركزي الأوروبي و المفوضية الأوروبية المرتبط بالتزام اليونان بشروط هذه الحزمة.
في حين أكدت المستشارة الألمانية أنه في حال خروج اليونان من إتحاد دول اليورو، فهذا سيدفع بدول أخرى صغيرة للتخلي عن العملة الموحدة واحدة تلو الأخرى، مما سيؤدي في نهاية المطاف إلى تفكك إتحاد اليورو.
لكن كانت المستشارة ميركل قد أكدت في وقت سابق أن النظام الحالي لمنطقة اليورو لا يسمح "بإفلاس" أي من دول الأعضاء حتى عام 2013 عندما يتم إنشاء آلية الاستقرار الأوروبي، لتشير بشكل غير مباشر أنه لن يسمح لليونان بالإفلاس حتى عام 2013.
ننتقل إلى البيانات الإقتصادية لهذا اليوم، حيث صدر عن ألمانيا مؤشر IFO مناخ الأعمال الذي تراجع إلى 107.5 في أيلول من 108.7 في الشهر السابق، لكن اتضح أنه بأفضل من التوقعات التي كانت تشير إلى تراجع المؤشر إلى 106.5.
هذا و تراجعت الأسهم الأوروبية و الأصول مرتفعة العائد هذا اليوم بسبب التشاؤم الذي بات مسيطراً على الأسواق و الناتج عن الخوف من تباطؤ تعافي الإقتصاد العالمي و إمكانية سقوط الإقتصاد الأوروبي في ركود، مما وسع من عمليات العدول عن المخاطرة.