من جيرت دي كليرك
باريس (رويترز) - استخدمت الشرطة الفرنسية مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهري "السترات الصفراء" في محيط قوس النصر يوم السبت في تاسع موجة من الاحتجاجات التي تجري كل يوم سبت ضد الإصلاحات الاقتصادية للرئيس إيمانويل ماكرون.
كما نظم آلاف المحتجين مسيرة صاخبة ولكن سلمية في منطقة جراند بوليفار التجارية بشمال باريس قرب منطقة شهدت انفجارا مدويا نجم عن تسرب للغاز في مخبز أودى بحياة رجلي إطفاء وسائحة إسبانية وأصاب نحو 50 آخرين في وقت مبكر من يوم السبت.
لكن مجموعات صغيرة من المتظاهرين خرجوا عن الطريق المرسوم للمسيرة ورشقوا الشرطة بالزجاجات وغيرها من المقذوفات.
وقال شهود إن أفراد الشرطة استخدموا مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق العناصر المتطرفة بحركة السترات الصفراء في محيط قوس النصر بعد تعرضهم للرشق بالحجارة والطلاء.
واحتشدت مجموعات في شارع الشانزليزيه الشهير في باريس الذي كان مسرحا لاضطرابات واسعة في الأسابيع القليلة الماضية وردد كثير منهم هتافات تطالب باستقالة ماكرون.
وكتب أحد المحتجين على لافتة "ماكرون.. سوف نسقطك".
وقالت وزارة الداخلية إن ما يقدر بنحو 32 ألف متظاهر خرجوا في أنحاء فرنسا يوم السبت، منهم 8000 في باريس، وهو عدد أقل من نحو 50 ألفا خرجوا الأسبوع الماضي وأقل بكثير من العدد القياسي الذي بلغ 282 ألفا في أنحاء فرنسا والذي سُجل في 17 نوفمبر تشرين الثاني الماضي.
لكن عدد المحتجين في باريس يوم السبت كان أعلى من نظيره في الأسبوعين الماضيين إذ ذكرت السلطات أن 3500 شخص خرجوا في الخامس من يناير كانون الثاني و800 فقط في 29 ديسمبر كانون الأول.
وأغلقت الشرطة معظم شوارع وسط باريس خشية اندلاع أعمال عنف جديدة من جانب العناصر المتطرفة بحركة السترات الصفراء حيث تم إغلاق الجسور على نهر السين كما أقامت الشرطة حواجز أمام المباني الرسمية مثل البرلمان وقصر الإليزيه.
وقالت الشرطة إنها اعتقلت 121 من أفراد السترات الصفراء الذين كانوا يحملون أشياء يمكن استخدامها كأسلحة. ومع حلول ليل السبت لم تقع أي أحداث نهب أو إحراق للسيارات مثلما حدث في الأسابيع الماضية.
كما نظم آلاف من المحتجين مسيرات أيضا في مدن بوردو وتولون بجنوب فرنسا إضافة إلى ستراسبورج في الشرق وبورجيه في وسط البلاد.
ونشرت السلطات الفرنسية أكثر من 80 ألف شرطي لمواجهة الاحتجاجات في أنحاء البلاد منهم خمسة آلاف في باريس.
(اعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)