Investing.com - خلال الأيام الأخيرة، ارتفعت وتيرة المخاوف بشأن دخول الاقتصاد الأمريكي الذي يعد أكبر اقتصاد بالعالم في مرحلة ركود اقتصادي طويل، وذلك بسبب التقلبات الحادة التي تشهدها الأسواق المالية، واشتعال الصراع التجاري بين واشنطن وبكين، وتراجع النمو الاقتصادي العالمي، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية.
وركز المستثمرون على "منحنى العائد المقلوب" الذي دعم تلك المخاوف، وإذا نظرنا للتاريخ سنجد أنه كان دائمًا مقدمة للعديد من حالات الركود التي تحدث عندما تتراجع عائدات سندات الخزانة الأمريكية طويلة الأجل عن عوائد السندات طويلة الأجل.
ونشرت الصحف العديد من التحليلات بأن أسواق الأسهم بها العديد من المؤشرات التي تؤكد اقتراب الاقتصاد الأمريكي من الركود، خاصة بعد أن تراجع النمو الاقتصادي الأمريكي من أكثر من 3% خلال الربع الأول من العام الجاري إلى حوالي 2%.
رغم كل هذه المؤشرات التي تنبأ بالدخول في مرحلة الركود، إلا أن محللي "وول ستريت" يرون أنها مخاوف مبالغ فيها، وأن الاقتصاد الأمريكي قوي، قد يتباطأ نموه لكنه لن يدخل في مرحلة ركود طويل.
ويتوقع المحللون أن يكون النمو الاقتصادي بمعدل سنوي 2% خلال الأشهر المتبقية من هذا العام، وحتى عام 2020،في ظل تباطؤ التوظيف في جميع أنحاء الولايات المتحدة، إلا أنه مازال أعلى بكثير، فمعدل البطالة بالقرب من أدنى مستوى خلال 50 عام، كما أن المؤشرات الرئيسية الأخرى التي تدل على صحة الاقتصاد مثل تصاريح الإنشاءات وإعانات البطالة لم تظهر أي علامات تنذر بقرب حدوث أزمة اقتصادية.
تقلبت الأسواق المالية بشكل حاد هذا العام، في ظل قلق وخوف المتداولين من الحرب التجارية وتباطؤ النمو العالمي، إلا أن الأسهم في الواقع لم تتأثر، فقد ارتفع مؤشرS&P 500 بأكثر من 16% هذا العام، وارتفع مؤشر "داو جونز" بـ 13%، وأضاف مؤشر "ناسداك " العديد من شركات التكنولوجيا.
وتوقع المحللون استمرار ارتفاع الأسهم، بفضل الأرباح التي سجلتها الشركات، ويتوقع "جولدمان ساكس" أن يرتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 17% إضافية هذا العام.
وما لا يعلمه المستثمرون أن منحنى العائد المقلوب مجرد إنذار وعلامة تحذير فقط، وليس مؤشر لحدوث ركود أو أزمة اقتصادية، فبعد ثلاثة من آخر 10 حالات حدث هذا الأمر استمر الاقتصاد الأمريكي في النمو خلال العامين التاليين.
وحذر كلا من "مارك هيفيل" كبير مسؤولي الاستثمار العالمي في البنك و "مايكل ريان" كبير مسؤولي الاستثمار في UBS من التعامل مع منحنى العائد المقلوب على أنه مؤشر محتوم لحدوث انكماش اقتصادي أو سوق هابطة.