Investing.com - أعلنت الصين والولايات المتحدة توصلهما للمرحلة الأولى من الاتفاق يوم الجمعة، ولكن لم يكن التأثير على الأسواق بالعمق المنتظر.
فبعد تغريدة لترامب تنفي تقرير وول ستريت جورنال، أعلنت وزارة التجارة الصينية في مؤتمر صحفي التوصل لاتفاق تجاري من 86 صفحة، وتتضمن حلولًا للمشكلات العالقة مثل: المشتريات الزراعية، وحقوق الملكية الفكرية، ونقل التكنولوجيا، وغيرها. وأحضر الممثل التجاري، روبروت لايتهيرز، نسخة مطبوعة للمراسلين ظهر الجمعة، ليؤكد على التوصل لنص مكتوب. وأعلن الممثل أن تلك خطوة هامة في طريق حل النزاع بين البلدين.
وأتبع لايتهيزر الأمر بظهور تليفزيوني على، سي بي إس، داعيًا الاتفاق بـ "المكتمل،" ولكن يلزم فترة انتقالية لإضافة اللمسات الأخيرة.
وما يثير ريبة الأسواق بهذا الصدد هو عدم وضع أي من الطرفين توقيعه على الاتفاق بمرحلته الأولى. كما أن ترامب أعلن الاتجاه رأسًا إلى مفاوضات المرحلة الثانية، في حين أحجمت الصين عن هذا، مطالبة بالانتظار لحين رؤية مستوى الالتزام بالمرحلة الأولى.
وإن كان الصين أقدمت يوم الأحد على إلغاء تعريفات كانت مقررة على الولايات المتحدة.
إليك رؤية تفصيلية:
التعريفات:
- ألغت الولايات المتحدة التعريفات المقررة على الصين في 15 ديسمبر، وكانت ستطال ما قيمته 160 مليار دولار من السلع الصينية، منها: هواتف آيفون، والألعاب، وغيرها من السلع التي تضر المستهلك الأمريكي مباشرة.
- بينما تظل رسوم جمركية بقيمة 25%، على ما قيمته 120 مليار دولار، ورسوم أخرى بقيمة 7.5% قائمة على الصين، وقيل إن تلك التعريفات ربما ستشهد رفعًا تدريجيًا في المستقبل.
- أمّا الصين، لم توافق على تخفيض نسبة محددة من التعريفات. عوضًا عن ذلك، ستزيد من المشتريات الزراعية، للضعف وفق لايتهيزر. وكذلك سيتم تخفيض التعريفات على السيارات المستوردة من الولايات المتحدة.
المشتريات
ويشير مكتب الممثل التجاري الأمريكي في بند التوسع التجاري، إلى زيادة الصين من إجمالي المشتريات الزراعية، والخدمات، بما لا يقل عن 200 مليار دولار على مدار العامين المقبلين. وتضمن هذا التزام من الصين بشراء ما يتراوح بين 40 مليار إلى 50 مليار كل عام، على مدار العامين المقبلين، من المنتجات الزراعية الأمريكية.
نقل التكنولوجيا القسري
وفي قلب المفاوضات كمن التزامات الصين بالـ IP، وكذلك النقل القسري للتكنولوجيا، وتلك الأمور هي ما دفعت ترامب لفرض التعريفات في بادئ الأمر.
وكانت الصين تجبر الشركات الأجنبية أو تضغط عليها لنقل التكنولوجيا للشركات الصينية، كشرط لدخول السوق، والحصول على الموافقات الإدارية، أو تلقي امتيازات من الحكومة. كما تلتزم الصين بالشفافية، والعدالة في نقل التكنولوجيا، ومنح التراخيص.
التطبيق
سيكون هناك ذراع تنفيذي للاتفاقية، إذ تتضمن آلية لحل المنازعات. وتتسق تلك العملية مع طرق تطبيق الاتفاقات التجارية الأمريكية. إن أي شكوى يتقدم بها أحد الطرفين لمجموعة العمل الأمريكية الصينية سيتولد عنها قرار على مستوى وزاري، هذا في حال فشل المسؤولين في حلها. ويبدو هذا متفائلًا، في حال احتفظت الصين بتعهداتها.
ما التالي؟
يعمل المحامون الآن على مراجعة النص، ليتم التوقيع في الأسبوع الأول من شهر يناير. كما يتم ترجمة الاتفاق. وعلى الأرجح سيتم التوقيع بواشنطن. وما إن يوقعه الطرفان، سيدخل الاتفاق حيز التنفيذ في غضون 30 يوم.
ماذا عن المرحلة الثانية؟
يبدو أن هذا الأمر شائك، ففي حين قال ترامب إنه لن يؤجل الأمر حتى انتخابات 2020، إلا أن الصين لم تعلق، وتفضل الانتظار لرؤية ما ستفضي إليه الأمر بالمرحلة الأولى من الاتفاق. وهذا ما كرره الممثل التجاري الأمريكي.
وفي المرحلة الثانية يوجد قضايا أكثر إثارة للجدل، إذ تطالب الولايات المتحدة الصين بخفض التحفيزات الاقتصادية المقدمة للشركات المملوكة للدولة، وتراكز الولايات المتحدة على التجارة الرقمية، وجعل البيانات أكثر محلية.
رد فعل الأسواق
لم يكن رد فعل الأسواق قويًا، فلم تعود وول ستريت لتسجيل أرقام قياسية جديدة. كما قفز النفط في بادئ الأمر نسبة 3%، ولكن عاد للهبوط مرة أخرى.
وللتأكيد على عدم سرور الأسواق بالاتفاق، نرى الملاذ الآمن، الذهب، ما زال باقيًا فوق مستوى 1,480 دولار للأوقية.