حذرت كوريا الجنوبية من أن تعافيها الاقتصادي الهش يتعرض للتهديد من تسارع انتشار فيروس “كورونا” الذي توسع بشكل كبير في جميع أنحاء البلاد خلال الأسبوع الماضي، وتعهدت باتخاذ إجراءات لتقليل التداعيات.
وقالت وزارة المالية، إن هذا الوباء يثير قلقًا كبيرًا من أنه سيحد من اتجاه الانتعاش الاقتصادي الذي بدأ في أواخر العام الماضي مشيرة إلى انخفاض الاستهلاك المحلي والصادرات إلى الصين .
ذكرت وكالة أنباء “بلومبرج” أن شركات مثل “سامسونج” و “إل جى” تعد من بين من يتخذون الاحتياطات وسط ارتفاع عدد الحالات، بعد إصابة أحد موظفي “سامسونج” في منشأة إنتاج محلية.
وأغلقت أكبر شركة تكنولوجية في البلاد عملياتها في مصنع في مدينة جومي، خلال عطلة نهاية الأسبوع بعد أن أثبت الموظف إصابتها بالفيروس ، وقالت الشركة إنها تعتزم إعادة تشغيل العمليات بعد ظهر اليوم الاثنين بالتوقيت المحلي.
وارتفع عدد الإصابات في كوريا الجنوبية من ما يزيد قليلاً على 30 إلى أكثر من 760 شخصا في الأسبوع الماضي ، حيث أودى الفيروس بحياة 7 أشخاص على الأقل حتى الآن.
وأدى ارتفاع الإصابات إلى دفع الرئيس مون جاي إن، لرفع حالة التأهب للأمراض المعدية في البلاد إلى أعلى مستوى لأول مرة منذ عام 2009 مما يسمح للحكومة بتقييد الأنشطة العامة.
وعقد بنك كوريا المركزى، اجتماعًا طارئًا لمناقشة تأثير الفيروس، مع زيادة التوقعات لدى العديد من الاقتصاديين بأن البنك سوف يخفض سعر الفائدة في اجتماعه المقرر يوم الخميس المقبل.
يأتى ذلك فى الوقت الذى يميل فيه اقتصاد كوريا الجنوبية إلى التأثر بسرعة بالأحداث العالمية بسبب اعتماده على التجارة خاصة مع الصين.
وكشفت بيانات وكالة “بلومبرج” انخفاض واردات كوريا من ثاني أكبر اقتصاد في العالم بنسبة 19 ٪ في الأيام العشرين الأولى من شهر فبراير الحالى مما يوضح كيف أن الفيروس يعطل سلسلة الإمداد في المنطقة.
وقال جوستين خيمينيز، اقتصادي لدى وحدة “بلومبرج ايكونوميكس” إن بنك كوريا المركزى، قد يخفض في اجتماع فبراير الحالى سعر الفائدة في خطوة استباقية لتخفيف الآثار الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا المميت.
ومن المتوقع أن يعاني الاقتصاد أكثر مع انتشار الخوف بين السكان ما يحد من النشاط الاقتصادي خاصة بعد أن حثت الحكومة المواطنين على تجنب الأنشطة في الهواء الطلق والخدمات الجماهيرية.