بقلم جيفري سميث
Investing.com – الاحتياطي الفيدرالي يختتم اجتماعه الأخير لهذا العام، وقبل ذلك سنعرف مدى قوة مبيعات التجزئة لشهر نوفمبر. اليورو والجنيه الإسترليني يتقدمان يداً بيدا، بعد ان قالت مسؤولة كبيرة في الاتحاد الأوروبي إنها ترى طريقاً نحو التوصل إلى اتفاقية تجارية مع بريطانيا. ارتفاع النفط يتوقف بعد مفاجأة المخزونات الأمريكية، والمزيد من بيانات المخزون على الطريق. إليك ما تحتاج إلى معرفته حول الأسواق المالية لليوم الأربعاء 16 ديسمبر:
1. الأسواق تترقب قرارات الفيدرالي التي ستسدل الستار على 2020
في وقت لاحق اليوم، سينهي بنك الاحتياطي الفيدرالي اجتماعه الأخير لعام 2020 الذي لن يُنسى. وكان الاجتماع قد انطلق يوم أمس الثلاثاء، وسيتم الإعلان عن نتائجه، كما هي العادة، عند الساعة 2:00 بعد ظهر اليوم بالتوقيت الأمريكي الشرقي (7:00 مساءً بتوقيت غرينيتش). وسيتبع الاجتماع ظهور الرئيس جيروم بأول لقراءة البيان الفيدرالي والإجابة على أسئلة الصحفيين، في المؤتمر الصحفي الذي سيبدأ، كالعادة أيضاً، بعد نصف ساعة من اعلان قرارات البنك.
وتتوقع الأغلبية الساحقة من المحللين أن يبقي البنك المركزي الأكبر في العالم على أسعار الفائدة ثابتة بالقرب من الصفر، وأن يشير إلى الاتجاه الذي تتجه إليه أسعار الفائدة في السنوات القادمة. كما يتوقع بعض الخبراء أيضاً، أن يعلن البنك عن توجيهات جديدة بشأن الجدول الزمني لبرنامج شراء السندات العملاق الذي أطلقه البنك خلال وقت مبكر من هذا العام، في محاولة لمساعدة الاقتصاد المتضرر بشدة من وباء كورونا. ورغم انخفاض التوقعات بأن يكون هنالك قرارات تحفيزية كبرى، يبقى علينا الانتظار لنرى ما إذا كان البنك سيستخدم أدوات التحفيز المتوفرة ضمن ترسانة السياسة النقدية، ويرفع من حجم برنامج شراء الأصول الذي يبلغ 120 مليار دولار في الشهر حالياً، أم أنه سينتظر ليرى ما إذا كان التحفيز سيأتي من طرف السياسة المالية بدلاً من ذلك (أي الكونغرس).
وفي تقرير لبنك ING كتب المحللون: "من المرجح أن يبتعد بنك الاحتياطي الفيدرالي عن المزيد من التحفيز، لكن سيرفع من درجة الحمائميه في لغة الخطاب، ونتوقع أيضاً أن يؤكد على الحاجة إلى المزيد من الدعم المالي، حيث تؤثر القيود التي يتم فرضها لمواجهة الوباء بشكل متزايد على النشاط الاقتصادي".
وستمكن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح FOMC من أخذ أحدث تقرير لمبيعات التجزئة في اعتبارها، حيث من المقرر صدور أرقام شهر نوفمبر عند الساعة 8:30 صباحاً بالتوقيت الشرقي (1:30 بعد الظهر بتوقيت غرينيتش). ويتوقع المحللون أن تنخفض المبيعات على أساس شهري للمرة الأولى منذ أبريل، وبنسبة 0.3٪.
2. اقتصاد منطقة اليورو يصمد، والمركزي الأوروبي يرفع الحظر عن توزيع أرباح البنوك التجارية
صمد اقتصاد منطقة اليورو بشكل أفضل من المتوقع في ديسمبر، على الرغم من إجراءات الإغلاق التي تم فرضها في جميع أنحاء القارة لاحتواء فايروس كورونا. ووفقاً للقراءات الأولية لمؤشرات مدراء المشتريات الذي تصدره مؤسسة الأبحاث المالية والاقتصادية (آي إتش إس ماركيت)، سيتقلص مستوى النشاط بشكل هامشي فقط هذا الشهر. فلقد انتعش مؤشر مدراء المشتريات المركب في منطقة اليورو إلى 49.8، وهو أقل بقليل فقط من مستوى الـ 50 الذي يفصل النمو عن الانكماش في هذا التقرير. وتم نشر الأرقام قبل أسبوع من موعدها الطبيعي، بسبب اقتراب عطلة عيد الميلاد المجيد.
ولهذا السبب فإن هذه الأرقام لا تأخذ بالحسبان الإغلاق الصارم في ألمانيا، والذي يبدأ اليوم، بينما تعتمد التوقعات قصيرة الأجل للاقتصاد إلى حد كبير على مصير مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وفي خبر منفصل، أكد البنك المركزي الأوروبي أنه سيرفع الحظر المفروض على توزيعات أرباح البنوك اعتباراً من هذا الشهر، على الرغم من أنه ناشد البنوك عدم دفع أي مكافآت كبيرة لكبار الموظفين، أو توزيع الكثير من أرباح الأسهم، حتى سبتمبر على أقل تقدير.
3. ارتفاع "سانتا" يبدأ في أسواق الأسهم الأمريكية، وعينها على تطورات التحفيز واجتماع الفيدرالي
يبدو أن ارتفاع سانتا كلوز المعتاد الذي يسبق عيد الميلاد المجيد قد بدأ بالفعل، حيث تتحضر الأسهم الأمريكية لافتتاح جلسة اليوم الأربعاء بالارتفاع، لتبني على مكاسب يوم أمس الثلاثاء، بعد أن كسرت سلسلة من الجلسات الخاسرة وصل عددها إلى 4 جلسات. ورغم التفاؤل، ستبقى الأسواق في حالة من الحذر بانتظار أخر الأخبار حول التحفيز، وبالطبع، اجتماع الفيدرالي.
وعند الساعة 6:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (11:30 صباحاً بتوقيت جرينيتش)، ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز بـ 88 نقطة أو ما يعادل 0.3٪. كما تقدمت العقود الآجلة لمؤشر (إس إن بي 500) بنسبة 0.4٪، والعقود الآجلة لمؤشر نازداك، بنسبة 0.3٪.
ووجد السوق الدعم في بوادر التقدم الحقيقي في محادثات حزمة التحفيز المالي، بعد الاجتماع الأول منذ أسابيع، بين زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، يوم أمس الثلاثاء. وقال مكونيل إنه قد تم إحراز "تقدم كبير" خلال الاجتماع. كما تناقلت تقارير اخبارية أن اقتراح ماكونيل بالتغاضي عن كل من الأحكام المتعلقة بحماية المسؤولية للمؤسسات (التي تمسك بها الجمهوريون حتى الآن)، ودعم حكومات الولايات والحكومات المحلية (الذي تمسك به الديمقراطيون حتى الآن)، قد وجد قبولاً على نطاق واسع في أروقة الكابيتول هيل.
4. احتمالات الاتفاقية التجارية ترفع اليورو والباوند معاً
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إنها ترى "طريقاً إلى اتفاقية" في محادثات الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، وهو ما دفع الباوند/دولار إلى ما فوق حاجز الـ 1.35 لأول مرة في 12 يوماً، واليورو/دولار إلى تجاوز حاجز الـ 1.22 لأول مرة منذ أكثر من عامين ونصف.
كما وجد الجنيه الإسترليني العون أيضاً في بيانات مؤشر مدراء المشتريات المركب، والتي أشارت إلى عودة الاقتصاد البريطاني إلى النمو في ديسمبر. وعلى الرغم من أن المؤشر قد ارتفع إلى 50.7 نقطة، إلا أن هذا الارتفاع كان أقل من التوقعات.
وفي أخبار أخرى قادمة من لندن، قاوم رئيس الوزراء بوريس جونسون الضغوطات التي انهالت عليه، وطالبته بعدم المضي قدماً في خططه لتخفيف القيود على النشاطات الاجتماعية في عيد الميلاد المجيد. وسيخفف إصرار جونسون من الألم الاقتصادي الذي تعيشه العاصمة لندن، والتي فُرضت عليها أعلى درجة من درجات القيود المرتبطة بالوباء.
5. النفط يمتص صدمة بيانات معهد البترول، ويترقب بيانات إدارة معلومات الطاقة
تماسك النفط خلال تداولات الجلسة الأوروبية لليوم، ليتعافى من التراجع الذي شهده خلال الليل وخلال الجلسة الآسيوية، بعد أن أظهرت البيانات التي صدرت في وقت متأخر من ليلة أمس الثلاثاء أن مخزونات النفط الخام الأمريكية، قد ارتفعت لأسبوع أخر، وبشكل لم يكن متوقعاً.
وكان التقرير الأسبوعي لمعهد البترول الأمريكي API والذي صدر في ساعة متأخرة من ليلة أمس الثلاثاء، قد أظهر ارتفاعاً قدره 1.973 مليون برميل في مخزونات النفط الخام في البلاد خلال الأسبوع المنتهي في 11 ديسمبر. وجاء هذا معاكساً لتوقعات المحللين الذين يتتبعهم موقع Investing.com، والذين كانوا يترقبون تراجع المخزون بواقع 3.5 مليون برميل، وأكثر من ارتفاع الأسبوع السابق، والذي كان 1.141 مليون برميل.
ويترقب المتداولون الآن التقرير الأسبوعي المعتاد لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية EIA، وهي جهة رسمية حكومية، والذي سيصدر في موعده المعتاد عند الساعة 10:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (3:30 بعد الظهر بتوقيت غرينيتش). ويتوقع المحللون أن يُظهر التقرير تراجع مخزونات النفط الخام بمقدار 1.937 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي.
وعند كتابة هذا التقرير، تداولت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط، والتي تُعتبر المعيار بين أنواع النفط الأمريكي، على ارتفاع هامشي، عند 47.66 دولار للبرميل. أما عقود خام برنت، التي تُعتبر المعيار العالمي في أسواق الطاقة، فلقد كانت تتداول بدون تغيير يُذكر، عند 50.76 دولار للبرميل.