بقلم ديريندرا تريباثي
Investing.com – ارتفعت أسعار المنتجين في الولايات المتحدة بأكثر من التوقعات خلال شهر مارس، لتسجل أكبر زيادة سنوية منذ سبتمبر 2011.
ارتفع مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 1.00% خلال شهر مارس الماضي، بعد زيادة نسبتها 0.5% في شهر فبراير الماضي، وفق بيانات مكتب إحصائيات العمل.
ويدل الرقم الأكبر من المتوقع على ارتفاع معدل التضخم في البلاد، في ظل السيولة غير المسبوقة التي ضخها الاحتياطي الفيدرالي والحكومة الفيدرالية في الأسواق والاقتصاد منذ بداية العام الماضي.
وعلى أساس غير معدل، ارتفع مؤشر الطلب بنسبة 4.2% للشهور الـ 12 المنتهية بنهاية مارس 2021، ليحرز المؤشر أكبر زيادة سنوية تقارن بالزيادة التي سجلها في سبتمبر 2011 بـ 4.4%.
وفق استطلاعات أجرتها رويترز على توقعات مؤشر أسعار المنتجين، سجل المؤشر زيادة بـ 0.5%، وقفز في مارس بنسبة 3.8% على أساس سنوي.
الطلب النهائي على البضائع ارتفع بـ 1.7%، ليسجل أكبر زيادة منذ ديسمبر 2009. وارتفعت أسعار مواد الطاقة في مارس بـ 5.9%.
فيما ارتفعت الخدمات بنسبة 0.7%، لتسجل الزيادة الشهرية الثالثة على التوالي.
وتراجع سعر الذهب بعد هذه الأرقام، لأنها تسبب في ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية أجل 10 سنوات.
وارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بعض الشيء على خلفية تلك البيانات الإيجابية.
ونرى ارتفاعًا في عوائد سندات الخزانة لأن السوق يخشى التضخم. ويجب هنا التفرقة بين نوعين من التضخم:
التضخم الذي يرغب فيه الاحتياطي الفيدرالي: هو تضخم مرحلي، ينتهي سريعًا، ولكنه يساعد في زيادة عوائد الشركات بارتفاع أسعار منتجاتها، وبالتالي يدعم الاقتصاد. ولكن الأسعار تظل ضمن قيود معينة كي لا تؤثر على القيمة والقدرة الشرائية.
التضخم غير المرغوب فيه: هو تضخم مستدام، تستمر فيه الأسعار بالارتفاع، ويقل فيه الاستهلاك، ويتوقف النمو الاقتصادي على إثر هذا.
وتخشى الأسواق من أن الفيدرالي غير واعٍ، وأن السياسات الحالية من الضخ المستمر للتحفيزات، ومعدلات الفائدة المنخفضة قرابة الصفر، ستؤدي بالاقتصاد بالتحول أخيرًا إلى تضخم على المدى الطويل.
ومن المفترض أن أسعار الذهب تصعد في ظل التضخم، ولكن مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة، وارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي يظل الذهب مقيدًا بنطاق تداول، وتتوقع بعض البنوك المركزية أن سعر 2,000 دولار أضحى بعيد المنال الآن.
وتلقي مخاوف التضخم بتداعياتها على الأسهم، فنرى الأسهم التكنولوجية في المرحلة الحالية بعيدة عن مستوياتها القياسية، وتتراجع المؤشرات الأمريكية اليوم.
فيظل داو جونز حائرًا بين الصعود والهبوط، خاصة بعد تسجيل أرقام قياسية اليوم.