Investing.com - صرح رئيس الوزراء السيرلنكي اليوم الثلاثاء أن سريلانكا ستحتاج 5 مليارات دولار على مدى الأشهر الستة المقبلة لضمان مستويات المعيشة الأساسية، وتعيد الدولة التفاوض بشأن شروط عمليات تبادل باليوان بقيمة 1.5 مليار دولار مع الصين لتمويل الواردات الأساسية.
فقد أدت أسوأ أزمة اقتصادية تمر بها الدولة القائمة على جزيرة منذ سبعة عقود إلى نقص في النقد الأجنبي أدى إلى توقف واردات المواد الأساسية مثل الوقود والأدوية والأسمدة، مما أدى إلى خفض قيمة العملة واحتجاجات في الشوارع وتغيير الحكومة.
وبحسب تصريحات رئيس الوزراء، رانيل ويكرمسينغ، للبرلمان بشأن التغلب على الاضطرابات، ستحتاج سريلانكا إلى حوالي 3.3 مليار دولار لواردات الوقود و900 مليون دولار للغذاء و250 مليون دولار لغاز الطهي و600 مليون دولار أخرى للأسمدة هذا العام.
ديون لسداد الديون
وقال ويكرمسنغ إن البنك المركزي يتوقع انكماش الاقتصاد بنسبة 3.5٪ في عام 2022، لكنه أضاف أنه واثق من أن النمو يمكن أن يعود مع حزمة إصلاحات قوية وإعادة هيكلة الديون والدعم الدولي.
وقال ويكرمسنغ الذي يعمل على ميزانية مؤقتة للموازنة المالية العامة المتعثرة إن "تحقيق الاستقرار الاقتصادي فقط ليس كافيا، علينا إعادة هيكلة الاقتصاد بأكمله". و"نحن بحاجة إلى تحقيق الاستقرار الاقتصادي بنهاية عام 2023".
صندوق النقد الدولي
وتتفاوض الدولة الواقعة في المحيط الهندي والتي يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة على حزمة قروض تبلغ قيمتها حوالي 3 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي، بالإضافة إلى بعض المساعدات من دول مثل الصين والهند واليابان.
وقد وافق مجلس الوزراء يوم الثلاثاء على خط ائتمان بقيمة 55 مليون دولار من بنك إكسيم الهندي لتمويل 150 ألف طن من واردات اليوريا - وهو مطلب حاسم حيث نفدت الإمدادات خلال موسم المحاصيل الحالي.
وقال المتحدث باسم مجلس الوزراء باندولا جوناواردينا للصحفيين إنه "لا داعي أن يشعر المزارعون بالقلق بشأن عدم وجود مدخلات للموسم المقبل" متوقعًا وجود حاجة إلى 150 ألف طن من اليوريا لدورة الزراعة المقبلة.
ومع تضخم أسعار المواد الغذائية بنسبة 57٪ مدفوعة جزئيًا بارتفاع أسعار السلع العالمية وانخفاض قيمة العملة وانخفاض الإنتاج المحلي، فمن المقدر أن تنخفض عائدات الحصاد المقبل إلى النصف بسبب نقص الأسمدة.
وصرح ويكريمسينغ أن الأمم المتحدة ستوجه نداءً عامًا عالميًا لسريلانكا يوم الأربعاء، كما أنها تعهدت بتقديم 48 مليون دولار للأغذية والزراعة والصحة.
كما أعادت سريلانكا التفاوض مع الصين بشأن شروط عمليات تبادل باليوان بقيمة 1.5 مليار دولار تم الاتفاق عليها العام الماضي. ونصت الشروط الأولية على أنه لا يمكن تفعيل عمليات التبادل إلا إذا احتفظت سريلانكا باحتياطيات تعادل ثلاثة أشهر من الواردات.
ولكن نظرًا لتراجع الاحتياطيات الآن كثيرًا عن هذا المستوى، يتعين على سريلانكا أن تطلب من الصين إعادة النظر في هذا المطلب والسماح لعمليات التبادل بالمضي قدمًا، على حد قول ويكريمسينغ. وسيكشف ويكرمسنغ، الذي يشغل أيضًا منصب وزير المالية، عن ميزانية مؤقتة الشهر المقبل أوضح إنها تهدف إلى خفض النفقات الحكومية. ويتطلع ويكرمسنغ إلى زيادة الإنفاق على الرعاية الاجتماعية إلى 500 مليون دولار من حوالي 350 مليون دولار.