Investing.com - الخلاف المستمر بين إشارات سياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي وتوقعات الأسواق المالية أمر غير معتاد، وقد ينتهي الأمر إلى مزيد من التقلبات بالأسواق أو تآكل مصداقية البنك المركزي الأمريكي، وفقًا لكبير الاقتصاديين في أليانز (TADAWUL:8040) محمد العريان.
استمر بنك الاحتياطي الفيدرالي في حربه ضد التضخم، ورفع أسعار الفائدة للمرة العاشرة على التوالي هذا الشهر. بينما أشار المسؤولون إلى توقف محتمل في رفع أسعار الفائدة، إلا أنهم لم يشيروا إلى أن هناك تخفيضات صريحة في الطريق.
اقرأ أيضًا: تسعير الفائدة يتغير بعد تصريحات الفيدرالي المتشددة.. الأسواق مرتبكة!
يشعر العريان بالقلق من أن الأسواق المالية لا تستجيب لهذه الإشارة - حيث تظهر أسعار سوق المال أن المستثمرين يأخذون في الاعتبار معدلات منخفضة بحلول نهاية العام.
وقال العريان في تغريدة يوم الأربعاء «الفجوة المستمرة بين ما أشار إليه الاحتياطي الفيدرالي مرارًا وتكرارًا بشأن أسعار الفائدة وما تحافظ عليه الأسواق في التسعير أمر غير معتاد، بالنظر إلى أن الفيدرالي هو من يقرر معدلات الفائدة».
وأضاف: «إنه أمر مقلق أيضًا لأن قراره سيشمل إما مزيد من التقلبات بالسوق أو مزيد من تآكل مصداقية بنك الاحتياطي الفيدرالي».
وانتقد كبير المستشارين الاقتصاديين في أليانز مرارًا وتكرارًا البنك المركزي لرد فعله البطيء على ارتفاع التضخم 2021-2022، ثم تدافع لاحتواء ضغوط الأسعار لاحقًا من خلال التشديد النقدي القوي.
الذهب يحير الأسواق الآن.. ما بين توقعات التحرك لمستويات قياسية، وتوقعات توقف الصعود في بيئة اقتصاد كلي متغيرة.
اعرف الآن اتجاه الذهب مع أسلوب عملي مبسط وشرح تطبيقي.. حتى تكون أول من يعرف الحركة التالية. للتسجيل اضغط هنا
توصيات العريان
أوضح الخبير الاقتصادي محمد العريان، في وقت سابق، أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يجب أن يقوم بثلاثة إجراءات من أجل الحد من توترات البيئة الاقتصادية التي تتسم بارتفاع التضخم والتقلبات المصرفية علاوة على ارتفاع أسعار الفائدة.
وفي هذا الإطار، أوصى المحلل الاقتصادي في هذا الشأن، بأهمية اعتراف الفيدرالي الأمريكي بأنه هناك أدلة مؤيدة لضعف اقتصاد الولايات المتحدة ولتراجع سوق العمل، حتى في ظل إيجابية مجموعة من البيانات.
ومع ذلك، أفاد العريان بأن التضخم ليس تحت السيطرة الكافية بعد، ليس فقط بسبب ثبات التضخم الأساسي ولكن بسبب الارتفاع الأخير في التوقعات التضخمية.
والأمر الثاني يقتضي، وفقا لوجهة نظر محمد العريان، بضرورة أن يعالج الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الإضرابات الأخيرة التي شهدها القطاع المصرفي الأمريكي مضيفا بأن المخاطر المتعلقة بمزيد من حالات الإفلاس في البنوك لم يتم إخمادها بعد.
علاوة على ذلك، يجب أن يوضح الفيدرالي الأمريكي أن زيادة مخاطر الائتمان ستؤدي إلى تفاقم تقلبات النظام المصرفي، والتي ارتبطت بشكل أساسي بمخاطر أسعار الفائدة الأمريكية.
كما من المهم أن يلاحظ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أن ما يحدث لا يعني أن النظام المصرفي ككل يواجه أزمة قوية، فالضربات لا تستهدف أكبر البنوك الأمريكية، إذ تضرب تلك الأزمات الشركات الأصغر والإقليمية.