Investing.com - إذا كنت تريد معرفة أحد أسباب التضخم المرتفع في مصر، بجانب مشاكل العملة، فعليك النظر فقط إلى صفوق انتظار الزبائن أمام الأكشاك بالقاهرة الذين يتدافعون للحصول على السجائر، وفقًأ لتقرير حديث لوكالة بلومبرغ.
في بلد تحتوي على 18 مليون مدخن، دفعت التكهنات بشأن الزيادات الوشيكة في أسعار السجائر التجار إلى تخزين منتجات السجائر في الأشهر الأخيرة، مما تسبب بدوره في نقص المعروض وهو ما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق بأكثر من 50٪ في أسعار السجائر منذ مارس.
اقرأ أيضًا: توقعات بيانات التضخم الأمريكية.. مختلطة وستربك الذهب والدولار
وعلى الرغم من أن وزن السجائر يزيد قليلاً عن 4% في سلة التضخم بمصر، فقد أصبحت - إلى جانب الغذاء - مساهماً رئيسياً في ارتفاع التضخم في مصر، والذي وصل إلى أرقام قياسية طوال فصل الصيف.
وقفز معدل التضخم السنوي في مصر، خلال أغسطس الماضي، بأعلى من المتوقع، إلى مستوى غير مسبوق بلغ 37.4 بالمئة، مقابل 36.5 بالمئة في يوليو، وهو ما جاء مدفوعا بالزيادة الكبيرة في أسعار الغذاء والتي بلغت 71.4 بالمئة على أساس سنوي، بحسب ما أظهرته بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، في مصر، يوم الأحد.
وسبق أن سجل التضخم مستويات غير مسبوقة أيضا خلال الشهرين السابقين إذ وصل إلى 36.5 بالمئة في يوليو و35.7 بالمئة في يونيو.
أدى الارتفاع الشديد في أسعار السجائر في مصر إلى إلغاء التوقعات الخاصة بالتضخم الذي يتجاوز 37% سنوياً. حيث كان العديد من الاقتصاديين يتوقعون أن يصل الأمر إلى ذروته قبل أشهر.
اقرأ أيضًا: مؤشرات تؤكد أن العالم في ركود وتوقعات خفض الفيدرالي الفائدة بهذا العدد في 2024
أسعار السجائر تربك توقعات التضخم
وفي اقتصاد يعاني من صدمات السلع الخارجية وتطارده مخاوف من انخفاض آخر لقيمة العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، فإن قرصة التبغ هي حالة مما يتحسر عليه المصريون باعتبارها ندرة مزمنة في السلع يتم افتعالها في كثير من الأحيان بشكل مصطنع، وينظمها الموزعون أو تجار التجزئة لرفع الأسعار، وفقًا لتقرير بلومبرغ.
وقال محمد أبو باشا، رئيس بحوث الاقتصاد الكلي في المجموعة المالية هيرميس (EGX:HRHO) ومقرها القاهرة، في هذا الشأن لوكالة بلومبرغ: "كنا نتوقع في الأصل أن يصل التضخم إلى ذروته في يونيو، و"خطأ توقعاتنا ينبع (TADAWUL:3060) في المقام الأول من الارتفاع الحاد في أسعار التبغ". وقد ألقى هذا الارتفاع بظلاله على الاتجاه المتباطئ إلى حد ما في التضخم الشهري".
يتم تحديد أسعار التبغ في الغالب من قبل الحكومة وتدار من خلال الشركة الشرقية للدخان، والتي كانت حتى وقت قريب تحت سيطرة الدولة بالكامل. وقد رفعت الأسعار في أبريل بمعدل 10% إلى 11%، مما أثار حالة من الاضطراب بشأن المزيد من الارتفاعات.
والأسبوع الماضي، استحوذت شركة إماراتية على حصة في الشركة الشرقية للدخان (EGX:EAST) المصرية "إيسترن كومباني"، منتج السجائر الأكبر في مصر والتي تهيمن على قرابة 75% من حجم السوق المحلية للدخان. ووفق ما أعلنه مجلس الوزراء المصري، فقد استحوذت شركة غلوبال للاستثمار القابضة المحدودة الإماراتية على 30% من أسهم الشركة الشرقية في صفقة بقيمة 625 مليون دولار، مع قيام المشتري بتوفير مبلغ 150 مليون دولار لشراء مواد التصنيع.
اقرأ أيضًا: الذهب يهبط مع تخارج المستثمرين من سوق المعدن الأصفر.. ماذا يحدث؟
شح العملات الأجنبية يؤثر على إنتاج السجائر
وكما هو الحال مع المواد الأساسية مثل القمح، التي تعد مصر واحدة من أكبر المشترين في العالم، تستورد البلاد التبغ الخام ولكنها تنتج السجائر محليًا.
وفي الوقت نفسه، تعكس الاضطرابات الصناعية أيضاً نقص الدولار الذي أدى إلى ضغط الاقتصاد البالغ حجمه 470 مليار دولار لأكثر من عام. وقد تكون هناك حاجة إلى تخفيض كبير آخر في قيمة العملة للمساعدة في تخفيف الأزمة، لكن مثل هذه الخطوة تظل أكبر خطر على التضخم.
وقال مدير الأبحاث في شركة النعيم القابضة في القاهرة، ألين سانديب، إن هناك "محدودية توافر العملات الأجنبية، مما يؤثر على إنتاج بعض السجائر". بالإضافة إلى ذلك، قال إن تجار الجملة "يتكهنون بشأن زيادة ضريبة القيمة المضافة ونتيجة لذلك يتمسكون بمخزونهم - إن لم يكن رفع الأسعار كمقدمة".
وفي محاولة للسيطرة على الأسعار، قامت الشركة الشرقية، بالإنتاج مرتين في الأسابيع الأخيرة، فيما تلقي باللوم على بعض التجار في التلاعب بالعملاء.
كيف تجهز نفسك للتداول وتحقيق الأرباح؟
يقدم لكم انفستنج السعودية ويبينار مجاني يوضح لكم فيه المحلل عمر الصياح كل ما عليكم القيام للتجهز للتداول بشكل صحيح وآمن.
يأخذ الويبينار مكانه يوم الخميس في تمام السابعة بتوقيت الرياض.
كل ما عليكم هو الاشتراك: اضغط هُنا