Arabictrader.com - نجح الجنيه الاسترليني في تحقيق أرباح قوية خلال تعاملات سوق العملات اليوم الأربعاء، وكان الأكثر ارتفاعا بنسبة تقدر بنحو 4.27%، وذلك بعد صدور بيانات التضخم البريطانية الإيجابية والتي تجاوزت توقعات الأسواق وعززت التفاؤل حيال استمرار تشديد السياسة النقدية البريطانية.
فوفقا للبيانات الصادرة، فقد سجل مؤشر التضخم في بريطانيا قراءة قدرها 4.0% على أساس سنوي خلال شهر ديسمبر، وهو ما جاء أعلى من توقعات أسواق العملات والتي أشارت لتباطؤ التضخم البريطاني إلى 3.8%، وذلك بعدما كان قد انخفض إلى 3.9% على أساس سنوي خلال شهر نوفمبر الماضي. وبالنسبة لمعدل التضخم الأساسي (الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة)، فقد شهدت بريطانيا نمو المؤشر أيضا خلال ديسمبر، ليسجل نحو 5.1% على أساس سنوي، وهو ما جاء أعلى من توقعات أسواق العملات والتي أشارت إلى تسجيله 4.9%.
وهذه البيانات البريطانية الإيجابية عززت التفاؤل حيال استمرار سياسة التشديد النقدي في بريطانيا وذلك بعد معاودة التضخم البريطاني ارتفاعاته مجددا، وهو ما يزيد الضغوط على بنك إنجلترا للاستمرار في التشديد النقدي، وهذا كان أكبر داعم للاسترليني أمام العملات الرئيسية.
بينما في المرتبة الثانية بقائمة العملات الرئيسية الأكثر صعودا اليوم يأتي اليورو أو العملة الأوروبية الموحدة بعد تسجيل أرباح تصل إلى 1.25%، حيث استفاد اليورو بتصريحات صانعي القرار داخل البنك المركزي الأوروبي والتي استبعدت سيناريو خفض الفائدة الأوروبية قريبا، وهو ما قدم الدعم الواضح للعملة الأوروبية الموحدة بأسواق العملات.
وفي هذا السياق، حذر عضو لجنة السياسة النقدية لدى البنك المركزي الأوروبي ومحافظ بنك هولندا، كلاس نوت، من أن مسار سعر الفائدة الذي تسعره الأسواق المالية بالوقت الحالي من الممكن أن تكون نتيجته محبطة، قائلا بأن الأسواق تتقدم على نفسها بشأن توقعات تخفيضات الفائدة المحتملة من قبل البنك المركزي الأوروبي، مضيفا بأنه كلما قامت أسواق العملات بتسعير المزيد من تيسير بالسياسة النقدية، كلما قلت احتمالية قيام البنك المركزي الأوروبي بتخفيض الفائدة فعليا، وهذه التصريحات كانت الداعم الأكبر لليورو أمام العملات الكبرى.
وفي ذيل قائمة العملات الرابحة اليوم يأتي الدولار الأمريكي بنسبة صعود تصل إلى 1.10% ليواصل الدولار أدائه القوي لليوم الثاني على التوالي، مستفيدا من التوقعات حيال عدم قيام الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة خلال اجتماع مارس المقبل، والتي تعززت بعد تصريحات عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي كريستوفر والر، التي أشارت فيها إلى أنه رغم تطورات توقعات التضخم التي تسمح لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بالبدء في النظر باحتمالات خفض أسعار الفائدة بالاجتماعات المستقبلية؛ إلا أنه لا ينبغي للأسواق أن تتوقع اندفاع البنك المركزي الأمريكي واتخاذ هذا القرار بأي وقت قريب، وهذا قدم دعما كافية للدولار بأسواق العملات لليوم الثاني على التوالي.