يبدو أن قرار الفيدرالي بخفض سعر الفائدة في اجتماع يونيو المقبل لم يعد أمرا مضمونا كما كان متوقعا من قبل، حسبما يرى مراقبون للفيدرالي.
وكانت التوقعات قد ارتفعت الأربعاء الماضي بعد المؤتمر الصحفي لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بخفض سعر الفائدة في يونيو، ما جعل الأسبوع ينتهي بفرصة بنسبة 67% في أسواق العقود الآجلة، في حين كان الارتفاع فوق 50% في وقت سابق من الأسبوع ذاته وفقا لبورصة شيكاغو التجارية.
ما هي توقعات الخبراء؟
قال إيثان هاريس (NYSE:LHX) كبير الالاقتصاديين العالميين في بنك أوف أمريكا، حسبما نقل موقع "ماركت ووتش" المتقاعد إنه كان من المتوقع لسوق السندات أن تتحرك مبكرا قليلا طوال الوقت، مضيفا أنه لن يكون متفاجئا لو انتظروا اجتماعا آخر حتى يوليو المقبل.
ويرى هاريس أن قراءات التضخم الاستهلاكي لشهري يناير وفبراير كانت سيئة، في حين أن الفيدرالي في حاجة إلى 3 تقارير ودية قبل أن يكون مستعدا للضغط على الزناد، مشيرا إلى أن يونيو قد لا يكون الوقت المناسب لذلك.
رئيس قسم السياسة العالمية وتخصيص الأصول في شركة بايبر ساندلر أيضا يشارك هاريس الرأي ذاته، مؤكدا أنه من السابق لأوانه القول بأن يونيو هو الموعد القادم لخفض الفائدة فالبيانات متقلبة وعدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية أعلى مما كان عليه منذ السبعينيات.
ويرى الخبير الاقتصادي في مؤسسة تحليلات السياسة النقدية ديريك تانغ، أن الشيء الأكثر وضوحا الآن هو عدم اليقين بشأن مسار الاقتصاد. ويعتقد تانغ أن الفيدرالي قلق من أن التضخم سيظل عنيدا عند مستويات أعلى من 2% وهو الأمر الذي يدفعهم للتصرف بحذر.
متى التخفيض إذن؟
أما كبير الاقتصاديين الأمريكيين في بنك نومورا فيرى أن هذا العام يحمل تخفيضين فقط لأسعار الفائدة، أحدهما في يوليو والآخر في ديسمبر، إذ يرى أن التضخم غير المواتي يخلق خطر أن تؤدي المزيد من مفاجآت التضخم الصعودية إلى إعادة تقييم أكثر حدة لمسار السياسة.
كما قال الاقتصاديون في جيفريز في مذكرة للعملاء إن هناك مجموعة كبيرة من مسؤولي الفيدرالي يعتقدون أن أسعار الفائدة قد تحتاج إلى أن تكون أعلى لفترة أطول وأن 7 من 19 مسؤولا في الفيدرالي قالوا إن "المعدل المحايد" أعلى من 3% كما يعتقدون أن سعر الفائدة الحالي للفيدرالي لا يقيد الاقتصاد بشكل كبير.