تواجه إمارة دبي أزمة حاليا، بعدما كانت الوجهة المفضلة للأثرياء الروس، الطامحين لجني الأموال أو حتى بداية حياة جديدة والذين تزايدت أعدادهم بشكل ملحوظ مع الغزو الروسي لأوكرانيا.
الآن، يخفت بريق الإمارة في أعين الروس لأسباب أهمها ارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة صرامة بنوكها في تطبيق العقوبات الأمريكية.
وبحسب وكالة "بلومبيرغ" فقد أظهرت بيانات تدفق الأموال الروسية إلا الإمارات العربية المتحدة، لا سيما دبي، تباطؤا ملحوظا وفقا لمصرفيين ومسرولين تنفيذيين ومتخصصين في الاستثمار.
وعلى الرغم من أن الخبراء لا يعتقدون بوقوع هجرة جماعية واسعة النطاق للأموال من الإمارات، إلا أنهم يرجحون تراجعا حادا للتدفقات الكبيرة.
ويفكر الروس الوافدون في دبي في الانتقال إلى إمارة أخرى أو حتى العودة مرة أخرى إلى ديارهم، إذ أدى اندفاع المغتربين إلى دبي إلى رفع الإيجارات والنفقات اليومية.
مشكلات جديدة تغير المعادلة
كقارئ لمقالاتنا يمكنك الاستفادة من هذه الميزة والحصول على خصم إضافي على خدمات التحليل الأساسي واستراتيجيات التداول على منصة InvestingPro من خلال الضغط هنا واستخدام كوبون sapro2 للحصول على خصم يصل إلى 52%.
كما يواجه الروس في الإمارات حاليا مشكلة أخرى، إذ على الرغم من عدم اشتراك الإمارات في فرض عقوبات على روسيا، لكن مؤخرا بدأت البنوك الإماراتية في إجراء تدقيقا لفتح الحسابات المصرفية، بسبب التعرض لضغوطات كبيرة من الولايات المتحدة الأمريكية لمعالجة التهرب المحتمل من العقوبات.
قالت مصادر مطلعة إن البنوك التي تتخذ من الإمارات العربية المتحدة مقراً لها، بما في ذلك بنك الإمارات دبي الوطني، وبنك المشرق، وبنك أبوظبي الأول، شددت التدقيق في الكيانات الروسية، وحاولت في الأشهر الأخيرة ضمان قدر أكبر من الامتثال للعقوبات الأمريكية.
وقال مصرفيون مقيمون في دبي لـ"بلومبيرغ" إنه على الرغم من أن متوسط الطبقة المتوسطة الروسية التي لا تخضع للعقوبات لم تواجه إلى حد كبير مشكلات كبيرة في فتح الحسابات، إلا أن البنوك رفضت العديد من الروس الخاضعين للعقوبات. وقال بعض الأشخاص إن بعض الذين لديهم انتماءات سياسية أو اتصالات بالأشخاص الخاضعين للعقوبات واجهوا أيضًا صعوبات في إدارة الحسابات المصرفية.
وقال فيليب أمارانتي، رئيس الشركة في الشرق الأوسط، إن شركة الهجرة القائمة على الاستثمار هينلي آند بارتنرز ترى أن عدداً أقل من الروس يستقرون في الإمارات العربية المتحدة، "وبالتالي فإن الاتجاه يتجه نحو الانخفاض". "في الواقع، قام بعض عملائي الروس إما بتقليص حجم أصولهم العقارية في دبي التي اشتروها قبل عامين، واحتفظوا بقاعدة صغيرة هنا، لكنهم عادوا إلى موسكو أو إلى مناطق قضائية أخرى متاحة وجذابة للغاية مثل موريشيوس".
الطلب العقاري يتراجع
ولا تقدم دولة الإمارات إحصائيات عن التدفقات الوافدة حسب الجنسية. ومع ذلك، وفقا لتصنيفات مشتري العقارات، تراجع حاملو جوازات السفر الروسية الآن إلى المركز الثالث في العام الماضي، متخلفين عن المواطنين الهنود والبريطانيين، بعد أن احتلوا المركز الأول في عام 2022، وفقًا لشركة بيترهومز للوساطة في دبي. وفي مقابلة مع شبكة CNBC في شهر يناير، قال رئيس مجلس إدارة شركة داماك العقارية دبي للتطوير العقاري إن الطلب الروسي يتباطأ على الرغم من أن المشترين الآخرين يعرقلون السوق.
وقال ستيفن هيرتوغ، الأستاذ المشارك في كلية لندن للاقتصاد، إن التأثير على اقتصاد الإمارات سيكون هامشياً نسبياً نظراً للاهتمام من الأثرياء في أجزاء أخرى من العالم. "ومع ذلك، فإن التأثير على دبي سيكون أكبر قليلاً من ذلك على أبوظبي نظراً لاعتمادها الأكبر على الاستثمار الأجنبي والعقارات".
هل يتخلى الروس كليا عن دبي؟
والروس ليسوا مستعدين للتخلي عن الإمارات العربية المتحدة بشكل كامل. قامت الشركة المتحدة لإنتاج الألمنيوم، روسال إنترناشيونال، بنقل عمليات التجارة العالمية إلى دبي في نهاية العام الماضي.
ولا يزال تجار النفط، الذين انتقل الكثير منهم من جنيف ولندن في بداية الحرب، يفضلون الإمارات العربية المتحدة، ويستخدمون الدرهم كبديل مناسب للدولار، وفقًا لبعض الأشخاص المطلعين على الأمر. لكن حتى هذه المجموعة واجهت تدقيقًا أكثر صرامة منذ أكتوبر/تشرين الأول، عندما عززت الولايات المتحدة تطبيق عقوباتها المتعلقة بسقف الأسعار على النفط الخام، حسبما قال الأشخاص.