من ديفيد لولر
قوانغتشو (الصين) (رويترز) - قالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين يوم السبت إنها اتفقت مع نائب رئيس الوزراء الصيني خه لي فنغ على تدشين محادثات بين البلدين بشأن النمو الاقتصادي "المتوازن" في خطوة تهدف إلى معالجة المخاوف الأمريكية بشأن طاقة التصنيع الفائضة للصين.
وبعد محادثات على مدى يومين في مدينة قوانغتشو، مركز التصدير بجنوب الصين، قالت يلين إنها اتفقت أيضا مع خه على تدشين منتدى للتعاون في جهود مكافحة غسل الأموال في الأنظمة المالية بالبلدين.
وذكرت يلين في بيان صدر في ختام المحادثات أن التواصل المزمع "سيسهل مناقشة اختلالات الاقتصاد الكلي... وأعتزم استغلال الفرصة للدعوة إلى توفير فرص متكافئة للعمال والشركات الأمريكية".
ووصفت مباحثاتها مع خه التي دامت أربع ساعات ونصف الساعة يوم السبت بأنها كانت مثمرة وصريحة.
وتولي يلين خلال زيارتها للصين التي تستغرق أربعة أيام أولوية قصوى لمحاولة إقناع المسؤولين هناك بكبح الطاقة الإنتاجية الزائدة للسيارات الكهربائية والألواح الشمسية وغيرها من تكنولوجيا الطاقة النظيفة باعتبار أنها تهدد الشركات المنافسة في الولايات المتحدة ودول أخرى.
وتواجه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن دعوات متزايدة من المشرعين الأمريكيين لزيادة الرسوم الجمركية على المركبات الكهربائية الصينية لحماية المنتجين الأمريكيين.
لكن وسائل إعلام رسمية صينية رفضت حججها حول طاقة الإنتاج الفائضة، واصفة إياها بأنها "ذريعة" للسياسات الأمريكية الحمائية.
* عدم التهديد بزيادة التعريفات الجمركية
قال مسؤول كبير بوزارة الخزانة الأمريكية إن يلين لم تهدد بزيادة الرسوم الجمركية أو وضع عوائق تجارية أخرى إذا أخفقت الصين في كبح الدعم الحكومي الذي أدى إلى التوسع في إنتاج السيارات الكهربائية والألواح الشمسية ومنتجات الطاقة النظيفة الأخرى بما يتجاوز الطلب المحلي بكثير.
وقالت يلين "أعتقد أن الصينيين يدركون مدى قلقنا من تبعات استراتيجيتهم الصناعية على الولايات المتحدة، لاحتمال إغراق أسواقنا بالصادرات التي تجعل من الصعب على الشركات الأمريكية المنافسة... ومن ثم فإن الدول الأخرى تشعر بالحالة نفسها من القلق".
وأضافت أن المنتدى سيوفر طريقة "منظمة" لمناقشة قضية معقدة لكن حلها سيستغرق بعض الوقت.
وذكرت "سيكون (المنتدى) حاسما للمضي قدما في علاقتنا الثنائية ولعلاقة الصين مع الدول الأخرى المهمة".
وقالت إن المسؤولين الصينيين أصبحوا "أكثر ثقة" بشأن ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد أن وضعت الصين سياسات لمعالجة المشكلات المتعلقة بقطاع العقارات والديون الحكومية المحلية.
وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) في بيان إن المباحثات بين خه ويلين كانت "صريحة وبراجماتية وبناءة" مؤكدة أن الطرفين اتفقا على مواصلة مناقشة النمو المتوازن والاستقرار المالي.
وجاء في البيان أن بكين عبرت أيضا عن مخاوف جدية حيال القيود الاقتصادية والتجارية التي تفرضها الولايات المتحدة على الصين.
وقال مسؤول وزارة الخزانة الأمريكية، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن التقدم بمقترح منتدى النمو كان لأول مرة في فبراير شباط خلال اجتماع مجموعة العمل الاقتصادية.
وقالت يلين أيضا إنها حذرت الشركات الصينية من أنها ستواجه "تبعات وخيمة" إذا قدمت دعما ماديا للغزو الروسي لأوكرانيا. وشدد الجانب الصيني على أن سياسته لا تهدف إلى تقديم مثل هذا الدعم ولا يريد أن يكون ذلك ضمن القضايا الثنائية.
وانتقدت شينخوا موقف يلين في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة قائلة إن الحديث عن "القدرات الصينية الفائضة" في قطاع الطاقة النظيفة خلق ذريعة لسياسات حمائية للشركات الأمريكية.
(إعداد دعاء محمد ومحمد عطية للنشرة العربية - تحرير مروة سلام ومحمد علي فرج)