Investing.com - يبدو أن الاقتصاديين والمتداولين والسياسيين والصحفيين الماليين انتظروا وقتًا طويلاً حتى يبدأ الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، وها قد حان موعد الخفض هذا الأسبوع.
مضى 14 شهرًا منذ أن رفع الاحتياطي الفيدرالي آخر مرة سعر الفائدة الرئيسي في يوليو 2023 ليصل إلى نطاق 5.25% إلى 5.5%. والأهم من ذلك، أنه مضى 54 شهرًا منذ مارس 2020 على آخر خفض للفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وهو الوقت الذي تفشت فيه جائحة كوفيد-19 وتوقفت الأنشطة الاقتصادية بشكل كبير، حيث كان الاحتياطي يسعى لضمان عدم تعطل الاقتصاد الأمريكي بالكامل.
من المتوقع أن يكون هناك خفض في سعر الفائدة يوم الأربعاء في نهاية اجتماع لجنة السوق المفتوحة للاحتياطي الفيدرالي الذي يستمر يومين. وهناك أحداث أخرى مهمة هذا الأسبوع تشمل بعض التقارير الاقتصادية وتقارير الأرباح.
خلاف في وول ستريت حول حجم الخفض في سعر الفائدة
تشير تداولات العقود الآجلة إلى أن نصف المتداولين يتوقعون خفضًا بمقدار ربع نقطة مئوية لتصل إلى نطاق 5% إلى 5.25%. في حين أن النصف الآخر يأمل في خفض بنصف نقطة مئوية لتصل إلى نطاق 4.75% إلى 5%.
ومع ذلك، فإن قرار الفائدة الذي سيتم الإعلان عنه في الساعة 21:00 بتوقيت الرياض يوم الأربعاء قد يؤدي إلى تحرك كبير في الأسواق. وإذا لم يكن القرار كافيًا لتحريك الأسهم، فإن حدثين آخرين قد يكون لهما تأثير:
1. مؤتمر صحفي لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي سيبدأ في حوالي الساعة 21:30 بتوقيت الرياض يوم الأربعاء. وغالبًا ما يفاجئ باول المتداولين بمعلومات غير مذكورة في الإعلان الرسمي. حيث إن هناك أمرًا هامًا يجب متابعته، ألا وهو الحديث بشأن عدد التخفيضات المتوقعة لأسعار الفائدة.
2. إصدار المخطط النقطي (dot-plot)، الذي يعرض توقعات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بشأن الاقتصاد، التضخم وأسعار الفائدة لبقية العام وللسنوات القليلة المقبلة. وما سيبحث عنه المتداولون هو عدد المسؤولين الذين يتوقعون انخفاض الفائدة وبكم سيحدث ذلك.
على الرغم من أن الرسم البياني للنقاط يعتمد على تخمينات مدروسة، إلا أن المستثمرين يولونه اهتمامًا كبيرًا كخريطة للطريق نحو المستقبل.
ومع ذلك، قد يشهد الاقتصاد بعض الانتعاش بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي لثلاثة أسباب:
1. انخفاض أسعار النفط.
2. انخفاض أسعار البنزين في الولايات المتحدة إلى أقل من 3 دولارات للجالون على الأرجح بحلول منتصف أكتوبر. حتى يوم السبت، كان المتوسط الوطني لأسعار البنزين وفقًا لجمعية السيارات الأمريكية (AAA) عند 3.217 دولار للجالون، بزيادة 3.2% على أساس سنوي وانخفاض 16.7% مقارنة بالعام السابق.
3. عودة معدلات الرهن العقاري إلى ما فوق 6%، مما قد يجعل شراء المنازل أكثر تكلفة إذا لم ترتفع الأسعار بشكل كبير. عند 7.5% (معدل أبريل الماضي)، كانت دفعة قرض بقيمة 250 ألف دولار تبلغ 1,748 دولارًا، ولكن عند 6.1%، تنخفض الدفعة إلى 1,521 دولارًا، بانخفاض 13%.
انتعاش أسهم التكنولوجيا بعد موجة بيع
الكثير من المكاسب في سوق الأسهم هذا العام تعكس توقعات المستثمرين بانخفاض أسعار الفائدة. حيث ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 18% حتى يوم الجمعة. لذا، قد لا يكون التأثير الفوري هائلاً.
وفي الأسبوع الماضي، ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 4% خلال الأسبوع الماضي، وهو أفضل أسبوع للمؤشر منذ الأسبوع الأول من نوفمبر. كما قفز مؤشر ناسداك بنسبة 5.8%، في أفضل أسبوع له منذ نوفمبر.
قبل أسبوع، كانت أسهم التكنولوجيا تتأخر عن السوق بشكل عام. لكن هذا الأسبوع تغير الوضع.
من أبرز الفائزين الأسبوع الماضي:
1. شركة آرم هولدينجز (NASDAQ:ARM) التي ارتفعت أسهمها بنسبة 25.7%.
2. شركة مجموعة إنفيديا (NASDAQ:NVDA) التي ارتفعت أسهمها بنسبة 15.8%.
3. شركة بالانتير (NYSE:PLTR) التي ارتفعت أسهمها بنسبة 17.3%.
4. شركة مجموعة أوراكل (NYSE:ORCL) التي ارتفعت أسهمها بنسبة 14.3%.
ثلاثة تقارير اقتصادية ستجذب الانتباه
1. تقرير مبيعات التجزئة لشهر أغسطس الذي سيصدر يوم الثلاثاء.حيث يتوقع العديد من المحللين انخفاضًا مقارنة بأرقام يوليو.
2. تقرير الثقة في قطاع بناء المنازل من الرابطة الوطنية لبناة المنازل. حيث كانت الثقة ضعيفة في أغسطس بسبب انخفاض الطلب واضطرار العديد من البناة إلى خفض الأسعار. القضية الرئيسية كانت معدلات الرهن العقاري وكيف يجب أن تنخفض حتى يعود المشترون.
تقارير الأرباح التي يجب مراقبتها
ستصدر هذا الأسبوع بعض تقارير الأرباح المهمة من الربع الثاني، منها:
1. شركةشركة فيديكس كورب (NYSE:FDX)، المتوقع أن تحقق أرباحًا بقيمة 4.87 دولار للسهم، بزيادة عن 4.55 دولار في العام السابق. ومن المتوقع أن تصل الإيرادات إلى 22 مليار دولار، بزيادة 1.4% عن العام السابق. حيث تعتبر FedEx مؤشرًا معقولًا على حالة الاقتصاد.
2. شركة بناء المنازل لينار كورب (NYSE:LEN)، المتوقع أن تحقق أرباحًا بقيمة 3.63 دولار للسهم، بانخفاض طفيف عن 3.87 دولار العام الماضي، مع إيرادات تبلغ 9.2 مليار دولار، بزيادة 8.4%.
3. شركة مطاعم باردن إنك (NYSE:DRI) التي تمتلك سلاسل مطاعم مثل Olive Garden وLongHorn Steakhouse، والتي يتوقع أن تحقق أرباحًا بقيمة 1.84 دولار للسهم، بزيادة عن 1.78 دولار في العام السابق.