Arabictrader.com - تترقب الأسواق المالية عن كثب صدور بيانات سوق العمل الأمريكية غداً الجمعة، حيث من المتوقع أن يكون لها تأثيرات كبيرة على حركة الدولار الأمريكي، كما قد تؤثر بشكل مباشر على أسواق السلع والأسهم. هذه البيانات قد تكون بمثابة إشارة جديدة للاحتياطي الفيدرالي حول اتجاه أسعار الفائدة المستقبلية.
وفيما يلي نظرة على البيانات المرتقبة غدا وكيفية تأثيرها على الأسواق:
نظرة على بيانات سوق العمل الأمريكي السابقة:
أوضحت البيانات الصادرة، عن تباين بيانات سوق العمل الأمريكي خلال أغسطس الماضي، حيث أضاف الاقتصاد الأمريكي حوالي 142 ألف وظيفة، وهو ما جاء أقل بكثير من توقعات الأسواق التي أشارت لإضافة الاقتصاد الأمريكي نحو 164 ألف وظيفة. بينما على الجانب الاَخر، استقر معدل البطالة الأمريكية عند مستوى 4.1% خلال نفس الفترة، بما توافق مع توقعات الأسواق. وفي الوقت ذاته، ارتفع متوسط الأجور بالساعة بنسبة 0.4% على أساس شهري خلال أغسطس الماضي، وهو ما جاء أفضل من توقعات الأسواق والتي أشارت إلى نمو المؤشر بنسبة 0.3% فقط.
وهذه البيانات كان لها تأثير واضح على تحركات الدولار أمام العملات الأخرى، وخاصة وأن هذه البيانات عززت توقعات الأسواق بأن الفيدرالي سيخفض الفائدة قريبا، وهو ما حدث خلال اجتماع سبتمبر الماضي، وقرر البنك خفض الفائدة بنسبة 0.5% خلال اجتماعه السابق.
أبرز الدلائل على بيانات سوق العمل الأمريكي:
خلال الفترة الماضية، صدرت عدة تقارير اقتصادية قد تعطي إشارات إيجابية حول الأداء المتوقع لسوق العمل الأمريكي. إليك أهم هذه المؤشرات:
بيانات التوظيف في القطاع الخاص الأمريكي: أظهرت البيانات الصادرة عن مؤسسة ADP في الولايات المتحدة، أن بيانات التوظيف بالقطاع الخاص الأمريكي غير الزراعي قد جاءت إيجابية خلال شهر سبتمبر الماضي، فوفقا للبيانات الصادرة فقد ارتفع حجم التوظيف بالقطاع الخاص بواقع 143 ألف وظيفة، وهو ما جاء أعلى من توقعات الأسواق التي رجحت إضافة القطاع الخاص غير الزراعي لحوالي 124 ألف وظيفة.
مؤشر إعانات البطالة الأمريكية: أظهر المؤشر بعض الإيجابية خلال الأسابيع الماضية، حيث كشفت البيانات الصادرة عن مكتب إحصاء العمالة الأمريكية على مدار الأربع أسابيع الماضية، عن استقرار معظم طلبات الإعانة الأمريكية قرب مستوى 225 ألف طلب، وهذا يعني تباطؤ طلبات الإعانة الأمريكية.
بيانات الوظائف الشاغرة: أصدر مكتب العمل الأمريكي، بيانات الوظائف الشاغرة ومعدل دوران العمل لشهر يونيو الماضي، والتي جاءت أفضل بكثير من توقعات الأسواق، فوفقا للبيانات، ارتفعت الوظائف الشاغرة ومعدل دوران العمل بنحو 8.04 مليون وظيفة بنهاية شهر يونيو الماضي، وهو ما جاء أعلى من التوقعات التي رجحت تسجيها نحو 7.64 مليون وظيفة.
وهذه البيانات تظهر تحسن أداء سوق العمل الأمريكي خلال الفترة الماضية، حيث تباطأت وتيرة طلبات إعانات البطالة. كذلك، أضاف القطاع الخاص الأمريكي وظائف قوية وبأعلى من المتوقع خلال الشهر الماضي، وهو ما قد يكون مؤشرا على أداء إيجابي لبيانات التوظيف الأمريكية المرتقبة.
ما هي توقعات الأسواق لبيانات سوق العمل الأمريكي؟
تشير التوقعات إلى أن الفائدة المرتفعة قد يكون لها بعض التأثير على أداء سوق العمل الأمريكي بالفترة الماضية، حيث من المتوقع أن يضيف الاقتصاد الأمريكي حوالي 140 ألف وظيفة. كما تشير التوقعات إلى نمو الأجور بنسبة 0.3% على أساس شهري خلال نفس الفترة. وكذلك، قد تستقر البطالة الأمريكية عند مستوى 4.2% بنهاية سبتمبر الماضي.
السيناريوهات التوقعة وتأثيرها على الأسواق المالية
السيناريو الإيجابي: إذا جاءت البيانات أفضل من المتوقع (إضافة أكثر من 140 ألف وظيفة، وانخفاض معدل البطالة دون 4.2%)، قد يؤدي ذلك إلى تعزيز مؤشر الدولار الأمريكي ليصل إلى 103 نقطة أو أكثر. هذا السيناريو قد يؤخر تخفيض أسعار الفائدة من قِبل الفيدرالي، مما قد يؤثر سلباً على أسعار الذهب، الأسهم الأمريكية، والعملات الرقمية.
السيناريو السلبي: في حال كانت البيانات أسوأ من التوقعات (إضافة أقل من 140 ألف وظيفة، وارتفاع معدل البطالة فوق 4.2%)، فقد ينخفض مؤشر الدولار إلى 101 نقطة. هذا السيناريو سيعزز التوقعات بخفض الفائدة بقوة في اجتماع نوفمبر المقبل، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الذهب، الأسهم الأمريكية، والعملات الرقمية مثل البيتكوين.
تأثير بيانات سوق العمل على قرارات الفيدرالي
تعد بيانات سوق العمل الأمريكية أحد العوامل الرئيسية التي يعتمد عليها الاحتياطي الفيدرالي في تحديد سياساته النقدية، خاصة فيما يتعلق بالفائدة. إذا أظهرت البيانات المرتقبة علامات على التحسن، فقد يؤجل الفيدرالي أي تخفيض إضافي للفائدة. بينما إذا كانت البيانات سلبية ودون التوقعات، سيزداد الضغط لتخفيض الفائدة أكثر لدعم الاقتصاد.