في محاولة لتجنب حرب إقليمية واسعة النطاق، تعمل دول الخليج بنشاط لمنع المزيد من التصعيد في أعقاب الضربات الانتقامية غير المسبوقة التي وجهتها إيران إلى إسرائيل. وتعرب مصادر من المنطقة عن قلقها من أن أي تصعيد جديد قد يضع دول الخليج في خط الصراع المباشر، مما قد يعرقل خططها لإعادة تشكيل المنطقة.
تستفيد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وكلاهما حليفتان للولايات المتحدة، من تقدمهما الدبلوماسي مع إيران وإسرائيل والولايات المتحدة للتوسط في التوترات. وتعمل هاتان المملكتان الخليجيتان على تحقيق الاستقرار في علاقاتهما مع كل من إيران وإسرائيل لمعالجة القضايا الأمنية والتركيز على مشاريع التنمية الوطنية.
قامت الإمارات والبحرين بتطبيع العلاقات مع إسرائيل في عام 2020 من خلال اتفاقات أبراهام، وكانت السعودية تفكر في إبرام اتفاق مماثل يشمل اتفاقية دفاعية مع الولايات المتحدة إلى أن أعاقت حرب غزة الجهود الدبلوماسية. وبعد سنوات من العداء، توصلت الرياض أيضاً إلى انفراج في العلاقات مع إيران العام الماضي.
ومع ذلك، فإن سياسة الانفراج في المنطقة تتعرض الآن لتهديد كبير بسبب الصراع بين إسرائيل وحماس المدعومة من إيران في غزة الذي بدأ في 7 أكتوبر/تشرين الأول. ويمكن لحرب مباشرة بين إسرائيل وإيران أن تشمل بسرعة دول الخليج التي يقع مجالها الجوي بين البلدين والتي تستضيف قواعد عسكرية أمريكية. وقد التزمت الولايات المتحدة بالدفاع عن حليفتها إسرائيل.
وتشير مصادر مقربة من الدوائر الحكومية في الخليج إلى أن هناك على الأرجح دبلوماسية هاتفية واسعة النطاق تجري لاحتواء الموقف. ويجري الضغط على كل من إيران وإسرائيل لعدم الرد بالمزيد من الانتقام، مع إدراك أن أي هجوم إسرائيلي على المواقع الإيرانية الرئيسية قد تكون له تداعيات على المنطقة بأسرها.
ويقال إن الولايات المتحدة تستعين بدول الخليج لنقل رسائل إلى إيران لحثها على عدم تصعيد الموقف. ويقال إن المملكة العربية السعودية على اتصال مع إيران، وهناك تفاهم بينهما لإدارة الأزمة.
وعلى الرغم من التوتر، يعتقد المحللون في الخليج أن اللحظة الأخطر ربما تكون قد مرت. ويشير عبد العزيز الصقر، رئيس مركز الخليج للأبحاث، إلى أن طهران أنهت أعمالها التصعيدية وأن واشنطن تثنيها عن أي تصعيد آخر من إسرائيل.
وقد تم تسليط الضوء على نقاط ضعف دول الخليج من خلال الأحداث الأخيرة، بما في ذلك استيلاء إيران على سفينة شحن في مضيق هرمز ذي الأهمية الاستراتيجية والتهديدات بإغلاق ممرات الشحن. كما شكّلت جماعة الحوثي اليمنية، المدعومة من إيران، تهديدات للأمن الإقليمي من خلال مهاجمة الشحن البحري وتوجيه طائرات بدون طيار نحو إسرائيل، متجاوزة المجال الجوي السعودي.
وقد استهدف الحوثيون في السابق منشآت الطاقة الرئيسية في المملكة العربية السعودية، بما في ذلك هجمات كبيرة في عام 2019 على منشآت تعالج معظم إنتاج البلاد من النفط الخام، وهجمات على شاحنات ناقلات النفط في الإمارات العربية المتحدة في عام 2022. وقد تؤثر الحرب الإقليمية الأوسع نطاقاً بشكل كبير على أسعار النفط وتعطيل حركة النفط.
يركز ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على تطوير مشاريع ضخمة داخل المملكة، بهدف الابتعاد عن الصراعات الجيوسياسية. وقد كان الدافع وراء انفراج العلاقات السعودية مع إيران هو الطموحات الاقتصادية بالإضافة إلى المخاوف الأمنية.
وقد أدت الحرب الدائرة في غزة إلى توتر سياسات الوفاق. وبينما عقدت الإمارات والبحرين سلامًا مع إسرائيل، وكانت السعودية تدرس خطوة مماثلة، إلا أن الدمار في غزة أوقف المزيد من مبادرات السلام. كما أثار دعم إيران لحلفائها من المسلمين الشيعة في المنطقة الذين يستهدفون القواعد الأمريكية مخاوف في الخليج.
ويعتبر التطبيع بين المملكة العربية السعودية وإيران في العام الماضي عاملاً قلل من القلق في الرياض في ظل التوترات الحالية. ويشير المحلل السعودي عزيز الغشيان إلى أنه لولا التقارب السعودي الإيراني لكانت المملكة أكثر قلقًا من احتمال نشوب صراع.
ساهمت وكالة رويترز في هذا المقال.هذا المقال تمت كتابته وترجمته بمساعدة الذكاء الاصطناعي وتم مراجعتها بواسطة محرر. للمزيد من المعلومات انظر إلى الشروط والأحكام.