بقلم بيتر نيرس
Investing.com – تراجع الدولار خلال جلسة التداول الأوروبية لليوم الخميس، مع ابتعاد المستثمرين عن عملات الملاذ الآمن، وتوجههم نحو العملات الأكثر مخاطرة، في ظل وضوح المشهد السياسي في واشنطن، وبدء العد التنازلي للبدء باستخدام اللقاحات.
فعند الساعة 2:55 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (7:55 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تراجع {{8827|مؤشر الدولار}}، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، بنسبة 0.2٪ ليشير إلى 92.052.
وأرتفع الزوج الأكثر تداولاً في سوق العملات، {{1|اليورو/دولار}} بنسبة 0.2٪ ليتداول عند 1.1908، ويبقى على مقربة من أعلى أسعاره في شهرين. ورافقه {{2|الباوند/دولار}} بارتفاع بنسبة 0.2٪، ليتداول عند 1.3376، أما {{3|الدولار/ين}} فلقد تداول بدون تغيير يُذكر عند 104.44.
كما أقترب الدولار من أدنى مستوى له في شهرين أمام نظيره {{5|الأسترالي}}، وأدنى مستوى له في عامين أمام الدولار {{8|النيوزيلندي}}، وكلاهما يعتبر مقياساً للميول تجاه المخاطرة بسبب علاقاتهما الوثيقة بتجارة السلع العالمية.
واستمر الدولار في الانخفاض مع انتعاش الأسهم، ووصولها إلى المستويات القياسية، حيث لامس مؤشر داو جونز مستوى الـ 30,000 نقطة للمرة الأولى في التاريخ، في دليل أخر على ابتعاد المستثمرين عن الأصول التي تتجنب المخاطرة حيث أعطى تطوير اللقاحات الثقة للتوقعات الاقتصادية في جميع أنحاء العالم.
ويدفع ذلك عملات الملاذ الآمن، ومن ضمنها الدولار، إلى الانخفاض.
وتحسنت معنويات الأسواق منذ افتتاح تداولات الأسبوع في ظل الأخبار التي تفيد بأنه سيتم طرح لقاح واحد على الأقل، وربما ثلاثة، قبل عيد الميلاد المجيد. كما أعلنت الولايات المتحدة إنها ستبدأ على الأرجح في التطعيم باستخدام لقاح فايزر (NYSE:PFE) بتاريخ 11 ديسمبر، أما لقاحات موديرنا (NASDAQ:MRNA) وأسترازينيكا (LON:AZN)، فلقد أصبحت قريبة من الحصول على الموافقات المطلوبة من قبل مختلف الحكومات في المستقبل القريب.
وحصلت الموجة الحالية من التفاؤل على دفعة، بعدما أعطى الرئيس دونالد ترامب أمراً لأفراد إدارته الرئاسية بالسماح للفريق الانتقالي للرئيس المنتخب جو بايدن بالوصول إلى الموارد التي يحتاجها. وبالفعل، قامت رئيسة إدارة الخدمات العامة إميلي مورفي بإعلام الرئيس المنتخب بذلك.
وعلى الرغم من أن الرئيس ترامب لم يذهب إلى حد الاعتراف بخسارة الانتخابات، واستمر في التغريد بأنه لا يقبل النتيجة، إلا أن هذه الخطوة أزالت الكثير من الغموض حول ما إذا كان سيكون هناك انتقال منظم للسلطة في أكبر اقتصاد في العالم.
وفي حديثه مع بلومبرج، قال ستيورات غليكمان محلل أسهم الطاقة في شركة (سيفرا ريسيرش): "حقيقة أن لدينا قدراً أكبر من اليقين بشأن ما نأمل أن يكون انتقالاً منظماً للسلطة، أرسل بعض الرياح إلى أشرعة النفط الخام. أكبر مشكلة تنتظرهم الآن هي مدى استعدادهم لعبور الممر، وإقرار حزمة التحفيز. سيكون هذا هو المحرك الأساسي".
ويقوم الرئيس المنتخب بايدن حالياً باختيار أفراد طاقمه المستقبلي. وقد قام بالفعل بتعيين رئيسة الاحتياطي الفيدرالي السابقة جانيت يالين وزيرة للخزينة. وإذا تم تأكيد ذلك، ستكون أول امرأة في هذا المنصب. ويُنظر إلى يالين على أنها ستساهم في دعم المزيد تدابير التحفيز، التي ستؤدي إلى فقدان الدولار لقيمته.
أما المحلل قال كريس تيرنر من بنك (آي إن جي)، فيقول: "سيكون عام 2021 هو العام الذي تتحول فيه أسواق العملات الأجنبية بعد عامين من سياسة الرئيس ترامب الحمائية، ثم بعد عام واحد من أزمة فايروس كورونا، لتعود إلى المسار الصحيح مع تلاشي جاذبية الدولار. نتوقع انخفاض الدولار على نطاق واسع في عام 2021، بنسبة 5 - 10٪ مقابل معظم العملات".
وبسبب عطلة عيد الشكر المقررة يوم غد الخميس، تحفل أجندة البيانات اليوم بالكثير من التقارير الاقتصادية، البعض منها كان مقرراً صدوره يوم غد. وعلى رأس القائمة الطويلة، هنالك {{ecl-108||محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، وتقرير {{ecl-294||مطالبات البطالة الأسبوعي وكذلك الناتج الإجمالي المحلي.
ويبقى الجنيه الإسترليني تحت الأضواء اليوم الأربعاء، مع استمرار توقعات الأسواق بالإعلان عن اتفاقية تجارية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي في أي وقت الآن، بالنظر إلى اقتراب الموعد النهائي المحدد في نهاية العام، والضجة المتفائلة الأخيرة الناشئة عن التطور الإيجابي في المحادثات.
وعلى هذا الصعيد، رفع بنك جاي بي مورغان الاستثماري الأمريكي (NYSE:JPM) توقعاته لاحتمال التوصل إلى اتفاقية تجارية بين الطرفين إلى 80٪، من توقعاته السابقة التي كانت تبلغ 23. ففي تقرير للعملاء، كتب محللو البنك: "خلال فصل الصيف، كنا قد حددنا احتمالات التوصل إلى اتفاق عند نسبة الثلثين، مع الاحتفاظ باحتمال الثلث بأن لا يتم ذلك. ونظراً لتدفق الأخبار الإيجابية مؤخراً، فإن احتمالية إبرام اتفاقية تجارية تتزايد بشكل واضح، وبالتالي قمنا يتغير توقعاتنا لتصبح 80 : 20 لصالح التوصل إلى اتفاقية".
في ارتفع الذهب بعض الشيء بعد الخسائر العنيفة التي استمرت ليومين. وينتظر المتداولون محضر اجتماع الفيدرالي باعتباره الحدث الأهم لليوم. ويمثل المحضر هذه المرة نظرة على وضع الاقتصاد، وما قد يفعله البنك المركزي الأمريكي في ظل التوصل للقاحات مختلفة.
وارتفعت الليرة التركية بعض الشيء اليوم، في ظل تراجع الدولار، بعد ملامستها يوم أمس لارتفاع 8.1 ليرة تركية لكل دولار.
بينما ضعف الدولار الأمريكي يفيد نفط برنت، الواقف عند أعلى مستوياته منذ الشهور الأوّل من العام الجاري.