Investing.com - بعد نجاح الليرة التركية في تجاوز اختبار المركزي التركي الذي أبقى بقرار التثبيت على آمال الليرة في الصمود والعودة من جديد.
نجحت الليرة التركية في تجاوز اختبار جديد وإن كان أقوى على الصعيد العالمي حيث قنبلة الفيدرالي الأمريكي بشأن نهاية سياسة التشديد وبدأ تحريك أسعار الفائدة.
بيد أن الليرة التركية يبدو أنها على وشك الخضوع لاختبار جديد قد يكون أكثر ضراوة من الاختبارين السابقين..
التضخم
وتترقب أوساط المتداولين في سوق عملات الأسواق الناشئة بيانات التضخم التركي يوم الخميس المقبل الموافق 3 فبراير 2022.
وقبل تلك البيانات المصيرية التي يترقبها المتداولين هناك بعضا من البيانات وإن جاءت أقل أهمية، فلا شك أنها تحمل مزيدا من الإشارات الهامة بشأن اتجاه الاقتصاد التركي.
حيث تصدر بيانات عائدات السياحة عن الربع الرابع، وبيانات الميزان التجاري خلال شهر ديسمبر إضافة إلى بيانات السياحة الأجنبية شهريا وسنويا غدًا الإثنين..
بينما تصدر بيانات مؤشر مديري المشتريات بالقطاع الصناعي خلال يناير الجاري بعد غدٍ الثلاثاء، وجنبًا إلى جنب مع بيانات التضخم الشهرية والسنوية يوم الخميس المقبل، تصدر بيانات مؤشر أسعار المنتجين الخميس أيضا.
التضخم الآن
سجلت تركيا أعلى معدل للتضخم خلال ديسمبر الماضي حينما تجاوزت معدلات التضخم في البلاد مستويات الـ 36% خلال ديسمبر الماضي، لتسجل أعلى مستوياتها خلال 20 عام أي منذ تولي أردوغان.
تزامن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد مع انهيار القوة الشرائية الحقيقية للعملة المحلية تزامنا مع اتجاه البنك المركزي لخفض أسعار الفائدة بواقع 500 نقطة أساس منذ سبتمبر حتى ديسمبر 2021.
وخلال الفترة من سبتمبر وحتى ديسمبر سقطت الليرة التركية من مستويات 8.3 ليرة / دولار إلى مستويات 18.36 ليرة دولار لتصل إلى أدنى مستوياتها مقابل الدولار الذي ارتفع بأكثر من 121%.
تدخلات
بيد أن الحكومة التركية عمدت إلى خطة انقاذ عاجلة لوقف تدهور الليرة التركية التي بات أسوء عملات الأسواق الناشئة مقابل الدولار خلال عام 2021.
وقرر المركزي التركي التدخل في سوق الصرف بشكل مباشر لوقف تشوهات الأسعار ودعم الليرة وهو ما حدث نحو 5 مرات من خلال ضخ نحو 11 مليار دولار لدعم الليرة.
بينما قررت الحكومة التركية تنفيذ خطة لدعم الليرة عبر دعم وضمان الودائع بالعملة المحلية مقابل أي تدهور أو انخفاض في الأسعار.
جنبًا إلى جنب قرر الرئيس رجب طيب أردوغان زيادة الحد الأدنى للرواتب والأجور إضافة إلى زيادة المعاشات لرفع وطأة حدة التضخم عن المواطنين.
أردوغان مصمم
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجددا على سياسته الاقتصادية غير التقليدية قائلا إنه سيتم خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر وإن التضخم سينخفض نتيجة لذلك.
وقال أردوغان أمس السبت وقبل أيام قليلة من إعلان بيانات التضخم لشهر يناير أن المشاكل الاقتصادية لتركيا ستنتهي.
وقال أردوغان: "أنتم تعرفون معركتي مع أسعار الفائدة، نحن نخفض أسعار الفائدة وسنخفضها، أعرف أن التضخم سينخفض أيضا حينها وسوف ينخفض أكثر".
وأضاف الرئيس التركي: "سيستقر سعر الصرف وسينخفض التضخم وستنخفض الأسعار أيضا، كل هذه الأمور مؤقتة".
توقعات التضخم
أظهر استطلاع لوكالة رويرت أنه من المتوقع أن يصل التضخم إلى أعلى مستوى له منذ 20 عاما عند 47% في يناير الجاري.
وقال محافظ "المركزي التركي": رفعنا توقعات التضخم لنهاية العام الجاري من 11.8% إلى 23.2%.
قال وزير المالية التركي نور الدين النبطي إنه يتوقع أن يصل معدل التضخم فى تركيا لمستوى الذروة عند نسبة 40 % تقريبا خلال الشهور القادمة وأنه لن يتخطى نسبة الـ 50% خلال 2022.
جاءت تصريحات وزير المالية التركي، التي كانت الأكثر تفصيلا له إلى حد الآن حول أسعار المستهلك خلال سنة 2022، في لقاء مع مجموعة من خبراء اقتصاديين ضمت أكثر 60 خبيرا اقتصاديا
ونقلت وكالة بلومبرج وفقا لمصادر بالاجتماع عن وزير المالية التركي أن معدل التضخم ربما لا يتراجع عن نسبة 30 % حتى نهاية السنة الجارية.
تناقض
وفي المقابل أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن إيداعات الليرة وفق الآلية المالية الجديدة، وصندوق الاستثمار، تجاوزت 203 مليارات ليرة.
وقال الرئيس أردوغان في مقابلة على التلفزيون التركي: أن تركيا حققت بسياستها العقلانية مكاسب كبيرة في قطاعي المصارف والمالية العامة".
وأضاف الرئيس التركي: "أن بلاده نجحت حتى الآن في تسجيل مستويات تاريخية منخفضة في أسعار الفائدة".
وقال النبطي: "يعمل البنك المركزي التركي على تمويل طويل الأجل لمساعدة البنوك على التحوط من مخاطر قروض المشاريع طويلة الأجل"
وأضاف وزير المالية حينها: "لا ينبغي للمرء أن يتوقع أسعار فائدة أعلى، تركيا لن ترفع المعدلات وهذه مسؤولية الحكومة، لن يؤثر رفع سعر الفائدة الفيدرالية على تركيا.
وتتناقض تصريحات الوزير نور الدين النبطي الأخيرة مع تصريحات قالها النبطي منذ أيام قليلة بشأن انخفاض معدلات التضخم في القريب العاجل، جنبًا إلى جنب مع تنافها الصريح وتصريحات الرئيس أردوغان.
وقال وزير المالية التركي نور الدين نباتي إن التضخم في تركيا سينخفض إلى معدلات أقل من 10% بحلول موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها في منتصف عام 2023.
الليرة الآن
سجلت الليرة التركية أول ارتفاع يومي بنهاية تعاملات 28 يناير، بعد 5 تراجعات متتالية، وأنهت الليرة التركية تعاملات الأسبوع عند مستويات 13.5507 ليرة/ دولار.
وخلال شهر يناير الجاري نزلت الليرة التركية من مستويات 13.3161 ليرة / دولار إلى المستويات الحالية، حيث دخلت في قناة عرضية تميل إلى الهبوط.