Investing.com - استمرت الليرة التركية في تعميق جراح الأتراك عقب السقوط إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، يأتي ذلك في الوقت الذي يؤكد فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن حكومته ستواصل حماية المواطنين.
وألقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، كلمة أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية. وقال أردوغان منذ قليل إنه بإمكان الدول الأوروبية الحصول على الغاز من المحطة التي ستقام في تركيا، مشيراً إلى أن بلاده ستكون محطة انتقالية للغاز الطبيعي.
وجاءت تصريحات أردوغان كما يلي:
اتخذنا تدابير مهمة لمساعدة الأتراك في مواجهة التضخم
نسعى لإبقاء العجز في الميزانية تحت 3.3%
نعمل على حماية مواطنينا من ارتفاع أسعار الطاقة
نهدف إلى رفع حجم الصادرات التركية في الميزانية الجديدة
الاقتصاد التركي نما بنسبة 11.5% في النصف الأول من العام الجاري
تركيا ستكون محطة انتقالية للغاز الطبيعي
تركيا لا تواجه مشكلات في الطاقة وستلعب دوراً مهماً في نقل الغاز
الميزانية الجديدة تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي لتركيا
نواصل جهودنا لتأمين الظروف المناسبة لعمل المناجم
نعمل على تقديم الدعم لذوي ضحايا منجم بارطن
الليرة الآن
وتتداول الليرة التركية خلال تعاملات، اليوم الأربعاء، قرب أدنى مستوياتها على الإطلاق رغم محاولات المركزي التركي في كبح جماح التراجعات عبر اتخاذ مزيدًا من التدابير والإجراءات الوقائية.
ونزلت الليرة التركي اليوم إلى مستويات 18.5954 ليرة دولار بتراجع في حدود 0.2%، حيث تتجه إلى تسجيل التراجع الرابع على التوالي بعد النزول إلى أدنى سعر جديد على الإطلاق عند مستويات 18.7 ليرة دولار.
قرارات عاجلة
اتخذ البنك المركزي خطوات جديدة لدعم الودائع بالليرة عن طريق رفع نسبة السندات التي يتعين على البنك حيازتها لودائع النقد الأجنبي، ومطالبة من تقل ودائعهم بالليرة عن 50% بحيازة المزيد من السندات بدءا من 2023.
ورفع البنك المركزي المعدل المطلوب للاحتفاظ بالأوراق المالية للودائع بالعملات الأجنبية إلى خمسة% من ثلاثة% من الودائع هذا الشهر وقال إنه سيتم اتخاذ المزيد من الخطوات هذا العام والعام المقبل كجزء من "استراتيجية دعم الليرة".
وفي عام 2023، ستحتاج البنوك التي لديها أقل من نصف الودائع بالليرة إلى حيازة سندات إضافية بمقدار سبع نقاط مئوية، مما يمثل أحدث تغيير تنظيمي يهدف إلى دعم سياسة غير تقليدية لخفض أسعار الفائدة وسط ارتفاع التضخم.
بيانات سلبية
وتراجع العائد على سندات الخزانة لأجل عشرة أعوام إلى 11.32% بعد إعلان هذا القرار من 13.12% أمس الاثنين. ولم يطرأ تغير يذكر على الليرة وسجلت 18.5890 مقابل الدولار.
وأظهرت بيانات وزارة الخزانة والمالية في تركيا عجزا في ميزانية الحكومة المركزية قدره 78.63 مليار ليرة (4.23 مليار دولار) في سبتمبر الماضي، بينما بلغ العجز الأساسي 45.51 مليار ليرة.
وبلغت مدفوعات الميزانية لخطة تعويض خسائر المودعين بالليرة مقابل العملات الصعبة، والتي طُرحت في ديسمبر من العام الماضي لوقف تراجع الليرة، 9.3 مليار ليرة في سبتمبر الماضي.
وشهدت الميزانية في الأشهر التسعة الأولى من العام عجزا قدره 45.5 مليار ليرة وفائضًا أوليًا حجمه 161.6 مليار ليرة. وبلغت مدفوعات تعويض خسائر المودعين 84.9 مليار ليرة في تلك الفترة.
توقعات الفائدة
وكشف استطلاع أجرته رويترز أن البنك المركزي من المتوقع أن يخفض سعر الفائدة مجددا هذا الأسبوع 100 نقطة أساس إلى 11%. ودعا أردوغان إلى المزيد من التيسير في السياسة النقدية كل شهر، وقال إنه يتعين أن تكون أسعار الفائدة في خانة الآحاد بحلول نهاية العام.
ومن المتوقع أن تسجل الليرة التركية المزيد من التراجع بينما تئن تركيا تحت وطأة معدل تضخم قياسي تجاوز عتبة الـ 80% بحسب بيانات رسمية و175% بحسب تقديرات مجموعة من الخبراء المستقلين.
ويراهن الرئيس التركي على نموذج اقتصادي غير تقليدي لرفع النمو، بينما تشير كل التحليلات إلى أن تدخلاته في السياسة النقدية ساهمت إلى حدّ كبير في حالة الاضطراب المالي الذي تعيشه تركيا وعمقت الأزمة الاقتصادية.