Arabictrader.com - بعدما تكبد الدولار الأمريكي خسائر سنوية حادة قدرت بنحو 2%؛ افتتحت العملة الخضراء تداولات العام الجديد على ارتفاعات قوية مقابل جميع العملات الرئيسية السبع الأخرى ليسجل أعلى مستوياته منذ أسبوعين تقريبا؛ بدعم من الصعود القوي لعوائد سندات الخزانة الأمريكية علاوة على تزايد التوترات الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط والتي عززت الإقبال عليه كأحد الملاذات الآمنة.
وعلى صعيد تداولات اليوم الثلاثاء، يتضح بأن مؤشر الدولار الأمريكي (الذي يقيس أداء العملة الخضراء أمام سلة مكونة من ست عملات رئيسية) قفز الآن بنسبة 0.83% ليصل إلى 101.86 نقطة.
وجاء هذا الافتتاح القوي للعام الجديد على خلفية عدة عوامل، نتناول أبرزها على النحو التالي:
1. صعود عوائد سندات الخزانة الأمريكية
ساهم الارتفاع القوي لعوائد سندات الخزانة الأمريكية بمختلف آجالها في تعزيز الزخم الصعودي لتحركات الدولار الأمريكي خلال أولى تداولات العام؛ فبالنظر للتعاملات؛ نجد بأن عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات صعد بنسبة 2.54% إلى 3.954%، كما قفز عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 20 سنة بما يقرب 2.11% ليسجل 4.269%، وأيضا، ارتفع عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 30 سنة بنحو 2.03% ليستقر قرب 4.100%، بما يعكس ازدياد الإقبال على اقتناء الدولار الأمريكي بالتداولات.
2. تصاعد حدة التوترات بمنطقة الشرق الأوسط
استفاد الدولار الأمريكي من دوره كملاذ آمن بأوقات الأزمات والاضطرابات السياسية والجيوسياسية؛ وذلك على خلفية إبحار سفينة إيرانية بالبحر الأحمر، أمس الاثنين، في علامة على دعم إيران لعمليات الحوثيين في جنوب البحر الأحمر؛ حيث استهدفت هجمات الحوثيين بالآونة الأخيرة ناقلات النفط الخام إلى كيان الاحتلال، بما دفع الولايات المتحدة لإطلاق عملية "حارس الازدهار" لحماية الملاحة في البحر الأحمر بمشاركة عدد من الدول، كما صدت الطائرات الأمريكية هجوما للحوثيين استهدف سفينة تابعة لشركة ميرسك الدنماركية؛ وهذا بدوره، غذى مخاوف الأسواق حيال اندلاع حرب إقليمية؛ بما أدى لازدياد الطلب على أوجه الملاذ الآمن ومن بينها الدولار الأمريكي.
الدولار يترقب صدور بيانات اقتصادية هامة
خلال هذا الأسبوع؛ يترقب الدولار الأمريكي صدور محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي بشهر ديسمبر الماضي، وأيضا، ينتظر الدولار صدور بيانات سوق العمل لشهر ديسمبر، وما قد ينطويا على مؤشرات هامة قد تؤثر على توقعات الأسواق حيال قرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن السياسة النقدية خلال العام الجديد.