Investing.com – قفز اليورو بقوة مقابل الدولار وبقية العملات الرئيسية الأخرى اليوم الخميس بعد أن أعلن البنك المركزي الأوروبي عن إجرائات تحفيز جديدة في نهاية إجتماعه الهام الذي كانت تترقبه الأسواق بشغف، وجاء تأثير القرارات المتخذه خلاله مثيراً جداً على أزواج اليورو المختلفة.
فخلال جلسة التداول الأمريكية ، سجل اليورو/دولار 1.0824 بعد أن كان قد سجل أدنى سعر له في ثمانية أشهر عند 1.0506 في وقت سابق من الجلسة ليرتفع بنسبة كبيرة بلغت 1.98٪.
وفي وقت سابق اليوم، قرر مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي تخفيض معدل الفائدة على ودائع البنوك التجارية من سالب 0.2٪ إلى سالب 0.3٪، مما خيب آمال الأسواق التي كانت تتوقع خفضاً أكثر عدوانية إلى مستوى سالب 0.40٪.
ولكن البنك تركمعدل الفائدة الرئيسي دون تغيير عند مستوى 0.5٪، وذلك كما كان متوقعاً على نطاق واسع، كما ترك معدل الإقتراض على الهامش، ومعدل إقتراض البنوك التجارية من المركزي الأوروبي دون تغيير كذلك عند مستوى 0.30٪.
كما أعلن رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي كذلك عن تمديد البنك لبرنامج شراء السندات الذي كان من المقرر أن ينتهي في أيلول/سبتمبر 2016 إلى آذار/مارس 2017، كما قال أنه من الممكن تمديد البرنامج لأبعد من ذلك إذا لزم الأمر.
كما وسع البنك المركزي الأوروبي نطاق الأصول التي يستكيع شرائها عبر برنامج التسهيل الكمي لتشمل الديون الحكومية الإقليمية والمحلية، وقال دراجي أن البنك سيقوم بإعادة استثمار العائدات التي تتحقق من االتسهيل الكمي بعد إستحقاق السندات.
كذلك أقر البنك الإبقاء على حجم برنامج التسهيل الكمي دون تغيير عند 60 بليون يورو، وهو ما خيب آمال الأسواق التي كانت تمنى النفس بأن يرفع البنك من حجم البرنامج لتسريع تأثيره على الإنتعاش الإقتصادي في منطقة اليورو.
وبعد إنتهاء إجتماع البنك المركزي ا لأوروبي سجل مؤشر الدولار الأمريكي والذي يقيس قوة الدولار أمام سلة من ست عملات رئيسية أخرى، تراجعاً قوياً بنسبة 1.16٪ ليسجل قراءة قدرها 98.88، بعد أن كان قد سجل أعلى مستوياته في ثمانية أشهر يوم أمس الأربعاء عند مستوى 100.54.
كما ظهرت القوة الفائقة للعملة الأوروبية أمام بقية العملات الرئيسية، فإرتفعت أمام نظيرتها البيريطانية، بعد ان قفز اليورو/باوند بنسبة 1.16٪ ليتداول عند 0.7181، واليورو/ين بنسبة 1.85٪ ليتداول عند 133.01. كما إرتفع اليورو/فرنك من 1.0797 قبل إعلان نتائج الإجتماع إلى 1.0899 بعد ذلك.
وفي الولايات المتحدة، أظهرت البيانات أن عدد الأشخاص الذين تقدموا بطلبات للحصول على معونات البطالة قد إرتفع أكثر مما كان متوقعاً ألأسبوع الماضي، لكنه بقي ضمن النطاق الذي يتماشى مع نمو مستمر في سوق العمل الأمريكي.
ففي وقت سابق اليوم قالت وزارة العمل الأمريكية أن مطالبات البطالة الأولية الأسبوعية قد إرتفعت بمقدار 9 الاف طلب إلى ما مجموعه 269 ألف طلب، بينما كانت الأسواق تترقب إرتفاعاً قدره 8 الاف طلب.
تترقب الأسواق العالمية على إختلافها التقرير الشهري لوزارة العمل الأمريكية، والذي سيصدر يوم غد الجمعة، ويتضمن عدداً من الأرقام التي تساعد على تحليل سوق العمل في أكبر إقتصاد في العالم. ومن بين أهم هذه الأرقام التغيير في عدد الوظائف في القطاعات غير الزراعية، ونسبة البطالة، ومعدل الأجر في الساعة. وسيتابع المستثمرون الأرقام التي يتضمنها هذا التقرير لتقييم مدى صحة الإقتصاد الأمريكي من جهة وفي محاولة لتوقع ردة فعل بنك الإحتياطي الفيدرالي على هذه الأرقام من جهة اخرى، حيث سيكون تضمن التقرير لأرقام قوية سبباً في توقع إتخاذ بنك الإحتياطي الفيدرالي قراراً برفع الفائدة في إجتماعه الأخير لهذا العام، والمقرر أواسط الشهر الحالي، بينما ستكون الأرقام الضعيفة بمثابة ضربة لتوقعات رفع الفائدة هذا العام.
وكان بنك الاحتياطي الفيدرالي قد ترك أسعار الفائدة دون تغيير في ختام أعمال إجتماعه الذي إستمر يومين أواخر تشرين الأول/أكتوبر، كما كان متوقعا على نطاق واسع، ولكنه فاجأ الأسواق ببيان يحمل لهجة تدعم توقعات رفع أسعار الفائدة خلال الإجتماع الأخير لهذا العام، والمقرر خلال الشهر الحالي. ومنذ ذلك الحين، عززت التصريحات التي أدلى بها مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي، بما في ذلك رئيسة البنك السيدة (جانيت يلين)، من التوقعات بأن يقوم البنك المركزي الأمريكي برفع أسعار الفائدة للمرة الأولى في عشر سنوات تقريبا عندما يجتمع أواسط الشهر الحالي.
وكانت رئيسة بنك الإحتياطي الفيدرالي السيدة (جانيت يلين) قد صرحت يوم أمس الأربعاء أنها "تتطلع" إلى رفع الفائدة، وهو ما أظهر التباين في السياسة النقدية المتوقعة في المستقبل القريب بين بنك الإحتياطي الفيدرالي وبقية البنوك المركزية الرئيسية في العالم.