موسكو، 10 مايو/آيار (إفي): يصل الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف اليوم إلى دمشق في زيارة يجتمع خلالها مع نظيره السوري بشار الأسد لبحث مستجدات الأوضاع فى المنطقة والعالم، إضافة إلى تطوير العلاقات الثنائية.
وتعتبر زيارة ميدفيديف أول زيارة لرئيس روسي إلى سوريا، حتى أثناء الحقبة السوفيتية، منذ قيام العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1944 ، كما انها تأتي بعد أيام على تجديد واشنطن عقوباتها على سوريا لمدة عام بعد اتهامها، مع إيران، بدعم الجماعات "الإرهابية".
يشار إلى أن الأسد قام بزيارة روسيا في أغسطس/آب 2008 أجرى خلالها مع ميدفيديف مباحثات حول تعزيز علاقات البلدين في مختلف المجالات.
وكشفت مصادر إسرائيلية إن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز قد بعث برسالة إلى بشار الأسد عبر الرئيس الروسي الذي سيصل دمشق في وقت لاحق اليوم.
وذكرت صحيفة (هآرتس) العبرية اليوم أن بيريز أكد في رسالته أن "إسرائيل غير راغبة في المواجهة مع سوريا، كما أنها لا تسعى إلى تصعيد التوتر على طول حدودهما المشتركة".
وقالت إن الرئيس الإسرائيلي وجه الرسالة خلال لقائه مع ميدفيديف الأحد بموسكو أثناء مشاركته في مراسم إحياء الذكرى 65 لهزيمة النازية.
وأضافت أن بيريز أبلغ نظيره الروسي أن "إسرائيل متجهة للسلام مع سوريا في حال قيام الأخيرة بالتخلي عن دعم الإرهاب وتهريب الأسلحة"، على حد قوله.
وقال إن تل أبيب "تراقب بأعين مفتوحة نقل الأسلحة من سوريا إلى حزب الله"، معتبرا أن المعنى الوحيد لنقل الأسلحة هو أن "دمشق تحاول تصعيد التوتر على طول الحدود".
وكان بيريز قد اتهم مؤخرا سوريا بنقل صواريخ سكود إلى حزب الله اللبناني، غير أن دمشق نفت هذه الاتهامات.
ويقول محللون إن العقوبات على إيران والضغوط الأمريكية على سوريا ستأخذ حيزا كبيرا من محادثات ميدفيديف والأسد، مشيرين إلى أن نفوذ موسكو في الشرق الاوسط سيكون رهنا بعلاقاتها مع دمشق التي تضطلع بدور متزايد في هذه المنطقة وتقيم علاقات وثيقة مع طهران وحزب الله وحركة حماس.
وكان ميدفيديف، قد أكد الأحد، عشية زيارته إلى دمشق، أن سوريا وروسيا "تتخذان مواقف متشابهة في العلاقات الدولية وتريدان السلام العادل"، مشيرا الى أن هذه الزيارة تأتي "لتجديد التعاون وتنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين".
ومن المتوقع أن يولي الرئيسان الأسد وميدفيديف خلال محادثاتهما بدمشق اهتماما بالتعاون في المجال العسكري، حيث تعتبر روسيا مصدرا تقليديا للأسلحة والتقنيات العسكرية لسوريا.
كما سيتم بحث علاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين وافاق تطويرها خاصة في مجال الطاقة، حيث تم تنفيذ العديد من المشاريع الروسية في سوريا كمعمل تحويل الغاز في مدينة حمص وتمديد أنابيب خط الغاز العربي، وتشير التوقعات إلى أن حجم التبادل التجاري بين موسكو ودمشق قد يصل إلى ملياري دولار بنهاية هذا العام.
وتأتي زيارة ميدفيديف بعد يوم واحد من قمة اسطنبول الثلاثية التى جمعت الرئيس السوري مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
واتفق الزعماء الثلاثة، في بيان مشترك الليلة الماضية، على "تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة عبر اتباع سياسات الوفاق"، مؤكدين أن "السياسات الاستيطانية في فلسطين غير شرعية ولا يمكن قبولها وتشكل تهديدا للجهود المبذولة من أجل السلام".
وسوف يغادر ميدفيديف دمشق غدا الثلاثاء متوجها إلى تركيا، لعقد قمة روسية تركية تعتبر "أول لقاء لمجلس جديد لتعاون أكبر يتولى رئاسته ميدفيديف وأردوغان"، بحسب الكرملين.
وتعد روسيا من أبرز شركاء تركيا التجاريين والمزود الأول لها بالغاز (حوالى 60% من وارداتها). (إفي)