Investing.com – تداول الدولار الأمريكي على ثبات نسبي أمام العملات الرئيسية الأخرى في التداولات الأوروبية لليوم الخميس، وبقي على مقربة من أدنى مستوياته في ستة أشهر، وذلك بعد ان أشار بنك الإحتياطي الفيدرالي، إلى نهج حذر، في قرارات رفع الفائدة المستقبلية وتطبيع الميزانية العمومية للبنك والتي تضخمت إلى 4.5 تريليون دولار. وتسببت هذه الكلمات في وضع الدولار تحت الضغط وعودة اليورو للإقتراب من أعلى مستوياته في 6 أشهر ونصف الشهر.
وكان محضر الإجتماع الأخير لبنك الإحتياطي الفيدرالي، والذي صدر مساء أمس، قد أظهر أن أصحاب القرار في البنك قد إتفقوا على ضرورة وقف رفع أسعار الفائدة حتى يتضح أن التباطؤ الاقتصادي الذي لوحظ مؤخراً في إقتصاد الولايات المتحدة كان مجرد تباطؤ مؤقت، على الرغم من أن معظمهم قالوا إن هنالك قرار برفع الفائدة سيتخذ قريباً.
وأظهر المحضر كذلك أن أصحاب القرار يفضلون التخفيض التدريجي في الميزانية العمومية المتضخمة. فلقد إقترح أعضاء مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي أن يضع البنك المركزي حداً أقصى لحجم السندات التي سيتخلى عنها كل شهر، مع وضع ذلك عند مستوى منخفض في البداية، ثم رفعه كل ثلاثة أشهر.
وتسبب هذا المحضر الذي أعتبرته الأسواق "حمائمية" إلى حد ما، في دفع المتداولين إلى مراجعة توقعاتهم برفع أسعار الفائدة على إجتماعين مقبلين خلال العام الحالي. فبحسب أداة متابعة الفائدة الفيدرالية الخاصة بموقع Investing.com فإن هنالك فرصة قدرها 77٪ لرفع سعر الفائدة خلال اجتماع شهر حزيران/يونيو، وفرصة قدرها 40٪ فقط لرفع سعر الفائدة خلال اجتماع شهر كانون الأول/ديسمبر.
وتراجعت العملة الأمريكية أمام نظيرتها الأوروبية، مع إرتفاع اليورو/دولار بواقع 0.12٪ ليتداول عند 1.1230، ليعاود الإقتراب من أعلى مستوياته في ستة أشهر ونصف، والذي كان قد سجله يوم الثلاثاء عند 1.1268.
من جهة أخرى، تداول الباوند/دولار بدون تغيير يذكر عند 1.2985، بعد صدور البيانات المنقحة للنمو الاقتصادي في المملكة المتحدة.
وكانت البيانات الرسمية المنقحة والتي صدرت في وقت سابق اليوم الخميس، قد أظهرت أن إقتصاد المملكة المتحدة قد نما بأقل من المتوقع خلال الربع الأول من العام. ففي التقرير الرسمي الذي صدر قبل قليل، قال مكتب الإحصاء البريطاني الوطني أن الناتج المحلي الإجمالي قد نما بنسبة معدلة موسمياً تبلغ 0.2٪ خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في 31 آذار/مارس، وهو ما جاء دون مستوى التوقعات التي كانت تترقب نمواً بنسبة 0.3٪. وتشكل هذه النسبة، أضعف أرقام النمو الاقتصادي في البلاد منذ الربع الأول من عام 2016.
وأظهرت البيانات أيضاً أن قطاع الخدمات، وهو القطاع المهيمن على الإقتصاد في المملكة المتحدة، قد نما بنسبة 0.2٪ فقط، بانخفاض عن التقدير الأولي البالغ 0.3٪، وذلك بسبب التراجع في الإنفاق الاستهلاكي بسبب إرتفاع التضخم، الذي يعود أساساً إلى تراجع سعر صرف الجنيه الإسترليني.
هذا وإرتفعت العملة الامريكية أمام نظيرتها اليابانية مع تقدم الدولار/ين بنسبة 0.25٪ ليسجل 111.78، ليعاد الإقتراب من أعلى مستوياته في أسبوع، والذي سجله يوم أمس عند 112.13، لكنها تراجعت أمام نظيرتها السويسرية، وذلك مع إنخفاض الدولار/فرنك بنسبة 0.11٪ ليتداول عند 0.9717 وليعاود الإقتراب من قاع يوم الإثنين والبالغ 0.9691.
هذا وإرتفع الدولار الأمريكي أمام عملات القارة الأوقيانوسية التي تحمل ذات إسمه، مع إنخفاض كل من الأسترالي/دولار بنسبة 0.52٪ ليسجل 0.7466، والنيوزيلندي/دولار بنسبة 0.35٪ ليتداول عند 0.7024.
وفي الوقت نفسه، إرتفع الدولار/كندي بنسبة 0.19٪ ليتداول عند 1.3431، وليبقى على مقربة من أدنى مستوياته في 5 أسابيع، والذي كان قد سجله خلال الليلة الفائتة عند 1.3388.
وفي ظل هذه الحركات، لم يطرأ تغيير يذكر على مؤشر الدولار والذي يقيس قوة العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية أخرى، ليسجل 96.96 وليبقى على مقربة من أدنى مستوياته في ستة أشهر والذي كان قد سجله يوم الثلاثاء عند 96.70.