واشنطن، 5 ديسمبر/كانون أول (إفي): دافع الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن الاتفاق الجديد الذي تم التوصل إليه مع كوريا الجنوبية بشأن اتفاقية تجارة حرة بين البلدين، حيث اعتبر أن تأثيرها سيكون كبيرا على العمالة والنمو الاقتصادي.
وعقد الرئيس الأمريكي السبت مؤتمرا صحفيا، حيث أشار إلى أن الاتفاقية سيكون لها تأثير إيجابي على المواطنين "بخلق فرص عمل وتنمية اقتصادية، الأمر الذي يعتمد عليه رخاء بلادنا".
وأشار إلى أن الاتفاقية تعتبر نصرا للعمال والمزارعين وسوف تزيد من صادرات المنتجات الأمريكية الزراعية.
وأفاد: "صادراتنا ستزيد، من صناعة الفضاء حتى الإلكترونيات، إلى كوريا الجنوبية مما يدعم استمرار 200 ألف فرصة عمل في العديد من الشركات الصغيرة".
وأوضح: "تحديدا مصنعي السيارات الأمريكيين سوف يتمتعون بمساحة أكبر في السوق الكوري الجنوبي وسوف نزيد من إنتاج السيارات الكهربائية وتطوير طاقات نظيفة في الولايات المتحدة ونتأكد من أنها لن تضر بمصنعي السيارات هنا".
وأعلن أوباما أن خفض الرسوم الجمركية الذي تنص عليه الاتفاقية سوف يسمح بزيادة الصادرات الأمريكية بقيمة 11 مليار دولار، مما سيعني دفع تحقيق هدفه المتمثل في مضاعفة المبيعات الخارجية الأمريكية خلال السنوات الخمس المقبلة.
وأشار إلى أن هذه الاتفاقية وحدها سوف تعود بفائدة أكبر على الاقتصاد من الاتفاقيات التجارية التسعة الأخيرة التي وقعتها البلاد مجتمعة.
وتعتبر الاتفاقية المبرمة مع سيول الأهم من نوعها للولايات المتحدة، منذ توقعيها على اتفاقية التجارة الحرة مع المكسيك وكندا عام 1994 نظرا لكبر حجم السوق الكوري الجنوبي وأنشطته في آسيا.
وتعد كوريا الجنوبية الشريك التجاري الثامن للولايات المتحدة. وسوف تقضى اتفاقية التجارة الحرة بإلغاء الرسوم الجمركية على نسبة 95% من البضائع الصناعية والاستهلاكية على مدى خمسة أعوام.
وتمكن مفاوضو الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من تجاوز العراقيل التي كانت تحول دون توقيع الاتفاقية الثنائية منذ حوالي ثلاث سنوات والتي تمثلت في القيود الكورية الجنوبية على واردات لحوم الماشية والسيارات الأمريكية.
وتمكن الطرفان خلال جولة مفاوضات جديدة بشأن الاتفاقية من التوصل إلى اتفاق حول الخفض التدريجي للرسوم الجمركية الأمريكية على السيارات الكورية الجنوبية المستوردة.
وتحديدا، اتفق الطرفان على أن الولايات المتحدة سوف تلتزم برسوم جمركية بنسبة 2.5% لمدة خمسة أعوام على السيارات الكورية الجنوبية، في حين ستخفض كوريا الجنوبية من رسومها الجمركية المفروضة على واردات السيارات الأمريكية إلى النصف، من 8 إلى 4%، لتلغيها نهائيا في العام الخامس.
كان البلدان قد توصلا إلى اتفاق عام 2007 يقضى بالإلغاء الفوري للرسوم الجمركية الأمريكية على نسبة 90% من صادرات السيارات الكورية الجنوبية.
كما ستعفي كوريا الجنوبية 25 ألف سيارة أمريكية لكل مصنع من الالتزام بمعايير الجودة والأمن الكورية الجنوبية، وهو ما يعادل تقريبا أربع أمثال اتفاق عام 2007 ، طالما تفي بالمعايير الأمريكية التي تعتبر أيضا معايير صارمة، وفقا لما أفاد به البيت الأبيض.
وفيما يتعلق بلحوم الماشية، تم الإبقاء على الحظر الكوري الجنوبي على استيراد لحوم الماشية الأمريكية التي تتجاوز أعمارها 30 شهرا علما بأن غالبية الصادرات الأمريكية من لحوم الماشية إلى كوريا الجنوبية تقل أعمارها عن 30 شهرا ليكون بذلك لهذا البند تأثيرا ضئيلا على الاقتصاد الأمريكي. (إفي)