سيول، 13 ديسمبر/كانون أول (إفي): أكد رئيس كوريا الجنوبية لي ميونج باك اليوم أن اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة التي تم التوصل إلى اتفاق بشأنها، بعد مفاوضات استمرت لنحو ثلاث سنوات، لن توسع النطاق الاقتصادي لبلاده فحسب بل من شأنها "تعزيز التحالف العسكري" بين سيول وواشنطن.
ونقلت وكالة (يونهاب) الرسمية اليوم عن الرئيس الكوري، قوله إن "الاتفاق، الذي تم التوقيع عليه مطلع هذا الشهر، مهم لأنه يعكس مصالح البلدين ويدشن وضعا مفيدا للجانبين على حد سواء".
وأضاف ميونج باك أن حكومته "ليس لديها أي خيار سوى دفع بعض الثمن من أجل الحصول على مزيد من المكاسب"، مشير إلى أن الاتفاقية "ستعزز القوة التنافسية لكوريا وستقوم بتوفير مزيد من فرص العمل".
ودحض الانتقادات التي تتهم سيول بتقديم مزيد من التنازلات حول تجارة السيارات بقبول مطالبة واشنطن بأن التعريفة الجمركية على السيارات الكورية سيتم الحفاظ عليها لبعض الوقت، لافتا إلى فجوة التجارة بين الجانبين.
وتصدر كوريا الجنوبية أكثر من 950 ألف سيارة سنويا إلى الولايات المتحدة، فيما تستورد حوالي 10 آلاف سيارة.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما دافع، في الخامس الجاري، عن اتفاقية التجارة حرة مع سيول، حيث اعتبر أن تأثيرها سيكون كبيرا على العمالة والنمو الاقتصادي.
وأشار، في مؤتمر صحفي، إلى أن الاتفاقية سيكون لها تأثير إيجابي على المواطنين "بخلق فرص عمل وتنمية اقتصادية، الأمر الذي يعتمد عليه رخاء بلادنا"، مؤكدا أنها "تعتبر نصرا للعمال والمزارعين وسوف تزيد من صادرات المنتجات الأمريكية الزراعية".
وأعلن أوباما أن خفض الرسوم الجمركية الذي تنص عليه الاتفاقية سوف يسمح بزيادة الصادرات الأمريكية بقيمة 11 مليار دولار، مما سيعني دفع تحقيق هدفه المتمثل في مضاعفة المبيعات الخارجية الأمريكية خلال السنوات الخمس القادمة.
وتعتبر الاتفاقية المبرمة مع سيول الأهم من نوعها للولايات المتحدة، منذ توقعيها على اتفاقية التجارة الحرة مع المكسيك وكندا عام 1994 نظرا لكبر حجم السوق الكوري الجنوبي وأنشطته في آسيا.
وتعد كوريا الجنوبية الشريك التجاري الثامن للولايات المتحدة. وسوف تقضى اتفاقية التجارة الحرة بإلغاء الرسوم الجمركية على نسبة 95% من البضائع الصناعية والاستهلاكية على مدى خمسة أعوام.
وتمكن مفاوضو البلدين من تجاوز العراقيل التي كانت تحول دون توقيع الاتفاقية منذ حوالي ثلاث سنوات، والتي تمثلت في القيود الكورية الجنوبية على واردات لحوم الماشية والسيارات الأمريكية.
وتستعد حكومتي واشنطن وسيول للمصادقة على الاتفاقية من الأجهزة التشريعية لهما.(إفي)