كثير من السعوديين يبتعدون عن التداول فى سوق الأسهم فى رمضان، وذلك بالرغم من ان الرئيس الأمريكى قد انهى حالة الترقب التي كانت تسود الأسواق العالمية والعربية. وعاد سعر صرف الدولار وسعر النفط للارتفاع، وهما مصدر القلق للأسواق السعودية والخليجية التي تعتمد في معظم دخلها على مبيعات النفط كما أن عملتها مرتبطة بالدولار، وكان ذلك الابتعاد أيضا من أجل التفرغ للعبادة. لكن الشهر الفضيل يحل هذا العام ويتزامن مع موسم إجازات الصيف وحرارة قائظة تصل إلى 50 درجة مئوية، مما يمنح المتعاملين أسبابا إضافية لاعتزال قاعات التداول خلال الشهر.
وقال راشد السبيعي، وهو متعامل سعودي في العقد الخامس من العمر :في العادة تنقص عمليات التداول في السوق أكثر من 50 بالمائة في شهر رمضان، وقال منذ بداية الصيف وعدد الأشخاص في صالة التداول يتناقص ،وأعتقد أنه في رمضان لن تجد أكثر من10 بالمائة من المتداولين ، وأضاف: أعتقد أن السوق في رمضان هذا العام ستكون ضعيفة جدا بسبب الأوضاع التي تمر بها المنطقة وتزامن رمضان مع موسم الإجازات الى جانب مشكلة الديون الامريكية التي لم تتضح إلى الآن. وبدت علامات القلق والتوتر على معظم المتعاملين في قاعة التداول عند الحديث عن أزمة الديون في الولايات المتحدة ،حيث ينبغي أن يرفع الكونجرس سقف الدين العام قبل الثاني من أغسطس آب وذلك قبل أن تنفد الأموال المتاحة للحكومة لسداد التزاماتها.
وبدت علامات القلق والتوتر على معظم المتعاملين في قاعة التداول عند الحديث عن أزمة الديون في الولايات المتحدة، حيث ينبغي أن يرفع الكونجرس سقف الدين العام قبل الثاني من أغسطس، وذلك قبل أن تنفد الأموال المتاحة للحكومة لسداد التزاماتها.
ومن نفس الجهة قال هشام تفاحة رئيس إدارة الأصول لدى مجموعة بخيت الاستثمارية: "(رمضان) هذا العام حالة استثنائية. كل الناس أجلوا قراراتهم لحين اتضاح الرؤية بخصوص الديون الأمريكية... هذا حدث لم يكن موجوداً العام الماضي والجميع ينتهج سياسة الانتظار والترقب سواء الأفراد والمحافظ الكبرى أو المؤسسات".
ويرى تفاحة أنه في حال رفع سقف الدين الأميركي قد ينعكس الأمر إيجابيا على السوق السعودية في أوائل رمضان، وعزا ذلك إلى العوامل الأساسية القوية للسوق السعودية وتحقيق الشركات نتائج قوية لم ينعكس صداها بعدُ على المؤشر. وقال: "نمت أرباح السوق السعودية في الربع الثاني 28% تقريبا عن الربع الثاني من 2010 وبنسبة 15% عن الربع الأول من 2011.. هناك نمو في خانة العشرات وصورة الاقتصاد العام قوية".
ويناصر عبد الحميد العمري، الكاتب الاقتصادي البارز وعضو جمعية الاقتصاد السعودي، هذا الرأي قائلا: إن النتائج لم تنعكس بصورة قوية على السوق، لكنه يرى أن التوصل لقرار بشأن رفع سقف الدين الأميركي سيكون خبرا جيدا على مستوى الأفراد، لكن أثره على السوق محدود. وقال العمري: "لو ظهر هذا القرار في وقت آخر غير رمضان وفترة الصيف وضعف السيولة وعدم الرغبة في الشراء لكان أحدث تأثيرا كبيرا، لكن الفائدة في ظل هذه العوامل ستكون محدودة".
وكان تقرير حديث لمجموعة جدوى للاستثمار أشار إلى أن السوق السعودية تسلك نمطا معينا للتداول في شهر رمضان يتسم بتراجع المؤشر في الأسابيع الثلاثة الأولى من الشهر قبل أن ينتعش في الأسبوع الأخير والأسابيع التي تلي عيد الفطر وأشار إلى أن تزامن العطلة الصيفية مع رمضان سيضعف التداول بالبورصة.
ومع صعوبة الصيام في فصل الصيف بالمملكة إذ تقارب درجات الحرارة 50 درجة مئوية لا يزال المتعاملون السعوديون يأملون في تغيير مواعيد التداول خلال شهر رمضان أو تقليص ساعات التداول. وتظل مواعيد التداول في البورصة السعودية دون تغيير خلال رمضان من الساعة 11 صباحا (الثامنة بتوقيت جرينتش) وحتى الساعة الثالثة والنصف عصرا (12:30 بتوقيت جرينتش) بينما جرى تقليص ساعات التداول في الدوائر الحكومية والقطاعين العام والخاص إلى خمس أو ست ساعات بدلا من ثماني ساعات. نقودي.كوم/www.nuqudy.com