مدريد، 11 يناير/كانون ثان (إفي): يبدأ رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس رودريجث ثاباتيرو اعتبارا من الأسبوع الجاري تطوير البرنامج السياسي الخاص برئاسة بلاده الدورية للاتحاد الأوروبي، والذي يسعى من خلاله إلى إضفاء "طابع تقدمي" عليها في ظل مناخ أوروبي تغلب عليه الحكومات المحافظة.
ويرغب ثاباتيرو في نقل بعض المبادئ الاقتصادية والاجتماعية، التي تستند إليها حكومته في إسبانيا، إلى سائر دول القارة العجوز، ومنها الرهان على اقتصاد يتميز بمزيد من الابتكار، والإبقاء على مستويات حماية العاملين في مواجهة الركود أو دفع المساواة بين الرجل والمرأة على كافة الأصعدة.
كما يواجه ثاباتيرو تحديا يتمثل في كيفية الحصول على إجماع داخل الاتحاد الأوروبي بعد أن عملت الأزمة على ترسيخ تيار محافظ بدءا بالقوى العظمى مما جعل إسبانيا مرجعية رئيسية لليسار.
وتركزت هذه الهيمنة في البرلمان الأوروبي الذي تم تجديد أعضائه في يونيو/حزيران الماضي، حيث ينتمي ثلثا أعضائه تقريبا إلى تكتلات تابعة ليمين الوسط وازداد ثقلهم بتطبيق معاهدة لشبونة.
ويعتمد اتزان القوى داخل الاتحاد الأوروبي على المناصب العليا داخل التكتل وفريق المفوضين الذي سيتولى مهامه مطلع الشهر المقبل.
ويميل ثلاثة ضمن أبرز أربع شخصيات في الاتحاد الأوروبي إلى اليمين، وهم الرئيس الدائم للمجلس الأوروبي هيرمان فان رومبي، ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل دوراو باروزو، ورئيس البرلمان الأوروبي جيرزي بوزيك، فيما تميل البريطانية التابعة لحزب العمال كاثرين آشتون التي تتولى منصب المنسق الأعلى لشئون السياسة الخارجية، إلى اليسار.
وتأتي رئاسة إسبانيا للاتحاد الأوروبي في ظل مناخ من الجمود يشهده التكتل، نظرا للدول ذات الاتجاه المحافظ التي تولت الرئاسة في الدورات الثلاثة الماضية وهي فرنسا وجمهورية التشيك والسويد، خاصة في ذروة الأزمة.
ويرى وزير الدولة الإسباني لشئون الاتحاد الأوروبي، دييجو لوبيث جاريدو، أن هذه الظروف لا ينبغي أن تمثل عقبة أمام إسبانيا لتفرض الطابع التقدمي على رئاستها الأوروبية عن طريق المزج بين تعزيز الحقوق الاجتماعية مع دفع الإجراءات الاقتصادية الفعالة لتأسيس نموذج نمو جديد.
وأوضح لوبيث جاريدو في تصريحاته لـ(إفي) أن ما يهم هو الحصول على الأغلبية في أوروبا والإجماع بين الأعضاء بعيدا عن الأيديولوجيات السياسية، مشيرا إلى أن هذا الإجماع يعتبر على الدوام خطوات تقدمية للغاية.
ويعتبر المسئول الإسباني أن التقدم في الحريات وتحقيق مزيد من الرفاهية وتوفير فرص عمل جيدة هي بعينها الأهداف التي يسعى اليسار إلى تحقيقها، ولكن "الغالبية العظمى من الأوروبيين" المسئولين داخل الاتحاد الأوروبي يتقاسمون هذه الأهداف.
وأردف "إن إسبانيا بلد يؤمن بالمشروع الأوروبي"، مشيرا إلى أن هذا هو أكبر ضمان يمكن تقديمه لباقي شركائها، مضيفا أنها ستعمل دوما لصالح أوروبا كلها.(إفي)