عمرو فهمي.
القاهرة، 4 أبريل/نيسان (إفي): في ظل انشغال الشارع المصري بالتطورات السياسية التي أعقبت ثورة 25 يناير/كانون ثان 2011 ، تبقى كرة القدم غير بعيدة عن اهتمام الجماهير خاصة بعدما دخلت اللعبة دائرة الضوء بأحداث عنف أدت إلى إلغاء مسابقة الدوري المحلي في نفس العام الذي ينتظر أن يبدأ فيه الفراعنة التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014.
وبات النشاط الكروي في مصر "على كف عفريت" كما يقول المثل الشعبي، فبالرغم من وجود عشرات وسائل الإعلام المتخصصة في الرياضة وتوقيع الأندية والاتحاد الوطني لعقود رعاية مليونية، فإن الحالة الأمنية تهدد بشلل تام يصيب المستطيلات الخضراء في مصر.
وتعرضت كرة القدم المصرية لضربة قوية مطلع فبراير/شباط الماضي إثر مقتل أكثر من 70 مشجعا من أنصار النادي الأهلي حامل لقب الدوري المحلي خلال لقاء بمضيفه المصري في ملعب بورسعيد.
وتم إلغاء الدروي على إثر هذه المباراة بعد التأكد من وجود قصور أمني يحول دون إقامة المباريات الجماهيرية، وهو الشبح الذي امتد لمنافسات الفرق المصرية في البطولات الأفريقية.
ولعب الزمالك مباراته مع أفريكا سبور من كوت ديفوار دون جمهور على ملعب الكلية الحربية في القاهرة الشهر الماضي، بينما رفضت السلطات تأمين مباراة الأهلي والبن الإثيوبي المقررة الأحد المقبل.
ويسعى مسئولو الأهلي خلال الساعات المقبلة إلى إقناع الحكومة بتأمين المباراة خوفا من استبعاد الفريق من البطولات الأفريقية لمدة ثلاث سنوات طبقا للوائح.
ولا تقف مخاوف الجماهير المصرية عند أنصار الأهلي فقط، بل تمتد إلى المنتخب أيضا والذي سيبدأ في أول يونيو/حزيران المقبل مع المدرب الأمريكي بوب برادلي رحلة التصفيات المونديالية بلقاء موزمبيق في القاهرة.
وسيتزامن لقاء موزمبيق مع مرور أسبوع على انتهاء الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة المصرية وهو ما من شأنه أن يثقل كاهل عناصر الأمن بتأمين العملية الانتخابية وحملات الدعاية وما قد ينجم عن النتائج من اشتباكات بين أنصار المرشحين، فضلا عن أي حدث طارئ.
وأمام تعقد الوضع الأمني، فمن غير المستبعد أن تقام مباريات مصر في التصفيات بدون جمهور خاصة مع استمرار ضبابية الصورة حول الأوضاع السياسية في مصر خلال فترة التصفيات بأسرها.
وفي حال إقامة اللقاء دون جمهور، فإن الفريق المصري يكون بذلك قد فقد أحد أهم عناصر قوته في المباريات الدولية، فملعب القاهرة الذي يستوعب 80 ألف متفرج جعل زواره يلقبونه بـ"ستاد الرعب" سيبدو خاويا دون مؤازرة للمنتخب الذي بدأ برادلي يغلّب على تشكيله عناصر الشباب مثل أحمد الشناوي وأحمد حجازي ومحمد صلاح ومحمد النني وغيرهم.
وفي حال استمرار العجز الأمني، فإن الاتحاد المصري لكرة القدم قد يطلب نقل مباريات الفريق إلى دولة مجاورة مثلما لعب مؤخرا مباريات ودية في كل من قطر والسودان بعيدا عن الأجواء المشحونة والمتوترة.
ورغم ذلك، فإن البعض قد يرى في إبعاد المنتخب عن ضجيج الساحة الداخلية أمرا إيجابيا كونه سيكرس تركيز اللاعبين لتحقيق الفوز على منافسيهم بعيدا عن حديث السياسة والأمن.
ويقول التاريخ إن المنتخب العراقي في جيله الذهبي خلال عقد الثمانينيات لم يتأثر بإقامة مبارياته في التصفيات الآسيوية خارج ملعبه بسبب الحرب مع إيران، فنجح في التأهل إلى مونديال المكسيك عام 1986 رغم لعبه في السعودية.
وكرر العراقيون الأمر ذاته وبلغوا منافسات كرة القدم في أوليمبياد أثينا 2004 رغم العوائق المتعددة التي قابلت الفريق خلال التصفيات.
ومن المنتظر أن تحمل الأيام المقبلة الإجابة على التساؤل حول مصير مباريات مصر في المونديال، وخاصة تلك التي ستلعبها أمام موزمبيق وزيمبابوي وغينيا في الدور الثاني مع اقتراب موعد تحديد الملاعب. (إفي)