تتشوق الأسواق الأمريكية عزيزي القارئ لمرور هذا اليوم بسرعة وسط انتظارهم إغلاق السوق مبكرا بسبب احتفالات عيد الميلاد المجيد، حيث يفضل الأمريكيين قضاء يومهم في تزيين شجرة عيد الميلاد وتنسيق الهدايا عدا عن تفحص الأسواق بالشكل المعهود، ولذلك فإن الاقتصاد الأمريكي يفتقر للبيانات الرئيسية الصادرة، لتمثل البيانات المصدرة كل من قطاع العمالة والصناعة الأميركيين.
حيث سيبدأ الاقتصاد الأمريكي بإصدار مؤشر طلبات البضائع المعمرة عن شهر تشرين الثاني والتي من التوقع أن ترتفع إلى 0.5% مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت -0.6%، أما بالنسبة لطلبات البضائع المعمرة باستثناء المواصلات فمن المتوقع أن ترتفع أيضا خلال الشهر نفسه لتصل إلى 1.1% مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت -1.3%.
مشيرين أن قطاع الصناعة الأمريكي لم ينفك عن إظهار بوادر التعافي التدريجي من أسوأ مرحلة من الركود منذ الكساد العظيم، حيث أن النشاطات في القطاع واصلت تقدمها مؤخرا وإن كانت بوتيرة بطيئة، إنما أصر القطاع على مواجهة الصعاب جراء أعقاب الأزمة.
واضعين بالاعتبار أن العقبات التي تقف أمام الاقتصاد الأمريكي لا تزال تشكل حاجزا أمام تقدم الاقتصاد بالشكل المنشود عامة، إذ أن معدلات البطالة المرتفعة والتي لا تزال تحوم حول المستويات الأعلى لها منذ العام بداية الثمانينات، إلى جانب أوضاع التشديد الائتماني فضلا عن تهديدات التضخم، والتي تحد مجتمعة من دخل المستهلك مؤثرة بالسلب على إنفاق المستهلك، لتشكل حاجزا أمام نمو الاقتصاد، مع العلم أن إنفاق المستهلك يمثل حوالي ثلثي النمو في الولايات المتحدة الأمريكية.
ومنتقلين إلى القطاع الأكثر تلقيا لأزمة الركود التي مرت بها الولايات المتحدة بشكل خاص والعالم أجمع بشكل عام، ألا وهو قطاع العمالة الأمريكي، ولكن يجب أن لا ننسى بالمقابل جهود البنك الفدرالي إلى جانب الحكومة الأمريكية في دعم القطاعات الرئيسية على حد سواء، متبنيين برامج وخطط تحفيزية لتعزيز مستويات الإنفاق والتي ستنعكس بالتالي على النشاط الكلي في الاقتصاد لتزيد فرص العمل دعما لقطاع العمالة الأمريكي.
وبالرغم من معدلات البطالة المرتفعة إلا أن حدة عمليات التسريح التي كانت الشركات تستعملها لمجاراة الضعف الإجمالي في الاقتصاد تراجعت في الأونة الأخيرة مؤدية إلى تراجع معدلات البطالة خلال تشرين الثاني لتصل إلى 10.0% مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 10.2%، إلا انها لا تزال ضمن المستويات الأعلى لها منذ 26 عام كما ذكرنا مسبقا.
ولذلك فمن المتوقع أن تتراجع طلبات الإعانة للأسبوع المنتهي في التاسع عشر من كانون الأول لتصل إلى 470 ألف طلب مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 480 ألف طلب، بينما من المتوقع أن تتراجع أيضا طلبات الإعانة المستمرة للأسبوع المنتهي في الثاني عشر من كانون الأول لتصل إلى 5170 ألف طلب مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 5186 ألف طلب.
مشيرين أخيرا عزيزي القارئ أن بالرغم من البيانات التي ستصدر اليوم عن الاقتصاد الأمريكي، إلا انه من المتوقع ان تشهد الأسواق هدوءا نسبيا وسط احتفالات عيد الميلاد المجيد.