مكسيكو سيتي، 9 يونيو/ تموز (إفي): احتضنت المكسيك وغيرها من دول أمريكا اللاتينية الكثير من المنفيين الإسبان من السياسيين والمثقفين والفنانين، عقب الحرب الأهلية (1936-1939)، وبالرغم من متاعهم القليل ومعاناتهم الكبيرة، إلا أنهم كشفوا عن وجه أكثر إنسانية وتعاطفا من وجه المستعمر القبيح الذي حل به القائد الغازي هرنان كورتيس لأراضي العالم الجديد عام 1521.
وعلى مدار أربع قرون ظلت الصورة السائدة عن الإسباني أنه مستعمر ورأسمالي مستغل، ولكن بعد عام 1939 بدأ المكسيكيون يتعرفون على وجه آخر لإسبانيا أكثر إنسانية وأكثر تحررا، وفقا لما صرح به لـ(إفي) اليوم، سيرانو ميجايون، أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون بالمكسيك، بمناسبة افتتاح فعاليات الأسبوع الثقافي "فيراكروث: بوابة الحرية".
ويناقش الحدث الإسهامات الثقافية للمنفيين الإسبان في الحياة الأدبية والفنية في المكسيك، التي تجاوز عددهم آنذاك 20 ألف شخص.
وقال ميجايون: "المكسيك فتحت ذراعيها للمنفيين الإسبان منذ انطلاق الشرارة الأولى للحرب الأهلية الإسبانية، وهو ما فتح الباب أمام الكثير من الفلاسفة والأدباء والمفكرين ليجدوا بيئة حرة وصحية لمواصلة إبداعهم".
وبالرغم من بروز أسماء كبيرة من المثقفين وعلى رأسهم الأديب والشاعر ماكس أوب ورامون خوسيه سندر، إلا أن المنفيين الإسبان كان من بينهم طوائف عملت في كافة مجالات الحياة.
وفي البداية كانوا يعتقدون أنهم سيعودون إلى بلادهم بعد برهة، إلا أن إسبانيا في نهاية الخمسينيات خلال الحقبة الفرنكوية الديكتاتورية بدأت تنفتح على الخارج، مما جعلهم يدركون أن مصيرهم محكوم بالبقاء بصورة نهائية في المنفى. وحتى بعد رحيل فرانكو، كانوا قد أمضوا سنوات طويلة من حياتهم أكثر مما عاشوا في بلادهم، وتقطعت بهم السبل، فقرروا عدم العودة إلى إسبانيا.
وأوضح المسئول الثقافي أن فعاليات أسبوع فيراكروث، التي تستمر حتى 14 من الشهر الجاري، تتضمن العديد من الأنشطة الثقافية والمعارض الفنية، كما تكرم الحكومة المكسيكية الباقين على قيد الحياة من ركاب مركب "سينايا" الذي حل عام 1939 بشاطئ فيراكروث، وعلى متنه 1.681 منفي إسباني.(إفي)