بانكوك، 5 مايو/آيار (إفي): لا زال آلاف المتظاهرين المناهضين للحكومة التايلاندية، المعروفين باسم ذوي "القمصان الحمر" معسكرين في قلب العاصمة بانكوك اليوم، في انتظار تحديد رئيس وزراء البلاد أبهيست فيجاجيفا لموعد حل البرلمان، كشرط للانسحاب.
ولم يظهر على معسكر "القمصان الحمر" أي بوادر لفك مئات الخيام التي نصبوها في قلب العاصمة التايلاندية، ويبدو انهم لم يكلوا بعد من الاحتجاجات، بعد قبول قادتهم خطة المصالحة التي اقترحها قبل يومين.
وصرح فيرا موسيكبونج، أحد زعماء (الجبهة الموحدة من أجل الديمقراطية ومناهضة الديكتاتورية) المعارضة لوسائل الإعلام "إننا في انتظار إعلان موعد حل البرلمان. لعل رئيس الوزراء سيقوم بذلك قريبا، لنبدأ جميعنا في العودة إلى منازلنا".
وبموجب الدستور التايلاندي، ينبغي على رئيس الوزراء حل البرلمان قبل 45 يوما على الاقل من إجراء الانتخابات، المقررة في 14 من نوفمبر/تشرين ثان المقبل، بموجب خطة المصالحة التي توصلت لها الاحزاب السياسية الستة بالائتلاف الحكومي.
ومن ثم فإن اللجنة الانتخابية تبرز ضرورة حل البرلمان أواخر سبتمبر/أيلول بحد أقصى، ليكون بالإمكان إجراء الانتخابات في الموعد المشار إليه.
وقد شهدت شوارع العاصمة بانكوك اليوم حالة من الهدوء، بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الـ60 لتنصيب ملك تايلاند بوميبول ادوليادج على العرش.
واحتشد آلاف المواطنين صباح اليوم على جانبي طرق بانكوك، لرؤية الموكب الرسمي، الذي نقل الملك من المستشفى وحتى القصر الملكي القديم، حيث كان في استقباله رئيس الوزراء وعدد من كبار شخصيات ومشاهير الدولة.
وقد خرج بوميبول (82 عاما) على كرسي متحرك من المستشفى، التي تم إيداعه فيها قبل تسعة أشهر لإصابته بالعديد من الأمراض.
ولم يشر ملك تايلاند، الذي تدخل لمنع القمع العسكري العنيف للطلاب عام 1973 ، وللمتظاهرين الذين كانوا يطالبون بالديمقراطية عام 1992 ، إلى الأزمة التي تشهدها البلاد حاليا خلال المراسم الاحتفالية.
وكان رئيس الوزراء التايلاندي السابق ثاكسين شيناواترا قد طالب ذوي "القمصان الحمر" الموالين له، بقبول خطة المصالحة، في محادثة هاتفية أجراها معهم خلال اجتماع قادة المعارضة الثلاثاء.
ويأتي أغلب "القمصان الحمر" من المناطق الريفية شمالي وشمالي غرب البلاد وهي المناطق التي تعتبر الأكثر كثافة سكانية وبها أراضي وممتلكات رئيس الوزراء السابق المخلوع منذ عام 2006 والصادر بحقه حكم بالسجن عامين بسبب الفساد.
وكانت الاحتجاجات المناهضة للحكومة قد بدأت في 14 من مارس/آذار الماضي بمسيرة شارك بها نحو 100 ألف شخص، للمطالبة باستقالة فيجاجيفا وحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة في البلاد.
وقد تسببت الاحتجاجات في خسائر بالملايين للمكاتب والمطاعم والمتاجر الفاخرة، التي أغلقت ابوابها منذ ان احتل المتظاهرون الحي المالي في بانكوك، منذ قرابة شهر.
وتشهد تايلاند أزمة سياسية حادة منذ الانقلاب الذي أطاح عام 2006 برئيس الوزراء السابق ثاكسين شيناواترا المقيم في المنفى بعد إدانته بالسجن عام 2008.(إفي)