بانكوك، 21 مايو/آيار (إفي): بدأت الأجواء في قلب العاصمة التايلاندية بانكوك، مسرح المواجهات العنيفة بين المتظاهرين المناوئين للحكومة المعروفين بأصحاب "القمصان الحمر" وقوات الأمن، تعود إلى طبيعتها.
وقد خرج العشرات من سكان المناطق المجاورة لمعقل القمصان الحمر الذي شهد مصرع العديد من المتظاهرين، إلى الشوارع بالمجارف والمكانس لإزالة الانقاض والقمامة المتراكمة.
وكانت أعمال الشغب قد اندلعت في بانكوك منذ أن أعلن الجيش الاسبوع الماضي عن عملية عسكرية لفض معسكر المتظاهرين في الحي التجاري الرئيسي ببانكوك والذي تمكن من استرداده بالكامل الخميس من أيدى "القمصان الحمر" الذين احتلوه منذ قرابة ستة اسابيع، واضعا بذلك وبعد استسلام قادة المحتجين، نهاية للمظاهرات المناهضة للحكومة التي استمرت أكثر من شهرين.
وفي الوقت الذي هاجم فيه الجيش معقل "القمصان الحمر" في قلب العاصمة، قام المتظاهرون الأربعاء باضرام النيران في مبنى البورصة ومبنى القناة الثالثة بالتليفزيون المحلي، وثاني أكبر مركز تجاري في جنوب شرقي آسيا، كما اشعلوا النيران في 37 مبنى آخر، مما أدى إلى انتشار الدخان في سماء العاصمة التايلاندية.
وبدأت خدمات النظافة في تنظيف المنطقة التي عسكر بها "القمصان الحمر"، في حين يستعد رجال المطافىء لبدء مهمة تطويق وفحص المباني التي اندلع فيها الحريق.
وعلى الرغم من بداية عودة الأمور إلى طبيعتها، إلا ان حظر التجول لا يزال يفرض في بانكوك وثلاث مقاطعات أخرى بالبلاد وسيستمر حتى يوم الأحد المقبل، كما لا تزال حركة الجزء الأكبر من النقل العام في العاصمة متوقفة.
وأعلنت وزارة الصحة التايلاندية أن 15 شخصا لقوا مصرعهم وأصيب 133 آخرين الأربعاء خلال هجوم قوات الأمن التايلاندية على معقل أصحاب "القمصان الحمر"، وأثناء أعمال العنف التي تفجرت في العاصمة وشمال وشمال شرقي البلاد.
وكان أصحاب "القمصان الحمر" الموالون لرئيس الوزراء المخلوع ثاكسين شيناواترا قد بدأوا الاحتجاجات منتصف مارس/آذار الماضي، للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء أبهيست فيجاجيفا وحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة في البلاد.
وتشهد تايلاند أزمة سياسية حادة منذ الانقلاب الذي أطاح عام 2006 بشيناواترا المقيم في المنفى بدبي بعد إدانته بالسجن لمدة عامين في قضية فساد عام 2008.(إفي)