مدريد، 27 أغسطس/آب (إفي): توصل فريق من العلماء يضم 16 باحثا صينيا وبريطانيا إلى اكتشاف علمي مفاده أن الحامض النووي للجنس البشري يضم من 100 إلى 200 عناصر متحولة وراثية لايتضمن معظمها آثار واضحة.
وتعتبر هذه هي النتائج المباشرة الأولى على الخريطة الجينية للعناصر المتحولة وراثيا في الحامض النووي البشري بشكل فردي، والتي نشرتها اليوم مجلة "كرنت بيولوجي".
وتشير الدراسة إلى أن هذه العناصر غير هجومية، وليس لها تأثير واضح على صحة الإنسان أو على مظهره البدني الخارجي.
ويوضح منسق فريق البحث كريس تايلور سميث أن "اكتشاف ماهيتها وكيف يتم انتاجها ربما يكون مفيدا، في تحديد كافة الأمراض الجينية".
جدير بالذكر أن فريق البحث استعان بأسرة صينية عاشت في نفس القرية لقرون، وقاموا بتحليل اثنين من افرادها الذكور يفصل بينهما 13 جيلا وترجع جذورهما إلى 200 عام.
وأجرى الفريق تحليل للكروموسوم (Y) لكليهما الذي لا يتغير بتغير الأجيال، إلا في القليل النادر وهي التي تشهد ظهور عناصر متحولة.
وأثبتت الدراسة أن الحامض النووي لكليهما كان متطابقا برغم السنوات والأجيال التي تفصل بينهما، باستثناء حدوث 12 تغييرا، 4 منها بسبب عناصر متحولة نتجت بطريقة طبيعية.
وبحسب فريق البحث "تظهر هذه العناصر الأربعة خريطة العناصر المتحولة التي تنتج بنسبة واحد لكل 30 مليون من جزيئات نواة الذرة في كل جيل.
في عام 1935 قام جي بي هالدن أحد مؤسسي علم الوراثة الحديثة بدراسة حالات الذكور المصابين بمرض "الهيموفيليا" في لندن، وتوصل إلى استنتاج مفاده أن هناك فرصة بنسبة واحد لكل 50 الف لحدوث هذا المرض بسبب الجين المصاب، وهذا يحدد خريطة جينية تتضمن أبعادها تحولات تقدر بنسبة واحد لكل 25 مليون من جزيئات نواة الذرة في كل جيل.
ويقدر العلماء أن كل البشر معرضون لوجود عناصر متحولة وراثية، ولكن الآن وبفضل تطور التكنولوجيا يمكن التعرف على مدى إمكانية حدوثها، وهي النتائج التي لم يكن من الممكن تصديقها أو قبولها قبل عدة سنوات قليلة. (إفي)