كان (فرنسا)، 18 مايو/آيار (إفي): انتقد المخرج الإيراني الشهير عباس كيروستامي اليوم القمع الذي يمارسه النظام على صناع السينما في بلاده، مستشهدا بالوضع الذي يتعرض له مواطنه المخرج جعفر بناهي، الذي لم يتمكن من المشاركة ضمن فعاليات النسخة الـ63 من مهرجان كان هذا العام والتي تستمر حتى 23 من الشهر الجاري، بسبب اعتقاله منذ مارس/آذار الماضي، بسبب احتجاجات المعارضة ضد حكومة أحمدي نجاد.
كما أدان كيروستامي، الذي ينافس على سعفة كان الذهبية هذا العام بفيلمه "نسخة أصلية"، ما وصفه "بالقمع الدائم" الذي يتعرض له صناع السينما، مؤكدا: "كل الفنون أصبحت رهن الاعتقال"، في الوقت الذي أعرب فيه عن أسفه لحالة بناهي.
وأضاف المخرج الإيراني الحاصل على سعفة كان الذهبية عام 1997 عن فيلمه "طعم الكرز"، قائلا: "حكومة طهران تعمل على تعويق عمل الفنانين"، مطالبا النظام في الجمهورية الإسلامية بتقديم إيضاحات حول هذا الوضع، مذكرا أن "بناهي تعرض للاعتقال بسبب فيلم لم يخرجه بعد".
وتأتي انتقادات كيروستامي لقمع الفنانين بعد أربعة أيام من تصديق طهران على قرار يلزم صناع السينما بالحصول على تصريح خاص قبل عرض أفلامهم في أي مهرجانات أو دور عرض أجنبية، وفي حالة عدم الالتزام بهذا الإجراء فسوف يتعرضون بحرمانهم من ممارسة المهنة لمدة عام.
جدير بالذكر أنه في أواخر الشهر الماضي وقع عدد من نجوم وصناع السينما العالمية "منفستو" طالبوا من خلاله الحكومة الإيرانية بإطلاق سراح بناهي. ومن بين الفنانين والمخرجين الذين وقعوا على البيان يبرز مارتن سكورسيزي، وستيفن سبيلبرج وفرانسيس فورد كوبولا وأوليفر ستون، في بادرة تضامن مع المخرج الإيراني.
يشار إلى أن كيروستامي وزع اليوم خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم بمناسبة عرض فيلمه رسالة مفتوحة للنظام الإيراني، مؤكدا أن "صناعة السينما ليست جريمة بل أسلوب حياة".
ولكيروستامي تاريخ طويل مع كان، حيث شارك في مختلف أقسامه ومسابقاته بـ 39 فيلما على مدار 13 دورة مختلفة وانتزع إحدى سعفاته، ويعود هذا العام للمنافسة على سعفة ذهبية أخرى بفيلمه "Copie conforme" أو نسخة مطابقة، والذي سيعرض اليوم ضمن فعاليات اليوم السابع للمهرجان.
وتلعب النجمة جولييت بينوش بطولة الفيلم في أول تعاون فني بينهما فيما يتوقع حصولها على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم، بالإضافة للبريطاني ويليام شيميل، وقد اختار المخرج أن يضع كاميراته على أرض قرية توسكان في سان جيمينيانو الإيطالية لأول مرة بعيدا عن إيران التي شهدت تصوير كل أفلام مشواره الفني.
يؤكد كيروستامي: "لا أعتقد أن التصوير في إيطاليا قد غير من أسلوبي الفني، لأنه إذا كان المكان واللغة جديدين بالنسبة لي فأنا معتاد على شخصيات الفيلم".
وبصرف النظر عن الحدود الجغرافية وتعامل مخرج إيراني مع ممثلين أوروبيين، يقدم كيروستامي قصة عالمية، تتناول لقاء بين كاتب وصاحبة صالة عرض.
يقول كيروستامي: "حينما كتبت السيناريو، أردته أن يكون خاليا من كل خصوصية شرقية. أردت أن تكون الشخصيات و حوارها عالميين".(إفي)