كارتاخينا (كولومبيا)، أول فبراير/شباط (إفي): اختتمت اليوم فعاليات لدورة الخامسة لمهرجان "أي فيستيفال" الثقافي بمدينة كارتاخينا دي إندياس الكولومبية، بتكريم الموسيقار الشعبي العظيم ليوناردو دياز الذي تخطت شهرته حدود القارة الأمريكية.
ولد دياز كفيفا ويبلغ من العمر الآن 81 عاما، ويؤكد أن الله حرمه من نعمة البصر، ولكنه أنعم عليه بنعمة البصيرة، مما مكنه من استلهام جمال النغمات والتعبيرات من الطبيعة التي يشعر بها حوله وتتخلل مسام روحه، ليسجل للإنسانية أكثر من 100 أغنية من تراث الكاريبي الثري.
وبدأ دياز كتابة أغانيه وتلحينها بنفسه وهو في سن السابعة عشرة، وأهداها لأول فتاة تعلق بها قلبه، وهكذا طوال حياته الممتدة ظل يكتب أغاني للحب ويهديها للنساء التي مررن بقلبه المتدفق بالمشاعر الفياضة.
ويقول عنه الأديب الكولومبي دانييل سامبير: "دياز شاعر مبدع عظيم ويكفي كلمات أغنيته التي تقول عندما تخطر ماتيلدا على الأرض حتى ثوبها يتبسم، لنعرف مقدار شاعرية هذا الرجل".
بينما يصفه أديب نوبل العظيم جابرييل جارثيا ماركيز أنه شاعر مرهف، معترفا أنه اقتبس جزء من قصيدته "الملكة المتوجة" في روايته الرائعة "الحب في زمن الكوليرا".
وقد عزفت فرقة الموسيقيين الجوالين والتي يقودها ابنه وحفيده في إطار فعاليات "أي فيستفال" عددا من أشهر أغانيه ومنها "البدينة" و"ماتيلدا لينا" و"تحت شجرة المانجو"، وغيرها.
يذكر أن "أي فيستيفال" مهرجان يقام بشكل دوري منذ 20 عاما في بلدة "هاي إن واي" بمقاطعة ويلز البريطانية، ويقام في كارتاخينا دي إندياس منذ خمس سنوات، ويعتبر واحد من أهم المهرجانات الثقافية في أمريكا اللاتينية وتستقبل نسخة العام الحالي أكثر من 95 كاتبا وأديبا من جميع أنحاء العالم.
وقد برز من بين الكتاب الذين شاركوا في دورة العام الحالي، الكاتب الروائي البريطاني إيان ميكوان الذي استعرض مشواره الأدبي وأسلوبه الروائي الذي أنتج خلاله روايات هامة مثل "حديقة الإسمنت" و"متعة المسافر"، "وأطفال في الزمن"، و"البرئ".
واشتهر الكاتب البريطاني بأسلوب متميز في تناول الشخصيات السيكوباتية والأسر المفككة والأحداث المضطربة، وصياغته للأحداث الملتبسة، المليئة بالغموض والإثارة التي تصل إلى حد الجنون. وعن هذا الأسلوب يقول أن المخرج البريطاني أندرو بيركين أطلق عليه "إيان المفزع" في إشارة إلى أسلوبه المروع.
كما شاركت في الدورة الخامسة أيضا الكاتبة الإسبانية الشابة ذات الأصول المغربية نجاة الهاشمي التي أبرزت التشابه بين الهويتين الكولومبية والمغربية.
وعن انطباعها الأول عن المدينة الكاريبية التي تحتضن المهرجان قالت الهاشمي: "انتهزت فرصة الفعاليات لأشترك مع جمعية من الجمعيات النسائية المحلية في جولة خارج مقر المهرجان، فوجدتني داخل فقاعة خيالية لا تمت للواقع بصلة".
ونجاة الهاشمي اسم فرض نفسه في الأشهر الأخيرة في المشهد الأدبي بإقليم كتالونيا، بعد حصولها على جائزة رامون لول 2008 ، أرفع الجوائز الأدبية في الإقليم، بالرغم من كونها مغربية، ولكنها انتقلت وعمرها ثماني سنوات إلى بلدة صغيرة مجاورة لبرشلونة اسمها فيك حيث كان يعمل والدها كعامل بناء.
كما انتهز الكاتب الروائي البيرواني ماريو بارجاس يوسا مشاركته في المهرجان ليكشف عن اسم روايته القادمة، موضحا أنها ستحمل عنوان "حلم الكلتي"، مشيرا إلى أنه يعكف حاليا على وضع اللمسات الأخيرة للعمل الأدبي الذي يدور خلال القرن 19 وأوائل القرن العشرين، في الكونغو والأمازون وإيرلندا وألمانيا.
وعن روايته الجديدة يقول الروائي صاحب "المدينة والكلاب" و"حفلة التيس"، و"محادثات الكاتدرائية" و"من قتل موليرو"، إن العمل القادم يدور حول شخصية عثر عليها في السيرة الذاتية للكاتب جوزيف كونراد، وهو سياسي حاول التصدي لوحشية المستعمرين في الدول المنتجة للمطاط.
ويضيف: "أطلقت على روايتي الجديدة حلم الكلتي، لأن البطل أيرلندي ينتمي للتيار القومي، عندما كانت إيرلندا جزءا من بريطانيا العظمى، وعمل طويلا مع الانفصاليين، وقد تعرض للمحاكمة وحكم عليه بالإعدام أثناء الحرب العالمية الأولى".(إفي)