أحمد مصطفى.
القاهرة، 13 يناير/كانون ثان (إفي): تتوجه الأنظار صوب منتخب غانا من بين جميع المنتخبات المشاركة في كأس الأمم الأفريقية 2013، التي تحتضنها جنوب أفريقيا في الفترة بين 19 يناير/كانون ثان والعاشر من فبراير/شباط المقبلين، باعتباره أحد أبرز المرشحين الدائمين للتتويج باللقب القاري، بجانب كوت ديفوار، في ظل غياب منتخب مصر حامل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة.
ورغم غياب مصر والكاميرون والسنغال عن النسخة 29 من العرس الأفريقي بسبب الإخفاقات المفاجئة في مشوار التصفيات، لن يكون الطريق إلى الكأس ممهدا أمام منتخب "النجوم السوداء"، رغم مروره بواحدة من أزهى فتراته الكروية في الأعوام الأخيرة، حيث يعي جيدا مدى خطورة القوى الجديدة بالقارة السمراء.
ففي النسخة الأخيرة التي استضافتها الجابون وغينيا الاستوائية عام 2012 ، تجرعت غانا مرارة الخروج من نصف النهائي على يد زامبيا، حاملة اللقب لاحقا، رغم أنها كانت المرشح الأوفر حظا للتتويج في غياب "الفراعنة" و"الأسود" أيضا، اللذين كانا يشكلان حجر عثرة أمام طموح الفوز باللقب.
وتشير التوقعات إلى أن منافسي غانا على الكأس سينحصرون بين كوت ديفوار وزامبيا، غير أن المجال يتسع لدخول نيجيريا وثلاثي شمال أفريقيا وممثلي العرب: تونس والمغرب والجزائر، رغم تراجع أدائهم ونتائجهم مؤخرا.
وأوقعت القرعة منتخب غانا على رأس المجموعة الثانية، التي تضم أيضا مالي والنيجر والكونغو الديمقراطية، وتبدو فرصها الأوفر لتصدر المجموعة والاصطدام في دور الثمانية بأحد فرق المجموعة الأولى التي تضم صاحبة الضيافة جنوب أفريقيا بجانب أنجولا والمغرب والرأس الأخضر.
ويعد منتخب مالي المنافس الأقوى لغانا في المجموعة، حيث سبق أن التقيا مرتين في النسخة الأخيرة، أولاهما في دور المجموعات أيضا وفازت غانا بثنائية نظيفة، قبل أن تثأر مالي بنفس النتيجة في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.
وتطمح غانا تحت قيادة المدرب الوطني كويسى أبياه إلى الفوز بلقبها الخامس في بطولات الأمم الأفريقية، والأول لها منذ عام 1982 ، فقد كانت قريبة من حصد اللقب في نسخة أنجولا 2010 لولا اصطدامها في النهائي بالمنتخب المصري الذي خطف الكأس بهدف في الوقت القاتل بتوقيع البديل محمد ناجي جدو.
ويشهد تاريخ البطولة على مشاركة غانا في 18 نسخة من أصل 29 ، وقد رفعت الكأس أربع مرات أعوام 1963 و1965 و1978 و1982.
وشهد مستوى "النجوم السوداء" طفرة غير مسبوقة منذ 2006 ، فبعد أن كانت لهم الزعامة في القارة الأفريقية مطلع عقد الثمانينيات باعتبارهم أول منتخب يفوز بأمم أفريقيا أربع مرات، تسربت الريادة من بين أيديهم مع ارتفاع أسهم مصر والكاميرون في العقدين الأخيرين، حيث عادلا الإنجاز بل وتخطته الأولى بعد أن جنت سبعة ألقاب.
ففي 2006 شاركت غانا للمرة الأولى في تاريخها في بطولة كأس العالم بألمانيا، فأبدعت في ظهورها المونديالي الأول وبلغت دور الـ16 بعد أن تخطت مجموعة صعبة كانت تضم إيطاليا.
ووضع منتخب السامبا حدا لمغامرة "برازيل أفريقيا" فتفوق عليه بثلاثية نظيفة في دور الـ16 ليغادر المونديال مرفوع الرأس، حيث كان الممثل الأفريقي الوحيد الذي بلغ الدور الثاني بعد إخفاق كوت ديفوار وتونس وأنجولا وتوجو.
ورغم التألق الدولي، لم يتحقق حلم التتويج بالأمم الأفريقية في نسختي 2008 على أرضها و2010 بأنجولا، فاكتفى منتخبها بالمركزين الثالث والثاني على الترتيب، مما استدعى تجديد دماء الفريق والاعتماد على أبطال مونديال كأس العالم للشباب تحت 20 عاما الذي احتضنته مصر عام 2009 ، ما كشف عن جدية السعي لتحقيق مجد جديد في مونديال جنوب أفريقيا 2010.
وبالفعل كان الشباب عند حسن الظن، ما انعكس على النتائج الرائعة التي حققوها في ثاني مشاركة مونديالية، حيث تأهلوا للدور الثاني للمرة الثانية على التوالي، قبل أن يحققوا إنجازا غير مسبوق بالصعود إلى ربع النهائي بالفوز على الولايات المتحدة 2-1 ، لكن الفريق خسر أمام أوروجواي في مباراة درامية.
وتسعى غانا لنفس التألق، وراهن أبياه على قائمة مكونة من 23 لاعبا لكسر العقدة هذه المرة بجنوب أفريقيا 2013، ، ولعل أبرز النجوم محط الأنظار في هذا المنتخب هو المهاجم والجناح الأيسر كوادو أسامواه الذي يقدم أداء متميزا مع يوفنتوس الإيطالي في موسمه الأول بعد انتقاله من أودينيزي، بجانب القائد أسامواه جيان هداف العين الإماراتي.
وأسندت لجيان (27 عاما) مهمة قيادة المنتخب في غياب لاعب الوسط المخضرم مايكل إيسيان المنشغل بمباريات فريقه ريال مدريد الإسباني، وقد أكد أنه سيعتزل تسديد ركلات الجزاء مع المنتخب عملا بوصية أمه التي لقيت مصرعها في حادث سير بأكرا قبل بضعة أسابيع.
ويملك جيان ذكريات سيئة مع ركلات الجزاء، بعد التي أهدرها أمام أوروجواي في المونديال، وكذلك أهدر أخرى في نصف نهائي كان 2012 أمام زامبيا، وهي التي دفعته للاعتزال دوليا بعد أن ساءت حالته النفسية، قبل أن يعدل عن قراره بفرمان من أبياه.
وبعيدا عن هؤلاء، يملك المنتخب الغاني كتيبة من اللاعبين المميزين، بدءا من حارس المرمى آدم لارسن كواراسي (سترومجودست النرويجي) مرورا بالمدافعين مبارك واكاسو (إسبانيول الإسباني)، جوناثان مينساه (إيفيان الفرنسي)، جون بوي (ستاد رين الفرنسي)، إيزاك فورساه (سالزبورج النمساوي).
ويتسلح خط الوسط بوجود أنتوني أنان (أوساسونا الإسباني)، أفري أكواه (بارما الإيطالي)، ديريك بواتينج (دنيبرو الأوكراني)، ألبرت أدامو (بيرستول سيتي الإنجليزي)، كريستيان اتسو (بورتو البرتغالي).
وفي الهجوم أيضا يبرز إيمانويل كلوتي المنضم حديثا للترجي التونسي والذي لفت الانتباه بتألقه في دوري أبطال أفريقيا مع تشيلسي.
وبخلاف مايكل إيسيان يغيب عن المنتخب لاعب وسط ميلان الإيطالي سولي مونتاري الذي ابتعد عن الملاعب منذ ستة أشهر للإصابة قبل أن يتعافى منها مؤخرا، حيث اعتذر لعدم جاهزيته، فيما لم توجه الدعوة لزميله بالفريق كيفين برنس بواتنج المتهم بالخيانة لرفضه اللعب للمنتخب منذ أمم أفريقيا الاخيرة.
وفي المقابل استبعد المدرب أبياه نجمه المميز أندريه أيو صانع ألعاب مارسيليا الفرنسي، عقابا على تخلفه عن موعد الكشف الطبي وتفضيله للبقاء مع ناديه، ليلحق بشقيقه جوردان خارج القائمة. (إفي)