يعود الاقتصاد الأمريكي لنا بعد عطلة نهاية أسبوع طويلة، حيث غاب عنّا الاقتصاد الأمريكي يوم أمس الاثنين بسبب عطلة يوم مارتن لوثر كينج، علماً بأن ذلك اليوم يعد أحد الأعياد الفدرالية الأربعة في الولايات المتحدة الأمريكية، في حين يتأهب الاقتصاد الأمريكي اليوم لإصدار بيانات تتعلق بأداء قطاع الصناعة، ونتائج أعمال الشركات الأمريكية خلال الربع الرابع من العام الجاري 2012.
ولا بد لنا من الإشارة إلى أن مؤشرات الأسهم الأمريكية اختتمت تداولات الأسبوع الماضي بانخفاض واضح، وذلك عقب الإعلان عن تخفيض التصنيف الائتماني لتسع دول أوروبية من قبل ستاندرد آند بورز، وعلى رأسها فرنسا والنمسا، في حين كانت ألمانيا الدولة الأوروبية الوحيدة ضمن منطقة اليورو التي احتفظت بكل من تصنيفها الائتماني والنظرة المستقبلية لاقتصادها دون أي تغيير.
هذا وقد شهدنا اليوم ارتفاع مؤشرات الأسهم الأمريكية في تعاملاتها الآجلة قبيل انطلاق جرس بداية الجلسة الأمريكية، حيث ارتفع مؤشر الداو جونز الصناعي في تعاملاته الآجلة بواقع 101 نقطة أي بنسبة 0.8 بالمئة لغاية اللحظة، ليصل إلى مستويات 12491 نقطة، بينما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في تعاملاته الآجلة بنسبة 0.9 بالمئة، ليتداول حالياً عند مستويات 1299.9 نقطة، (البيانات مسجلة في تمام الساعة 10:43 صباحاً بتوقيت لندن).
وهنا نؤكد على أن هذا الارتفاع في تعاملات اليوم، جاء إثر انتشار حالة من التفاؤل في سماء الأسواق المالية، عقب صدور بيانات عن الصين أشارت إلى أن الاقتصاد الصيني نما خلال الربع الرابع من العام الماضي بأفضل من التوقعات، علماً بأن الاقتصاد الصيني نما خلال الربع الرابع بأبطأ وتيرة له منذ في 10 أرباع، إلا أن ذلك قد يشير إلى أن صناع القرار في الصين سيقدمون على اتخاذ إجراءات جديدة لدعم مستويات النمو في البلاد.
وصولاً إلى البيانات الأمريكية، فمن المنتظر أن يصدر عن القطاع الصناعي الأمريكي اليوم مؤشر نيويورك الصناعي -حيث يقوم البنك الفدرالي بتوجيه العديد من الأسئلة شهرياً لبعض المنتجين من المصانع في نيويورك عن الانتاج والتوقعات أو التطلعات المستقبلية بخصوص كميات الإنتاج- ومن المتوقع أن يظهر المؤشر بأن المصنعين في نيويورك عملوا على رفع الأوضاع الاقتصادية، ليصل المؤشر إلى 11.00 خلال شهر كانون الثاني/يناير، بالمقارنة مع القراءة السابقة والمسجلة عند 9.53، ليواصل القطاع الصناعي بذلك دعم الأوضاع الاقتصادية.
وصولاً إلى الاقتصاد الكندي عزيزي القارئ، فمن المتوقع أن يصدر البنك قراره بخصوص أسعار الفائدة اليوم في تمام الساعة 14:00 بتوقيت نيويورك، حيث تشير تلك التوقعات إلى أن البنك المركزي الكندي سيقوم بتثبيت أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية، بسبب توقعات المركزي الكندي بأن معدلات النمو بحاجة إلى دعم ومستويات التضخم لا تزال تحت السيطرة نوعاً ما، لذا فالبنك المركزي الكندي سوف يقدم على تلك الخطوة في سبيل دعم مستويات النمو في البلاد، عقب إظهار الاقتصاد الكندي لمستويات نمو متواضعة خلال الربعين السابقين.
أخيراً وليس آخراً، نشير إلى أن الاقتصاد الكندي تأثر وبشكل كبير من أزمة الديون الأوروبية، حيث يعتمد الاقتصاد الكندي وبشكل كبير على مستويات الطلب على السلع والخدمات الكندية، ونظراً لتراجع الأنشطة الاقتصادية بشكل كبير في أوروبا، فإن ذلك انعكس على الاقتصاد الكندي لنشهد تراجع وتيرة الأنشطة الاقتصادية في كندا، علماً بأن الاقتصاد الكندي يعتمد بشكل مباشر على الاقتصاد الأمريكي أيضاً، بصفته أكبر شريك تجاري له.