بغداد، 4 مارس/آذار (إفي): أنهى آلاف المتظاهرين العراقيين الذين خرجوا اليوم في مختلف مدن البلاد تظاهراتهم دون حوادث تذكر، فيما طلب رئيس الوزراء نوري المالكي من القوات الأمنية رفع حظر التجوال على المركبات والأشخاص.
وفي هذا السياق تجمع آلاف المتظاهرون الذين جاءوا من مختلف مناطق بغداد سيرا على الأقدام للمشاركة في التظاهرة التي أطلق عليها اسم "جمعة الكرامة والتحدي" في ساحة التحرير وسط بغداد وهم يرفعون الأعلام العراقية ولافتات كتب عليها (لا للفساد)، (لا للمحسوبية)، (لا للبطالة، نعم لتوفير فرص العمل للعاطلين)، (نريد إطلاح النظام )، (نطالب بمحاسبة المفسدين)، (نفط الشعب مو للشعب)، (نطاب بتحسن البطاقة التموينية).
وأغلقت القوات الأمنية جسري الجمهورية، والسنك بالكتل الكونكريتية لمنع وصول المتظاهرين إلى المنطقة الخضراء وسط بغداد، حيث مقر الحكومة والبرلمان، وسفارات عدد من الدول الغربية.
وقال سالم حسين (30 عاما) أحد المشاركين في مظاهرة ساحة التحرير إن القوات الأمنية طالبت المتظاهرين بإخلاء الساحة حوالي الساعة الواحدة من ظهر اليوم، مبينا أن قوات مكافحة الشغب استخدمت الهراوات لتفريق المتظاهرين الذين أصروا على البقاء.
وأكد حيدر المنصوري رئيس فرع نقابة الصحفيين العراقيين في مدينة البصرة جنوبي العراق لوكالة (إفي) أن "قوات مكافحة الشغب التابعة لوزارة الداخلية اعتدت بالضرب بالهراوات عليه وعلى ثلاثة مصورين يعملون لصالح وكالة أسوشييتد برس وقناة العالم الفضائية ووكالة أخبار بغداد خلال تغطيتهم المظاهرات وسط البصرة".
وأضاف أن "نقابة الصحفيين باشرت بفتح تحقيق في حالة الاعتداء التي تعرض لها الصحفيون والتي لم تكن متوقعة في ضوء الطمأنة التي حصلنا عليها من القوات الأمنية".
ومن جانبه قال حسن الأسدي أحد المشاركين في المظاهرة إن "حوالي 900 شخص من أهالي البصرة تظاهروا بالقرب من مبنى المحافظة بشكل سلمي للمطالبة بحل مجلس المحافظة وتعيين محافظ جديد وتحسين الخدمات، إلا أن قوات مكافحة الشغب قامت بتفريق المتظاهرين بالقوة مستخدمة خراطيم المياه والهراوات".
وعلى صعيد متصل قال مصدر في دائرة حقوق الإنسان بمدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غرب بغداد إن قوات الجيش والشرطة في المدينة قامت بإغلاق كافة الجسور المؤدية إلى وسط المدينة بالكتل الكونكريتية والأسلاك الشائكة وأن المتظاهرين تجمعوا بالمئات للعبور إلى وسط المدينة على الرغم من كل هذه الإجراءات.
وقال سلام العاني أحد المشاركين في المظاهرات "جئنا للمشاركة في هذه التظاهرة السلمية للمطالبة بتوفير الماء الصالح للشرب والكهرباء وإيجاد فرص العمل ومحاسبة الفاسدين وتوفير البطاقة التموينية للمواطنين".
ولم يكن الوضع في مدينة الفلوجة، 50 كلم غرب بغداد، أفضل منه في الرمادي، حيث حاولت القوات الأمنية منع المتظاهرين من الخروج إلى الشوارع بعد أن فرضت حظرا للتجوال على الأشخاص والسيارات، كما نشرت أعداد إضافية من قواتها في المدينة.
واعتصم أكثر من خمسة آلاف شخص في ساحة السراي وسط مدينة السليمانية شمالي العراق بعد أدائهم صلاة الجمعة، مطالبين بتوفير الخدمات ورفعوا لافتات وشعارات تطالب بإصلاح النظام السياسي في إقليم كردستان.
وكانت محافظة السليمانية، مسرحا لسلسلة تظاهرات شارك فيها المئات من أهالي المدينة غالبيتهم من الشباب خلال الأيام الماضية، للمطالبة بإجراء إصلاحات حكومية ومحاربة الفساد، وسقط خلالها عشرات الضحايا بين قتيل وجريح.
إلى ذلك تظاهر المئات من العراقيين في محافظات صلاح الدين وذي قار وبابل والديوانية والسماوة والنجف، وديالى وكركوك، للمطالبة بتحسين الخدمات والمستوى المعيشي للفرد العراقي وتوفير مفردات البطاقة التموينية وإيجاد فرص عمل للعاطلين ومحاسبة الفاسدين.
وفي هذه الأثناء نقلت قناة (العراقية) الفضائية الحكومية عن مصدر في مكتب المالكي قوله، إن رئيس الوزراء وجه القوات الأمنية برفع حظر التجوال على الأشخاص والسيارات في جميع مناطق البلاد.
وكانت العديد من المحافظات العراقية بما فيها العاصمة بغداد قد قررت مساء أمس فرض حظر التجوال على المركبات بكافة أنواعها والدراجات الهوائية والنارية، كما فرضت البعض منها حظرا على حركة الأشخاص.
وشهد العراق يوم الجمعة الماضي مظاهرات احتجاج شارك فيها آلاف المواطنيين، وسقط خلالها عشرات الضحايا بين قتيل وجريح، عندما حاولت القوات الأمنية تفريق المتظاهرين. (إفي)