من نضال المغربي
غزة (رويترز) - بعد أن عالجا آلاف الأشخاص الذين أصيبوا بكسور في الأطراف منذ عام 2019، يستخدم اثنان من الأخصائيين في الأطراف الصناعية والجبائر في غزة الآن مهاراتهما لإنقاذ الحيوانات.
يقول الأخصائيان، الأخوان محمد ويوسف الخالدي، إن الكثير من مرضاهما من البشر كانوا ضحايا لنيران الجيش الإسرائيلي في الاحتجاجات الحدودية.
واضطلع الأخوان بمهامهما الجديدة بعد زيادة الاستفسارات من أصحاب الحيوانات الأليفة والماشية، إذ تحدث إصابات الحيوانات في الغالب بعد التعرض لظروف ومواقف شديدة الخطورة.
وتكون كسور الحيوانات قاتلة في كثير من الأحيان.
وقال محمد إن هذا التحول بالنسبة له حدث انطلاقا من إحساس داخلي بالشفقة على هذه الكائنات، مشيرا إلى أن حوالي 80 بالمئة منها تنفق إذا لم يتم علاجها. وكان محمد يتحدث بعد أن عالج هو ويوسف كسرا في ساق خروف في عيادتهما بجنوب رفح.
وأضاف "لجأت له من باب الرحمة والإنسانية والرأفة بهذه الحيوانات".
وقام الأخصائيان أيضا بتدخلات لإصلاح وتعديل عظام قطط وكلاب وحتى طيور، بينها صقور. وعادة ما يقومان بدعوة طبيب بيطري للإشراف على المرحلة النهائية من الإصلاح أو تركيب الأطراف الاصطناعية.
من بين عملائهما عنان البيومي البالغ من العمر 28 عاما الذي يشعر بالامتنان بعد اتخاذ وتطبيق الإجراءات الطبية اللازمة لقطه بعد إصابته بكسر في قدمه.
وقال "أنا بأربي حيوانات.. لما كان بينكسر عندي قط أو مشكلة في القط عندي أو عند المربين في قطاع غزة مصيره كان 80 بالمئة الموت. ما كانش فيه مؤسسات تعمل جبائر.. الآن أنا مرتاح لأن المؤسسة (مركز الخالدي للأطراف والجبائر) ريحتنا كتير وقدرت تعالج القط".
وبسبب الفقر وصعوبة استيراد السلع والبضائع عبر الحدود الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية والمصرية، يضطر الاخصائيان في الغالب لصنع القوالب أو الأطراف الاصطناعية بنفسيهما للحيوانات من مادة البولي إيثيلين والمركبات المماثلة.
قال محمد "المواد مش متوفرة.. إحنا بنلجأ للبديل وصعب أنه تقول (للزبون) الجبيرة بتكلفك 100 دولار، إحنا الجبيرة بتلكع عندنا (الجبيرة التي نصنعها تتكلف) 10 شيقل يعني 3 دولارات للحيوان... والأغلب مجانا".
(تغطية صحفية من نضال المغربي - إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين)